مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 13 سبتمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*"النانو تكنولوجي" لماذا لا تجذب شباب مصر..؟!

*تخصصات جامعة زويل.. تتراجع أمام كليات القمة!

*أما الأهم.. والأهم.. الدراسات النظرية.. إذا كانت "أسهل" فلا تحقق تقدم المجتمعات.. ولا تهيئ المناخ للإبداع والابتكار

كان حلم د.أحمد زويل رحمه الله- أن تنشأ في مصر جامعة تحمل اسمه.. وفي سبيل ذلك بذل أقصى الجهد سواء مع المسئولين أو نظرائهم هناك.. ثم..ثم.. شاء القدر أن يغادر العالم المصري الشهير الحياة قبل أن تأخذ جامعته.. المكانة التي يتمناها..

طبعا كالعادة.. تعرضت الجامعة الوحيدة لهجمات متوقعة.. لأسباب عديدة.. أهمها أن الجديد أي جديد- ليس من السهل تقبله في نفس الوقت الذي يجب فيه الالتزام بقوانينا ولوائحنا.. وهذا ما لم يكن د.زويل مقتنعا به..!

*** 

المهم.. ها هي الجامعة قد أخذت تشق طريقها وضمت تخصصات لم نعهدها في مصر أو ربما لم نكن نسمع عنها مثلهندسة الفضاء وهندسة النانو تكنولوجي وهندسةالطاقة الجديدة والمتجددة.. ويراهن المسئولون عن الجامعة حاليا.. أن خريجي الكليات من هذه التخصصات.. يحصلون على فرص عمل بعد أقل من ثلاثة شهور من خروجهم للحياة العملية.. فضلا عن أن أبواب البعثات الخارجية مفتوحة لهم في أي وقت..!

*** 

الغريب.. أنه مع كل تلك الميزات.. وكل هذه الدعاية.. لم تجد جامعة زويل هذا العام.. الإقبال الذي كانت تنتظره أو تتوقعه والدليل أنه مازالت بها أماكن خالية لطلابالمرحلة الثالثة.. رغم أنها جعلت الحد الأدنى 90% بينما هناك كليات تابعة لجامعات حكومية وصل هذا الحد إلى ما يقرب الـ99% .. 

إذن.. ألا تثير تلك النتائج.. التساؤلات ولا أقول الدهشة والعجب..؟!

*** 

أنا شخصيا أتصور أن الطلبة المتفوقين مازال بريق كلية الطب.. أو الصيدلة أو حتى الهندسة يغريهم للالتحاق بها لأن خريجيها مازالوا يمثلون الصفوة بصرف النظر عن ضآلة المرتبات التي يتقاضونها.

الأهم..والأهم أن هناك عزوفا عن الالتحاق بالكليات العملية بصفة عامة إلا فيما عدا النذر اليسير كما أوضحت.. وتلك قمة الخطر..!

*** 

المجتمعات يا سادة لا تقوم إلا على العلم.. والبحث العلمي.. والتجارب المقارنة.. و..و.. أما الدراسات النظرية مع احترامنا لها فهي مهما اتسعت دوائرها ونوعياتها.. فإنها تتوقف عند حد معين من الفكر الإنساني مما يتعذر معهالعبور إلى الآفاق الأوسع إلا فيما ندر..! 

السبب الأخير.. لهذا العزوف من وجهة نظري ربما يرجع إلى امتحانات القبول التي تعقدها جامعة زويل والتي قد يخشى الطلبة التقدم لها.. أو أن غالبيتهم لا يوفقون فيها.. وبالتالي يتم استبعادهم..!

*** 

لكن في جميع الأحوال نحن أمام ظاهرة ينبغي دراستها خصوصا وأنها ليست وليدة اليوم.. بل شواهدها واضحة منذ عدة سنوات مضت..!

أخيرا.. أطرح لكم جميعا سؤالا في شبه استفتاء:

عزيزي الأب.. عزيزتي الأم:

ماذا تتمنيان أن يكون عليه النجل العزيز.. أو الكريمة الغالية.. طبيب أو طبيبة.. أم مهندس "نانو"..؟

وفي انتظار ردودكم..!

*** 

و..و..وشكرا

***