"النت".. أظهر ميزاته بعد ما تعرض له من هجوم!!
*المنزل تحول إلى مدارس.. وجامعة!
*الأحفاد ارتدوا الزي المدرسي والمدرسون.. كانوا جاهزين من السابعة صباحا
*السؤال: هل "الأون لاين" ينشط العقل أم العكس؟!
تعرضت شبكة "النت" لهجوم ضارٍ وشبه ممنهج خلال الفترة الماضية بسبب السلبيات العديدة التي نتجت عن استخدام برامجها أو بالأحرى بعض برامجها..
كم من شبان وبنات تعرض مستقبلهم للخطر وهم يمارسون لعبة على النت اسمها" تيك توك" والتي أسفرت عن سجن فتاتين عامين مع تغريمهما مبالغ طائلة..!
وكم من أبناء وبنات دفعوا حياتهم ثمنا للعبة سخيفة اسمها "الحوت الأزرق" التي ينتهي الفصل الأخير منها بالانتحار..!
***
على الجانب المقابل.. يبدو أن النت أراد أن يكشف عن ميزاته.. فشاء القدر أن ينتشر فيروس كورونا في شتى أرجاء العالم مما اضطر معه مجتمعات كثيرة منها مصر لأن تمنع التقارب الجسدي في المدارس شأنها شأن أي تجمعات أخرى ليجيء البديل المسمى "أون لاين"..!
أمس بدأت الدراسة في بعض المدارس والجامعات وتحولت المنازل إلى فصول وقاعات للمحاضرات..!
أصارحكم القول إنني لم أصدق نفسي وأنا أرى الأحفاد والحفيدات.. وكلا منهم استيقظ في الصباح الباكر وجلس أمام اللاب توب أو الآيباد الخاص به.. ليتلقى الدرس عبر هذه الشبكة العنكبوتية الغريبة..!
***
أصغر الحفيدات "جودي" حرصت على أن ترتدي الزي المدرسي وبدلا من الذهاب للمدرسة جلست في غرفتها وأخذت مقعدها في الغرفة ثم بدأت التكنولوجيا تتحدث..!
في الثامنة بالضبط جاءها من المدرسة "لينك الاتصال" الذي استخدمته في الاتصال المباشر صوتا وصورة..!
***
في الغرفة المجاورة جلست شقيقتها "لانا" التي انتقلت هذا العام إلى الصف الذي يعادل الثانوية العامة وأيضا احتلت مكانها وفتحت اللاب توب لتبدأ الحصة الأولى وبعدها الثانية وهكذا.!
***
يبقى الحفيدان الأكبر مهند وكرز .. مهند في السنة الثالثة بالجامعة الأمريكية.. وكرز في السنة الأولى حيث إنها تخطو هذا العام أولى خطواتها في المرحلة الجامعية.
الشكل العام لا يختلف.. والسيناريوهات شبه واحدة فالتعامل على النت لا يفترق من إنسان إلى آخر طالما عرف أهم أوراقه الأساسية..
في النهاية انتهى اليوم المدرسي.. وسط آراء مؤيدة ومعارضة..!
البعض يرى أن هذا الأسلوب كان ضروريا حفاظا على صحة أولادنا وبناتنا ولكن يجب ألا يمتد فترات طويلة..!
أما البعض الآخر فإنه يرفض "الأون لاين" رفضا باتا وقاطعا.. لأنه يقضي على مناخ الجماعة.. ويجمد النشاطات المختلفة التي تعد ركناأساسيا من أركان البرامج التعليمية.. فلا موسيقى.. ولا مسرح.. ولا مكتبة.. ولا ملعب رياضي.. ولا..ولا..!
ثم..ثم.. فإنه ينحي العقل جانبا.. ويحد من نشاطه الطبيعي .
***
في النهاية طرحت على نفسي سؤالا افتراضيا:
تُرى.. لو عاد الزمن خمسين عاما إلى الوراء.. ماذا كان سيصير إليه موقف والدي رحمه الله.. وهو يراني وأنا لا أذهب إلى المدرسة.. وأجلس"لألعب" على جهاز غامض غريب..؟!
قطعا.. كان سيتهمني بالتزويغ ويتهم المدرسة بالغش والخداع..!
دنيا..!
***
و..و..وشكرا
***