*الغائبون عن الوعي.. في سباق الضلال والبجاحة!
*لا هم في العير ولا في النفير.. ومع ذلك يرتكبون أبشع الخطايا!
*مصر الكبيرة والعظيمة.. يستحيل.. يستحيل أن تكون أسيرة لعقولهم المريضة
*تعودوا على اللعب في الخفاء.. فشبوا على كراهية الصفاء والنقاء!
*جلبوا العار لأسرهم.. المتواضعة وهم لا يكترثون!
*إشادة أوروبا بمصر.. شهادة أناس عقلاء!
*أسمرات المحافظات.. طفرة حضارية جديدة
*أردوغان والسراج.. قصة حب باءت بالفشل!
*حصة تأديب أسبوعية من ماكرون للسلطان الزائف والنتيجة صفر..!
*البنوك أوقفت الأقساط.. وعوضتها في الفوائد!
*برافو.. قرار استئناف حركة البناء
الوعي.. كما يعرفه علماء النفس والاجتماع.. أنه حصيلة الأفكار والذكريات والأحاسيس الشخصية في الإنسان فضلا عن البيئة المحيطة به.. والأسوياء هم الذينيحتفظون بتلك الحصيلة عن رضا وقناعة.. ومواجهة حاسمة.. مع أية سلبيات تطرأ على عقولهم..!
أما غير الأسوياء فهم الذين يسقطون سواء بإرادتهم أو رغما عنهم في بحور الظلمات تحيط بهم الأمواج العاتية من كل جانب..
***
من هنا.. فالمجتمع الذي يسير قدما للأمام نحو التقدم والازدهار يهمه أن يحتفظ أفراده بوعيهم وفقا لقواعد الحق والخير والجمال.. أما المجتمع الذي يتعرض لأزمات مادية أو معنوية فيصبح أفراده نهبا لصراعات متباينة قد تجبرهم في النهاية على السير في طرق غير الطرق.. أو تتركهم..حائرين مستسلمين يعضون بنان الندم..!
واستنادا إلى تلك التعاريف العلمية والحقائق الثابتة.. فإن الأشخاص الذين فقدوا وعيهم غالبا ما يتصرفون تصرفات شائنة.. أو غير منطقية.. أو تصدر عنهم أقوال لا تتمشى مع الواقع القائم.. وبذلك يعيشون في عزلة.. يدخلون بسببها فيما يسمى بسباق الضلال والبجاحة.
الضلال.. لأنهم تائهون.. زائغو البصر.. لا يستطيعون التمييز بين ما هو كائن وبين ما ينبغي أن يكون.. وبالتاليفقدان القدرة على أن يقدموا للوطن ما يستحقه من جانبهم من تضحية أو نوع من أنواع الإيثار والمشاركة الوجدانية.
***
أما ما يثير الدهشة والعجب.. أن هؤلاء الغائبين عن الوعي.. أو المغيبين.. فهم في الحقيقة لا في العير ولا في النفير.. ورغم ذلك فإنهم يرتكبون أبشع الخطايا سواء في حق أنفسهم.. أو حق أوطانهم.. وفي معظم الأحيان.. أنهم ونتيجة انفصالهم أو ابتعادهم.. أو بعادهم.. أو..أو.. فتبدو الأمور بالنسبة لهم وكأنها عادية بينما العكس هو الصحيح جملة وتفصيلا..
***
عموما وبصرف النظر عن هوية أو خلفية أو صفة المغيبين أو الغائبين فإن مصر الكبيرة والعظيمة يستحيل.. يستحيل أن تكون أسيرة للعقول المريضة أو الشاذة.. أو التي انحرفت عن سواء السبيل.. لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار أن أمثال هؤلاء تربوا ونشأوا على غير أسس سليمة لأنهم تعودوا خلال حقبة زمنية من حياتهم على اللعب مع بعضهم البعض في الخفاء أو داخل الدهاليز الضيقة المظلمة.. وبالتالي شبوا على كراهية كل ما هو مضيء ونقي ورائق.
وهكذا فإنهم يجلبون العار لأسرهم وهي غالبا أسر متواضعة الحال بذل الآباء والأمهات جهودا كبيرة للحفاظ على كيانها دون أن يتوقعوا أن يكون الأبناء هم معاول هدم.. لكل إنجاز يتحقق.. أو كل معنى أو قيمة يمكن الحفاظ عليها بينما هم على الجانب الآخر.. لا يكترثون ويبدون وكأنهم ولا هنا.. ضاربين عرض الحائط بتقاليد الأسرة وعاداتها بل وتراث المجتمع بصفة عامة مما يؤدي في النهاية إلى انفصالية ما بعدها انفصالية بين كيانات تهدمت في حين كان المفترض أن تتماسك.. وتتوطد علاقاتها.
***
على الجانب المقابل.. فإن هؤلاء الشاردين أو ما اتفقنا على تسميتهم بالمغيبين أو الغائبين.. ليسوا في العير أو النفير –كما أشرت آنفا- فإن نظرة العالم لمصر تزداد تقديرا وإعزازا يوما بعد يوم..
ولعل أقرب دليل تلك الإشادة الصريحة والواضحة من جانب دول الاتحاد الأوروبي والتي وصفت ما يجري على أرض مصر من تقدم وازدهار.. بأنه من صنع أناس آمنوا بما يقولون وما يفعلون فحققوا أفضل النتائج في السياسة والاقتصاد والاجتماع والصناعة والزراعة وغيرها وغيرها.
إذن هذا هو الكلام العاقل.. والمحترم.. والذي يزيدنا ثقة في نفوسنا ما بعدها ثقة.
***
وبالمناسبة.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن المشروعات السكنية التي قررت الدولة إنشاءها في المحافظات على غرار الأسمرات تعد نقلة حضارية جديدة يشار إليها بالبنان.
لقد أضفت الأسمرات على أهالينا وجيراننا وأعزائنا.. نوعا من البهجة افتقدوا الإحساس بها على مدى سنوات وسنوات.
لقد ذهب السكان الجدد.. إلى أماكنهم "المختارة" وكأنهم يبدأون حياة جديدة لم يتعودوها من قبل.. بل لم يتخيلوا مظاهرها وأشكالها في يوم من الأيام.
لكن.. الإصرار على تحويل المستحيل إلى ممكن جعل كل بني الوطن يأمنون على حاضرهم ومستقبلهم..!
***
والآن.. اسمحوا لي أن نتوقف قليلا أمام ما يجري في ليبيا.. ليبيا الشقيقة التي تعد جزءا مهما من أمننا القومي..!
وما أريد التركيز عليه اليوم.. تلك العلاقة المريبة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبين فايز السراج رئيس ما تسمى بحكومة الوفاق..!
بديهي.. هي علاقة قائمة على المصلحة الذاتية البحتة.. وعلى الأنانية السياسية التي ما بعدها أنانية..!
ولقد ظل الاثنان يتبادلان عبارات الغزل.. على مدى شهور وشهور.. حتى حدث الجفاء الذي كان لابد أن يحدث..!
لكن.. لم يستطع السراج أن تكون هناك قطيعة بينه وبين حبيب القلب فأسرع مهرولا إليه في قصره المنيف في أنقرة دون موعد مسبق.. ليقدم له فروض الطاعة والولاء والأسف مع وعد بأن يكون دائما وأبدا رهن إشارته..!
تلك.. عينة من البشر تصوروا أنهم زعماء أو قادة بينما هم في حقيقة الأمر لا يمثلون في عالم السياسة شرو نقير..!
***
وإذا كان أردوغان يتعامل مع السراج من برجه العاجي.. فإنه يخضع في ذل ومهانة لتعليمات الرئيس الفرنسي ماكرون الذي تعود على أن يلقنه يوميا درسا في الأدب.. داعيا إياه بأن يحسن معاملته مع الآخرين.. وأن يكف عن التهور والتطاول..!
وطبعا.. لا ينبس السلطان العثماني ببنت شفة.. لأن الفارق شاسع بينه وبين الرئيس الفرنسي..!
***
أخيرا.. همسة عتاب.. أو كلمة حق أوجهها للبنوك العاملة في مصر.. حكومية أو خاصة.
لقد وعدت هذه البنوك عملاءها من الحاصلين على قروض منها بوقف أقساط هذه القروض على مدى ستة شهور بسبب تداعيات فيروس كورونا..!
طبعا.. تفاءل الناس خيرا.. واطمأنوا إلى أن هناك من يراعي ظروفهم.. حتى جاءت المفاجأة الكبرى فقد تم إبلاغهم بأن الأقساط أوقفت لكن الفوائد زادت أضعافا وأضعافا..!
بالذمة.. هل هذا كلام..؟!
يا ناس حرام عليكم.
***
أخيرا.. تحية وتقدير لرئيس الوزراء الذي قرر استئناف حركة البناء اعتبارا من 24 نوفمبر القادم.
إن هذا القرار ولا شك سيؤدي إلى تنشيط الاقتصاد .. وإلى توفير فرص العمل.. وإلى تحريك سوق العقارات الذي كان قد أصابه الجمود.. فشكرا وألف شكر.
***
مواجهات
*من لا يعرف السبيل لإسعاد نفسه.. يظل طوال عمره.. شقيا.. محروما.. تتقاذفه الأمواج هنا وهناك حتى تتمكن منه سمكة القرش.. ليظل قابعا في بطنها حتى قيام الساعة.
***
*الشعر الأسود الناعم.. لماذا يعكس غالبا قلبا مفعما بالأسى والحزن والألم ..؟
سؤال علمي بحت..!
***
*المرأة التي تعيش وتموت وهي تتباهى بجمالها.. قد تشاء إرادة الله أن تضل طريقها للجنة.
***
*سألني صديقي أو من كان صديقي:
Xهل النذالة بحق أنواع..؟!
أجبته دونما تفكير:
*طبعا.. وأنت للأسف تمثل النوع الأردأ.. لذا.. فلتصمت لأنك لا تساوي في سوق الرجال أكثر من نصف كوب ماء فارغ..!
***
*من يصدق أن مكتب الشهر العقاري بنادي زهور مدينة نصر يغلق أبوابه قبل أذان الفجر بعد ذلك.. يمنع الدخول بعد أن يكون قد تم تسجيل أسماء السهرانين أما بقية عباد الله فلا مكان لهم ولا توكيلات.
***
*جاءتني "نزهة".. والدموع تنهمر من مقلتيها.. وجسدها ينتفض كأن جنا قد مسها على غرة:
سألتني في غضب:
x أين محمود..؟
*من محمود؟
Xألا تعرفه؟
* لا أعرفه.. إنه ابن أخيكالذي وثقت فيه وسلمته كل ما أملك وفجأة.. اختفى كأنه فص ملح وداب.
ابتسمت في سخرية قائلا:
*ليس لي ابن أخ اسمه محمود.. قطعا اختلطت عليك الأوراق..؟
عادت تلطم خديها بعنف وتستطرد:
Xأنت أيضا تنكر الحقيقة.. لقد شاهدته بنفسي أول أمس.. وهو يستقل إحدى سفن الفضاء في طريقه للمريخ وقد أخرج لسانه لي في استهزاء وتهكم..!
*حقا المجانين في نعيم..!
***
*سؤال:
هل المنافق لديه قناعة بأنه سيحقق هدفه المرسوم مهما طال الزمن..؟
الجواب: للأسف.. تلك هي الحقيقة.. فكم من منافقين.. داسوا على كل المبادئ والقيم وفي النهاية كان لهم ما أرادوا..!
معلش يا زهر.
***
*الطبال أصبح يخجل من مهنته.. وبالتالي تراجعت الراقصات ألف خطوة للوراء..!
ثم..ثم.. لم يبق سوى المتفرج الذي يقضي الليل ساهرا وحده يحصي النجوم وطبعا لا يستطيع فينام باكيا.. ذليلا.. وهكذا دواليك.
***
*والله كلام معقول:
قال الراوي:
تعيش الأغنام دائما خائفة.. من الذئاب ثم يلتهمها الراعي.. إذن النصيحة: احذر من تمنحه الثقة وتظنه صديقك في حين أنه أعدى الأعداء..!
***
*أخيرا.. ادعوا معي دعاء آدم عليه السلام:
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا.. وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
***
ثم..ثم.. نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعرة أمة الرحمن بنت أبي محمد بن عطية المحاربي الشهيرة بأم الهنا الأندلسية:
جاء الكتاب من الحبيب بأنه
سيزورني فاستعبرت أجفاني
غلب السرور علي حتى إنه
من عظم فرط مسرتي أبكاني
يا عين صار الدمع عندك عادة
تبكين في فرح وفي أحزان
فاستقبلي بالبشر يوم لقائه
ودعي الدموع لليلة الهجران
***
و..و..وشكرا