*لا ترامب.. ولا أردوغان يغيران مسيرة الكون..!
*الرئيس الأمريكي تحدى "كورونا" ولكن:
واضح..أن الفيروس أقوى..!
*السيناريوهات كثيرة.. والمؤلف والمخرج قد يكون "واحدا"!!
*ومهلة الاتحاد الأوروبي للسلطان الزائف إما أن تعيده لصوابه.. أو يدفع الثمن باهظا
الإنسان-أي إنسان- مهما علا قدره.. ليس بإمكانه تغيير مسيرة الكون.. ولا التدخل في مشيئة القدر.. لأن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يملك كل شيء.. وهو الذي يعزمن يشاء ويذل من يشاء وليس من دونه ولي ولا نصير..!
***
أقول ذلك بمناسبة حدثين إنسانيين يؤكدان القدرة الإلهية وعظمة خالق السماوات والأرض.. وكيف أنه سبحانه وتعالى يلقن البشر كل يوم بل كل طرفة عين دروسا عسى أن يتعظوا ويدركوا الحقيقة.. ويأخذوا من التجارب العبرة والبينة...
*الحدث الأول هو ما يتعلق بإصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا وهو الذي سبق أن أعلن تحديه لهذا الفيروس.. رافضا الاستماع إلى تحذيرات ونصائح المتخصصين.. من كبار الأطباء وصغارهم.. ومن أعلى سلطة صحية في بلاده وكذلك من منظمة الصحة العالمية وطالما سخر ترامب من الحكومات التي سارعت بفرض القيود على شعوبها فضلا عن توجيه الاتهامات الصارخة للصين متهما إياها تارة بحجب المعلومات وتارة أخرى بفبركة الوقائع والتطورات..!
اليوم.. يضطر الرئيس إلى تسليم نفسه للأطباء بل وصل الأمر إلى دخوله المستشفى ليصبح موضع حوارات مستفيضة ومثار أخذ ورد من الشعب الأمريكي وغيره من شعوب العالم.
ولقد اختلف المحللون السياسيون والأطباء وخبراء الفيروسات حول وضع الرئيس ترامب فهناك من هم موقنون بجدية إصابته وضرورة خضوعه لبرنامج علاجي لاسيما بعد أن أبدى موافقته على تناول عقار ريمديسيفر رغم أنه مازال في طور التجربة في نفس الوقت الذي أعلن فيه المستشفى أنه لا يحتاج حتى الآن إلى أجهزة التنفس الصناعي..!
على الجانب المقابل أمر الرئيس بإنشاء "مكاتب تابعة" للبيت الأبيض في مستشفى والتر ريد الذي يتلقى العلاج به وذلك لممارسة عمله بصورة طبيعية..!
***
أما معارضو ترامب وهم كثيرون.. ومن بينهم صحفيون وإذاعيون وتليفزيونيون وأعضاء كونجرس فهم يرون أن مرض ترامب لا يعدو أن يكون مجرد تمثيلية قام هو نفسه بتأليفها ووضع لها السيناريو وتولى إخراجها وذلك للتهرب من حضور المناظرات الانتخابية بعد ما كشفته المناظرة الأولى من عواريات ونقاط ضعف وانفلات أخلاقي من جانب المرشحين الاثنين وليس واحدا منهما فقط.
وربما يساند هذا الرأي تلك المبادرة التي قام بها منافسه جو بايدن والحزب الديمقراطي الذي يمثله حيث قرروا وقف حملات الهجوم ضد ترامب طوال فترة مرضه وكأنهم يريدون إصلاح الأخطاء التي وقع فيها أيضا مرشحهم أثناءالمناظرة إياها..!
على أي حال.. سواء أكان ترامب مريضا بحق أو متمارضا فإن الانتخابات الرئاسية تتعرض حاليا لأزمة لا يعرف أحد ماذا ستنتهي إليه.. هل سيتم تأجيلها..؟
هل تأخذ مسارها المقرر وعندئذ يخسر ترامبجزءا أو أجزاء من رصيدشعبيته بسبب تعامله مع الفيروس منذ بداية ظهوره والسخرية منه وممن خضعوا لشروره وسطوته وجبروته.. أم وهذا احتمال مستبعد أن يتمكن كورونا من ترامبلدرجة منعه من ممارسة مسئولياته كرئيس للدولة الأمر الذي يحتم وقتئذ إما تكليف نائبه بأن يحل محله.. أو تقتنص السلطة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وتتولى الرئاسة بصفة مؤقتةلحين إجراء انتخابات جديدة..؟
وبكل المقاييس لن يسمح ترامب بذلك تحت وطأة أي ظرف من الظروف بل سوف يقاوم ويقاوم حتى ينتزع النصر الذي سوف يساوي عندئذ الكثير والكثير..!
وعموما دعونا نرقب.. وننتظر والأيام بيننا..!
***
..و..ونأتي للحقيقة الثانية التي أقصدها والتي تتمثل في ذلك الخلاف الصارخ بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودول الاتحاد الأوروبي التي لا يعجبها حال الوالي العثماني الزائف ولا يروقها تصرفاته فأخذت توجه له تهديدات متتالية للكف عن أفعاله في شرق البحر المتوسط.. وإلا خضع لعقوبات قاسية..!
ومرة يستقبل أردوغان تلك التحذيرات بمشاعر باردة وأخرى بطلقات من الهجوم والسب والقذف لدرجة أنه أعلن صراحة منذ أيام أن كل أزمة تدخل فيها الاتحاد الأوروبي لابد وأن تتعقد وتكتسب أبعادا جديدة غير متوقعة..
ومع ذلك.. لم يشأ الاتحاد تمزيق العلاقات مع تركيا أكثر وأكثر فأعلن قادة الاتحاد أنهم سيمنحون هذا الرئيس الاستفزازي مهلة حتى نهاية ديسمبر القادم فإما أن يعود إلى صوابه أو يتحمل النتائج التي قد تصل إلى عقر داره شخصيا..!
وأيضا دعونا نرقب.. وننتظر..
والأيام بيننا.
***
و..و..وشكرا
***