الأجيال القادمة.. والثروة التى نهبها اللصوص وقطاع الطرق!!

بتاريخ: 11 سبتمبر 2007
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

بعد أن أيقن الناس بأنهم مهما اعتدوا على نهر النيل.. فلن يحاسبهم أحد.. اتجهوا إلى البحرين الأبيض، والأحمر ليعيثوا على شواطئهما، وفى أعماقهما فسادا.. ما بعده فساد..!

من يتصور أن هذا النهر الخالد الذى اختصنا به الله سبحانه وتعالى دون العالمين.. قد فشلنا على مدى السنين أن نوفيه حقه من الرعاية، والاهتمام.!

لقد اضطر الرئيس مبارك بعد أن فاض به وبنا الكيل إلى إصدار تعليمات حاسمة، وصارمة بمنع الاعتداء على النيل.. ورغم ذلك فمازال «واحد» مثل مالك المطعم العائم «نايل مكسيم» والذى أثارت هذه الصحيفة حكايته أمس.. يتحدى القوانين والقرارات.. ويضرب بالمصلحة العامة عرض الحائط وهو يدرك تماما بأن أحدا لن يحاسبه.. بسبب تنازع الاختصاصات بين الوزراء وبعضهم البعض..

وطبعا ليس صاحب ذلك المطعم هو مرتكب الجريمة وحده.. بل هناك المئات الذين لم يتورعوا عن ممارسة أبشع وسائل الانتقام ضد ينبوع الخير الذى لولاه.. لكانت حياة المصريين مهددة بأخطار ما بعدها أخطار..!

* * *

لكن ما يثير الدهشة أكثر وأكثر أن متعمدى الخراب والدمار لم يكتفوا بما يفعلونه ضد نهر النيل فاتجهوا للبحر الأبيض تارة والأحمر تارة أخرى فى محاولة لاقتناص ثرواتهما، وخيراتهما، وكأنهم حولوها إلى ملكية خاصة لهم.

من هنا.. فأنا أحيى وزارة البيئة بإحالتها أمس صاحب القرية السياحية بمنطقة خليج كلاوى بسفاجا إلى النيابة العامة بعد أن قام بردم وتكسير الشعاب المرجانية أثناء قيامه بتجهيز شاطىء القرية..!

تصوروا إلى أى مدى تتحطم المصلحة العامة فوق صخرة الأنانية، وحب الذات، والرغبة الشرهة فى التملك..؟؟

* * *

أليس من المفترض أن هناك فرق عمل من الاستشاريين والمهندسين والعمال، والخبراء يتولى أعضاؤها الإشراف على أعمال البناء بما لا يضر أهم ثرواتنا الطبيعية..؟؟

ثم.. ثم.. من أعطى صاحب القرية السياحية أو غيره ترخيصا بالحفر فى تلك المنطقة التى تعد من أغنى مناطق الجذب السياحى عندنا..؟؟

بديهى سوف تتولى النيابة التحقيق.. لكن جهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر يقول إن قيمة ما تم تخريبه وتدميره يعادل نحو 23 ألف دولار.. أى حوالى مائة وخمسين ألف جنيه مصرى..!

أنا شخصيا أتصور أن الشعب المرجانية لا تقدر بمال.. كما أن قيام «المعتدى» بسداد المبلغ سوف يساعد آخرين على أن يسيروا على هذا النهج الخاطىء.. وبذلك لا تكون خسارتنا قاصرة على النيل فقط.. بل تمتد لتشمل البحر الأحمر أيضا..!

* * *

على أى حال.. يستحيل أن نترك الأمور تسير على عواهنها بتلك الصورة بل لابد من المساءلة، والحساب، وقبلهما المتابعة.. والمتابعة الدقيقة.. وبالتالى لابد أن يكون للمحافظين دور.. ودور مؤثر وفعال..!

مثلا.. ألم تقع عينا محافظ القاهرة أو محافظ الجيزة على تلك الكتل الاسمنتية التى تعلو فجأة فوق شاطىء النيل..؟؟

لا شك.. أنهما يريان.. ويلمسان.. بل ويسمعان ما تقوله الجماهير ورغم ذلك لا يتحركان.. وتلك الطامة الكبرى.. إذ لم يسفر عن تلك السلبية أو التهاون، أو اللامبالاة.. إذا ذلك الضرر البالغ الذى يتعرض له نهر النيل..!

ثم.. ثم.. أين محافظ البحر الأحمر من هذه «البجاحة» التى لا تبعد عن مكتبه سوى عدة كيلو مترات..؟؟

لقد أثبتت التجارب العملية أن المحافظين يريدون فقط.. أن يحصلوا على النصف الطازج من الكعكة.. أما «البايت» فيلقون به عند أول مفترق طرق.. «ولا هم هنا»..!!

* * *

صدقونى.. إن موقف نيلنا، وبحرينا فى خطر كبير.. وحرام.. حرام على أنفسنا أن نترك لأجيالنا القادمة.. ثروة نهبها اللصوص، والقناصون، وقطاع الطرق..!