*الوطن.. والمواطن..سيدان يلتقيان لتوقيع العقد الجديد
*الشعب أصدر قراره في 2 أبريل.. واليوم يوثّقه دستوريا وقانونيا وتاريخيا
*نحن موقنون من تنفيذ مواد الدستور.. بدقة وأمانة
*سيادة القانون.. أساس الحكم
*تأصيل المنهج العلمي في التفكير.. تنمية المواهب
*رفع مستوى المعيشة .. زيادة فرص العمل
*الالتزام بحماية نهر النيل.. والحفاظ على حقوق مصر التاريخية
*مسكن ملائم لكل مواطن.. ومواجهة شاملة للعشوائيات
الوطن.. هو السيد دائما...
وأيضا.. المواطن..
لذا .. عندما يكون الانسجام تاما بين الاثنين ولا أقول الطرفين لأنهما في الحقيقة "أصل واحد" .. يسود التفاؤل .. وتعلو البسمات الوجوه.. وتصبح آفاق الأمل .. في متناول الأيادي والعقول والقلوب معا.
ولقد مرت مصر على مدى السنوات الماضية بظروف صعبة.. ومطبات عنيفة كادت تودي بالوطن والمواطن – لا قدر الله- إلى ما لا يحمد عقباه .. ولكن جاء النصر من عند لدن حكيم.. وسرعان ما تعدل المسار.. وبدأت خطوات إعادة البناء تجري بالسرعة الفائقة التي يحكمها الانضباط .. والتعقل والإيمان بأن الله أبدا لن يضيّع مصر.
واليوم.. يلتقي الوطن والمواطن ليوقعا عقدا جديدا.. نثق جميعا أنه سيكون عهد استقرار أوفر وعهد رخاء.. وعهد تقدم وازدهار..!
والمصريون عندما توجهوا إلى صناديق الانتخابات ليختاروا واحدا منهم لقيادة السفينة خلال المرحلة الجديدة من تاريخهم..فقد وضعوا في اعتبارهم أن هذا "المواطن" أهل لتحمل المسئولية بعد أن خبروه طيلة أربع سنوات سابقة.. وبعد أن عبر عنهم أصدق تعبير عندما أزاح الكابوس الثقيل .. كابوس الإخوان المسلمين الذين توهموا أن حكم مصر قد دان لهم أبد الآبدين.. والذين زرعوا الخوف والفزع والترهيب في نفوس الناس..!
واسمحوا لي أن تكون ركائز هذا المقال اليوم من نبع الدستور الذي قمنا بصياغته بإرادتنا الحرة.. وبأفكارنا الحضارية والذي نصت السطور الأخيرة من مقدمته على ما يلي:
"نحن المواطنات والمواطنين .. نحن الشعب المصري"السيد".. في الوطن" السيد" .. هذه إرادتنا.. وهذا دستور ثورتنا".
***
في يوم الثاني من أبريل عام 2018 تم إعلان فوز المواطن عبد الفتاح السيسي بنسبة 97،08% من مجموع أصوات الناخبين بما يعادل 24 مليونا و97 ألفا وهي نسبة .. ولا شك.. تؤكد على مدى الثقة المتبادلة بين الوطن السيد..والمواطن السيد.
ولأن مصر ركزت جل همها على إقامة دولة عصرية حديثة ذات مؤسسات دستورية لها جلالها وقدرها .. فقد اقتضى هذا الاختيار.. أن يوثق قانونيا وتاريخيا وبالتالي يجيء اليوم الرئيس المنتخب لأداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب ليتم إرساء القواعد الثابتة والمستديمة بإذن الله للحكم بلا إجراءات استثنائية أو قرارات وقوانين طارئة مؤقتة.
***
من هنا.. فنحن واثقون .. بأن الرئيس "المنتخب" الذي يؤكد دوما احترامه للدستور والقانون سوف يلتزم خلال ولايته الجديدة بما نصت عليه أحكام هذا الدستور..!
وبما أنني أشرت آنفا إلى أن ركائز هذا المقال سوف تستند أولا وأخيرا على"الدستور" فاسمحوا لي أن أحدد بعض مواده التي تشيع مناخ الطمأنينة .. وراحة البال.. لكل ابن وابنة .. وكل أب وأم..
تنص المادة (94):
سيادة القانون أساس الحكم في الدولة وتخضع الدولة للقانون.
واستقلال القضاء وحصانته وحيدته..ضمانات أساسية لحماية الحقوق والحريات.
وأنا وأنتم معي .. نحسب بأن المواطن الذي نوقع معه العقد الجديد اليوم.. ليس أمامه من بديل غير القانون.. فهو أيضا السيد.. وهو الذي يطبق دونما استثناء على الكبير والصغير.. وبصراحة حينما يضع الحاكم نصب عينه تلك الحقائق الموثقة والمحصنة دستوريا.. فإنه .. بكل المقاييس .. يريح.. ويستريح.
..و..وتتوالى"المواد" الدستورية التي من واجبنا نحن أيضا الالتزام بها..بل والإصرار على تطبيقها.. وعدم ترك المجال أبدا للالتفاف حولها بأي وسيلة من الوسائل.
المادة95 : العقوبة شخصية.. ولا عقوبة إلا بناء على قانون .
المادة96:المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية عادلة تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه.
المادة99 : كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرية الحياة الخاصة جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم.
وأخيرا.. وفي هذا الصدد تجيء المادة(100) لتحسم الأمر بلا لبس أو تأويل أو غموض تصدر الأحكام وتنفذ باسم الشعب.. ويكون الامتناع عن تنفيذها جريمة يعاقب عليها القانون.
***
ولأن تطوير التعليم قد أصبح الآن من أهم أولوياتنا.. فنحن على يقين أيضا بأن المرحلة القادمة سوف تشهد طفرة كبيرة في هذا المجال لا سيما وأن الرئيس"المنتخب" أخذ على عاتقه أثناء فترة رئاسته الأولى ضرورة تنشئة أجيال واعية.. فاهمة..مدركة لطبائع الأشياء.. وها هو الدستور يقرر له ذلك:
المادة(19) : التعليم حق لكل مواطن هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية وتأصيل المنهج العلمي في التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز.
بالله عليكم ماذا نريد أكثر من ذلك..؟
لدينا مواطن رئيس بالغ الحماس لكي يصبح لدينا.. أفضل المخترعين...وأحسن المبدعين في مجالات شتى الأمر الذي يتطلب توفير المقومات الأساسية التي تحرر العقول من أسرها والتي تجعل من "الإنسان" صانعا حقيقيا للحضارة والتقدم.
على الجانب المقابل.. فنحن أيضا .. باعتبارنا مشاركين في المسئولية لا ينبغي أن نقف حجر عثرة في سبيل ماكينات التطوير .. لا يجوز أبدا أن نفتي بعلم أو بغير علم بشأن البرامج الجديدة بل نترك المتخصصين ليأخذوا فرصتهم حتى النهاية وأنا مدرك أن النتائج سوف تكون مثمرة بإذن الله.
***
وبصراحة أكثر وأكثر.. فإن حياتنا المعيشية تشغل بالنا ليل نهار.. الأسعار مرتفعة .. ومتوسط دخل الفرد لا يتلاءم مع هذه الارتفاعات .. وبالتالي نحن نأمل أن تشهد الفترة القادمة إجراءات واضحة ومحددة لتحسين الأوضاع.
نفس الحال بالنسبة لزيادة فرص العمل وخفض معدلات البطالة .. وهما ما ينص عليهما الدستور أيضا.. وإن كانت الشواهد تبشر بالخير فقد تراجعت إلى حد ما أزمة البطالة .. كما أن المشروعات القومية العملاقة والكثيرة فتحت الأبواب أمام العديد من الأيدي العاملة ..
وهنا لابد من وضع النقاط فوق الحروف:
الحكاية ليست وظيفة هنا..أو هناك .. وليس مرتبا ثابتا تتقاضاه كل شهر .. بل إنها أعمق من ذلك ..
نحن في حاجة إلى أن ننتج إنتاجا واقعيا وهذا لن يتأتى إلا إذا سادتنا قناعة بأن هذا الإنتاج هو الذي سيؤدي إلى تحسين شئون الحياة لك.. ولي .. ولها وله..!
إنها منظومة متكاملة .. فلا مجتمع يرتقي بدون عمل .. ولا إنتاج يساوي شيئا إذا افتقر إلى الجودة .. والتميز.. والقدرة على المنافسة مع الآخرين..!
وهنا تقول المادة(28):
الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية والخدمية والمعلوماتية مقومات أساسية للاقتصاد الوطني وتلتزم الدولة بحمايتها وزيادة تنافسيتها وتوفير المناخ الجاذب للاستثمار وتعمل على زيادة الإنتاج وتولي الدولة اهتماما خاصا بالمشروعات المتوسطة والصغيرة.
***
وإلى جانب توفير فرص العمل هناك أيضا.. المسكن الملائم الذي يليق بإنسانية الإنسان.. وهذا ما تنبه إليه الرئيس المنتخب فأطلت علينا برامج الإسكان الاجتماعي.
استنادا إلى المادة(41):
تلتزم الدولة بتنفيذ برنامج إسكاني يهدف إلى تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والموارد المتاحة وتعظيم الاستثمار في الطاقة البشرية وتحسين خصائصها..!
***
ثم..ثم.. كأن واضعي الدستور قد أرق بالهم .. هذا النهر العزيز علينا.. نهر النيل .. وما يمكن أن يتعرض له من أزمات أو مشاكل.. فحرصوا على أن تنص المادة(44):
تلتزم الدولة بحماية نهر النيل والحفاظ على حقوق مصر التاريخية.. المتعلقة به وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها .. وغني عن البيان .. أن السياسة التي انتهجها الرئيس المنتخب خلال فترة رئاسته الأولى لا تخرج أبدا عن هذا الإطار بحيث يبقى النيل في مأمن.. وتظل مياهه متدفقة عبر سهولنا وأوديتنا وصحرائنا وجبالنا حتى آخر الزمان بإذن الله.
***
في النهاية تبقى كلمة:
إن هذا العقد الجديد الذي يتم توقيعه اليوم يحمل من بين ما يحمل .. بشائر عصر تنقشع عنه الغيوم.. وتسمو فيه الضمائر .. وترتفع بين ربوعه رايات الحق..والعدل.. والأمان.
وتأكدوا الله معنا .. الله معنا..
(مواجهات)
*ما أحلى أن تبنى الأوطان بالحب وما أروع أن ترتفع صروح العلاقات الإنسانية على قواعد من الصدق والإخلاص.. والوفاء.. و..و..والتضحيات..!
***
*كلما اتسعت دوائر الأمل والتفاؤل .. أصبح للبسمة معنى .. وللنظرة الحانية.. قيمة..!
***
نصيحة: من يحاول تكرار نفس اللعبة السخيفة معك.. أي أن يبدي لك من طرف اللسان حلاوة بينما هو يغمد الخنجر في ظهرك دون وازع من ضمير أو أخلاق .. اطرده شر طردة.. واعتبره دائما من أراذل القوم..!!
***
*بالمناسبة: الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد.. إذا تألمت اليد .. دمعت العين .. وإذا دمعت العين مسحتها اليد.
***
*هل جد جديد هذا العام بالنسبة لمسلسلات رمضان..؟!
الملاحظ أنها مازالت مليئة بالألفاظ السوقية .. والأحداث الدامية.. وأوكار التآمر والخيانة والغدر.. !
أرجوكم.. لا تقولوا هذه هي الدراما ..!
لا.. وألف لا..
الدراما بدون سبب "قلة أدب"..!
بس خلاص!!
***
*فوز عدد كبير من أعضاء مجلس إدارة اتحاد العمال برئاسة اللجان النقابية في مواقع عديدة بالتزكية.. هل ينم عن ديمقراطية حقيقية.. أم العكس..؟!
كنت أتصور أن يترك هؤلاء السادة الكبار"المخضرمون".. الفرصة لقيادات ناشئة وواعدة.. لم يسبق أن ارتبط أصحابها من قبل بما يعرف بلعبة الانتخابات.
***
*من أقوال الفيلسوف اليوناني "أرسطو طاليس":
الضعيف لا يغفر.. لكن المغفرة شيمة القوي
لا يصنع الرجل الحياة.. الحياة تصنع منه رجلا
لن تكبر دون أن تتألم ولن تتعلم دون أن تخطئ
ولن تنجح دون أن تفشل .. ولن تحب دون أن تفقد ..هذه هي الحياة.
***
*وأخيرا..اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:
الأمل بالله باقٍ.. والبشر لا لي أمل
البشر هانوا وخانوا واستكانوا للخلل
عاهدونا.. خالفونا .. عاملونا بالحيل
وكلما قلنا يعودوا للمبادئ والمثل
لم يعودوا.. وارتموا في الوحل
وكل مُر في نظرهم كان أحلى من العسل
الأمل بالله باقٍ.. والبشر لا لي أمل
***
و..و..وشكرا!