سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان "سماء مصر.. تزهو وأرضها تتباهي أمام العالمين"

بتاريخ: 05 يونيو 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis


* سماء مصر.. تزهو
وأرضها تتباهي أمام العالمين
* وشعب وقائد يرسمان بالحكمة والعقل والإرادة
طريق الأمل.. والتفاؤل
* اطمئنوا.. غدا أحلي.. وأحلي
* السنوات الصعبة مرت علي خير..
* والمشروعات الكبري "الجديدة"
تجبر المشاكل والأزمات علي التراجع
* المصارحة والشفافية لا تكونان من طرف واحد
بل نحن جميعا.. مطالبون بالسير علي نفس النهج


حينما حلقت الطائرات فوق سماء الوطن.. قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية.. سادنا جميعا شعور بأن مصر استردت البقية الباقية من عافيتها وأصبحت تزهو بقوتها أمام العالمين وهي قوة ليست من صنع فرد أو عدة أفراد لكنها نتاج تفاعل حقيقي بين كافة القوي وجميع الأطراف ونتيجة عمل وجهد وإصرار علي التحدي.. فكان لها ما كان.
أيضا أشرقت الأرض بنور ربها.. بينما هذا الشعب يتوقف عند محطة من أهم محطاته مسترجعا ما تعرض له من صعاب جسام ليسجد للعلي القدير حامداً وشاكراً علي أنه قد ميزه عن كثير من غيره.. عندما أراد له أن يفلت من الشباك التي نصبت له ووفر له الأمن والأمان والاستقرار.. ومنحه فرصة إعادة البناء وإقامة قواعد النهضة الجديدة.
الواضح.. أن بيننا وبين شهر رمضان علاقة من نوع خاص.. ففي يوم العاشر من هذا الشهر حقق المصريون انتصارهم الخالد بعبورهم قناة السويس وتحطيم خط بارليف.
وفي هذا الشهر تتوالي عملياتهم العسكرية الشجاعة والناجحة ضد الإرهاب والإرهابيين.. وجاء يوم السابع عشر منه ليدخلوا مرحلة جديدة من مراحل تاريخهم يستهدفون من خلالها العبور إلي الآفاق الأرحب والأوسع.. ومواجهة التحدي بيقين وثبات.. و.. وتلاحم وتكاتف بين الكبير والصغير.. إيمانا من الجميع بأن مصر.. -بحق- كانت وستبقي فوق كل الرءوس.
من هنا.. فلنتفاءل بأن تلك المرحلة سوف تتحقق من خلالها أحلامنا وسوف تتواري أهم مشاكلنا وأزماتنا.
وأقول لمن يؤرق بالهم صعوبة حياتهم المعيشية اطمئنوا فما ذكره الرئيس المنتخب في بيانه يؤكد أن البرامج التي ينتوي تنفيذها سوف تؤدي إلي الارتقاء بالإنسان ولعل هذا خير ما نبتغيه ونتمناه.
وهنا.. لابد أن نذكر أنفسنا بأنفسنا بأنه لولا ثورة 30 يونيو التي قادها الرئيس السيسي وفريق إنقاذ الوطن -كما أسماه بالأمس- لكان الحال غير الحال ولملأ الذين أرادوا للوطن السقوط الدنيا صياحا وهم يحتفلون بالرقص علي أشلاء القتلي لكن إرادة الله سبحانه وتعالي أهم.. وأبقي .. وأخلد.
وطبعا لا ينكر أحد فينا أن الأربع سنوات الماضية.. بصرف النظر عما شهدناه خلالها من صعوبات وتحديات فقد كانت بمثابة الخط الفاصل بين الظلام والنور وبين الباطل والحق.. ولقد تعاون طرفا المعادلة وأعني بهما الحاكم والمحكومين تعاونا خالصا من أجل تطهير أرض الوطن من بؤر الضلال والبهتان التي أراد الحكام الإرهابيون أن يلوثوا بها ثيابه ويلطخوا سمعة تاريخه النظيف التليد.
الآن -ووفقا لتعبير الرئيس المنتخب في بيانه للأمة- أمامنا معركتان.. البقاء والبناء وفي تصوري أنا شخصيا أننا قد عبرنا المرحلة الأولي بكدنا واجتهادنا وعملنا وصبرنا بل قطعنا خطوات واسعة من المرحلة الثانية.. لكن ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن البناء -أي بناء- يستلزم وقتاً.. وفكراً.. وسباقاً للزمن من أجل تحويل المستحيل إلي ممكن وبالتالي فإن المسئولية تحتم علينا ألا نضيع دقيقة واحدة من الأربع سنوات القادمة وأن نستثمر كل ما وهبنا به الله سبحانه وتعالي من إمكانات خير ما يكون الاستثمار..!!
فلنتأكد أن الاستغراق في قضايا جانبية لن يفيد بشيء.. وقد خبرنا ذلك من خلال تجارب عملية وواقعية..
نعم .. من حقنا ..أن نناقش .. وأن ننتقد.. وأن نعترض.. بشرط أن تكون أهدافنا محددة.. وألا ندع للفقاعات الهوائية مجالا لكي تتحكم وتسيطر وإلا سنكون نحن أول من يدفع الثمن.. وأعتقد أننا تحملنا خلال العقود الماضية الكثير.. والكثير.. وهذا في حد ذاته يكفينا..!
ومادام الرئيس المنتخب قد حدد أولوياته وأولوياتنا خلال تلك المرحلة القادمة فأعتقد أننا نكون بذلك قد أضفنا علي قلوبنا وعقولنا المزيد من مشاعر الاطمئنان .. والثقة..!
التعليم.. مشكلة.. مشكلة.. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها وإذا كان أول اجراءات التطوير قد بدأ بالفعل.. إلا أننا نريد خريطة واضحة المعالم نعرف من خلالها ماذا سيكون عليه غد أبنائنا الذي هو غد الوطن برمته.
بديهي.. التطوير له خبراؤه ومتخصصوه.. لكن علي الجانب المقابل.. الشعب يريد أن يفهم.. وأن يعي.. وأن يستوعب حتي لا تأتي الرياح -لا قدر الله- بما لا تشتهي السفن.
نفس الحال بالنسبة للصحة.. وكم سعدنا -ولا شك - عندما تناولها الرئيس بهذا القدر من الاهتمام في بيانه.. فدعونا نعترف بأن الإنسان الذي اختبره الله بالمرض يعاني الأمرين في سبيل الحصول علي الدواء والعلاج.. 
نعم.. لقد نجحنا نجاحاً مذهلاً في معركتنا ضد الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي".. لكن مازالت الرعاية الصحية الشاملة تحتاج إلي غرف إنعاش من نوع خاص.. نوع إنساني متقدم لا يميز بين الغني والفقير.
لقد انتظرنا علي مدي سنوات طوال تطبيق نظام للتأمين الصحي الشامل الذي بدأ الإعداد له بالفعل ونحن نرجو ونرجو أن يكون التطبيق عادلاً وناجعاً ومحققا لآمال المتطلعين للشفاء.
أيضا لقد مس الرئيس قضية ربما لم تلق اهتماماً كبيراً من جانب الجماهير لكنه جاء ليضعها من بين أولوياته.. وهي قضية الثقافة.. فبكل المقاييس.. شعب مثقف يتمتع أبناؤه وبناته بالقدرة علي الإبداع.. وبالفكر الراقي المستنير.. أفضل ألف مرة ومرة.. من شعوب لا تعرف من الحياة سوي الاسترخاء تحت ظلال النخيل.. ثم المأكل والمشرب ليس إلا..!!

***

في النهاية تبقي كلمة:

أخيراً.. ها هي مصر تفتح ذراعيها لكل أبنائها وبناتها.. إنها العظيمة التي تسع الجميع كما قال الرئيس المنتخب وهو يبدأ حكمه الجديد وكل اختلاف -حسب تعبيره- قوة مضافة.. كل ذلك في سبيل التوافق والسلام المجتمعي وتحقيق التنمية السياسية الحقيقية ومعها التنمية الاقتصادية..!
.. و.. وليمتنع دعاة العنف.. والتطرف.. والإرهاب فقد انتهي زمانهم إلي غير رجعة..!
أما نحن.. نحن الأغلبية.. الأسوياء.. الأتقياء.. المخلصون.. الصادقون.. فسوف نصنع بإذن الله وفضله مستقبلا مضيئاً مشرقاً.. واضعين في اعتبارنا أن المصارحة والمكاشفة اللتين تعهد بالالتزام بهما الرئيس المنتخب لا تكونان من طرف واحد.. بل نحن جميعا مطالبون بالسير علي نفس النهج.

***

و.. و.. وشكراً