سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " قراءة سريعة في أوراق التشكيل الوزاري"

بتاريخ: 17 يونيو 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*قراءة سريعة في أوراق التشكيل الوزاري

*مرحلة جديدة.. شكلا وموضوعا

*نعم.. التغيير سنّة الحياة..

*وزراء جدد للدفاع والداخلية والمالية والزراعة والشباب والاتصالات والطيران يعني الانتقال إلى آفاق أوسع وأرحب

*نواب الوزراء.. ضمان على استقرار السياسات دون الاعتماد على الأفراد

*وتعيين نائبة وزير للحماية الاجتماعية يحقق مزيدا من الاطمئنان للسواد الأعظم من أبناء الوطن

*الآن.. فليركز القادمون الجدد على طموحات وهموم وأحلام ومشاكل المواطنين

*وزيرة الصحة مهما بلغت صعوبة مهمتها

فالناس تريد العلاج والدواء بغير صعوبات أو أزمات

*سامح شكري والقدرة الفائقة على الجمع بين العمل المستمر والصلاة في مواعيدها بالمسجد

*ثم .. ثم.. سؤال لك عزيزي القارئ:

ماذا عساك فاعلا ثاني أيام العيد..؟!

 

 زمان كان المتشوقون لمنصب الوزير.. كثيرين .. فهو منصب يضفي على صاحبه وجاهة اجتماعية فائقة التميز وينقله منذ اليوم الأول من طبقة إلى طبقة .. فضلا عن تمتعه بحياة سهلة اقتصاديا واجتماعيا.. حيث يتسابق الجميع لتلبية طلبات "معاليه" .. فلا روتين.. ولا عقد.. ولا تسويف.. أو تأجيل..!

منذ سنوات مضت.. لم يصبح منصب الوزير .. أملا يرتجى .. بالعكس فقد بات يمثل لصاحبه عبئا ثقيلا.. لأن العيون مفتوحة وسهام النقد لا ترحم.. والناس يريدون أن يعيشوا واقعا ملموسا .. رافضين التصريحات الوردية.. والوعود التي ما أنزل الله بها من سلطان..!

***

وخلال الأربعة أعوام الماضية بالذات .. لم يعد هناك أدنى مجال للتفرقة بين الوزير.. والخفير.. فالجميع في هذا الوطن.. "الجديد" .. يتساوون في الحقوق والواجبات.. بل والأهم يخضعون خضوعا كاملا لسيادة القانون..!

ولعلنا نذكر كيف أن وزيرا في الحكومة تم إلقاء القبض عليه عقب خروجه من مقر مجلس الوزراء وقدم للمحاكمة الجنائية .. وصدر ضده حكم بالسجن عشر سنوات..!

.. نفس الحال بالنسبة "للمحافظ" الذي هاجمه رجال الرقابة الإدارية .. وهو يتسوق في الشارع.. وبدلا من أن يعود إلى مكتبه .. دخل السجن .. ومازال قيد المساءلة حتى الآن.

***

من هنا .. لم يكن أمام من يقع عليه الاختيار لشغل منصب الوزير سوى أن ينأى بنفسه عن الشبهات .. ويبتعد بفكره وبالتالي بتصرفاته عن كل ما يمكن أن يخل بالقانون.. أو حتى بالعرف والعادات.

في نفس الوقت.. فإن نفس هذا الوزير مطالب بأن يكد في عمله.. ويجتهد.. ويضع في اعتباره دوما.. أن مصالح الجماهير فوق أي اعتبارات..

ومن خلال قراءة سريعة في التشكيل الوزاري الجديد يمكن القول إن مصر تدخل بالفعل مرحلة جديدة شكلا وموضوعا.

مرحلة يضطلع بمسئولية إدارة وزارتي الدفاع والداخلية بها .. وزيران جديدان.. في نفس الوقت الذي أتى فيه وزراء جدد لعدة وزارات مفصلية منها وزارات المالية والزراعة والشباب والاتصالات والطيران..

من هنا.. اسمحوا لي أن أقول .. اطمئنوا.. اطمئنوا فها هي الأيام تثبت أننا أمام نظام حكم لا يتسم بالجمود .. أو التوقف عند نقطة واحدة.. بل إنه نظام "ديناميكي" يتحرك بشجاعة وقدرة ووعي نحو ما يحقق الأفضل لكل بني الوطن.

وأحسب أن التوجيهات التي صدرت للوزارة الجديدة أو التي في سبيلها للصدور تركز على ضرورة العمل كفريق واحد متجانس بحيث تنتهي للأبد سياسة الجزر المنعزلة وهي السياسة التي لم ينتج عنها سوى المزيد من المشاكل وتفاقم الأزمات.

في نفس الوقت فإن هؤلاء الوزراء الجدد لن يبدأوا من نقطة الصفر.. بل سوف يستكملون ما تم وضعه من خطط وبرامج .. فقد انتهت أيضا- كما أتصور- أزمنة الشخص الواحد.. وأصبحت السياسات والنظم هي التي تتحكم وتسود.

واستنادا إلى تلك الحقائق.. جاء تعيين نواب للوزراء .. في رسالة واضحة أن هؤلاء هم الذ ين سيرفعون الرايات مستقبلا.. بعد أن يكونوا قد اكتسبوا المزيد من الخبرات والتجارب.

..وقد استوقفني هنا.. وجود نائبة وزير للحماية الاجتماعية الأمر الذي يؤكد أن الدولة حريصة كل الحرص على مواجهة الآثار السلبية للإصلاح الاقتصادي.. فإذا كانت أسعار بعض السلع ترتفع نتيجة رفع الدعم عنها.. فالمقابل التلقائي "ضمانات"واضحة لمواجهة هذا الارتفاع وبذلك تتوفر عوامل الراحة المادية والمعنوية لدى السواد الأعظم من المواطنين.

وغني عن البيان أننا يجب أن نعترف بأن بعض الوزراء مهمتهم صعبة.. بسبب ظروف عديدة هم بطبيعة الحال ليسوا مسئولين عنها على سبيل المثال وزيرة الصحة المطالبة بتوفير العلاج والدواء بغير صعوبات أو أزمات .

إن المرضى –حتى الآن- يموتون أمام أبواب المستشفيات نظرا لعدم وجود أسرّة كافية.. ونظرا لعدم توفر أبسط المقومات الأساسية للعلاج.. وبالتالي الوزيرة الجديدة .. ينبغي أن تضع منظومة سريعة تحقق من خلالها الإصلاح الصحي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ربما تمثل الاعتمادات المالية عائقا لكن واجبها البحث عن تمويل محلي أو أجنبي بشتى السبل والوسائل.. فليس هناك أغلى من صحة "البني آدم..!

***

أيضا..ما شد انتباهي في هذا التشكيل الإبقاء على "وزير وحيد" من المجموعة السيادية وهو سامح شكري وزير الخارجية.

وفي واقع الأمر.. سامح شكري حكايته حكاية..

حكاية ينبغي أن تدرس للأجيال القادمة من الدبلوماسيين والسياسيين  .. فهو يمارس عمله –بشهادتنا جميعا- بكفاءة واقتدار وهدوء ما بعده هدوء .

إنه ينفذ سياسة متعقلة حدد خطوطها رئيس الدولة الذي حرص على إعادة صياغة علاقات مصر مع دول العالم وفقا لمبادئ ثابتة وواضحة ومحددة أهمها.. عدم التدخل في شئون الآخرين .. وتحقيق المصلحة المشتركة.. والابتعاد عن الانزلاق في أية معارك عرقية.. أو صراعات مذهبية..

ما يعجبني في سامح شكري أكثر وأكثر .. أنه رجل حريص على تنفيذ تعاليم دينه .. يصوم وهو في أحد بلاد البوذية ..  يؤدي الصلاة في مواعيدها مهما كلفه ذلك من تبعات..!

ليس غريبا .. أن يأتي سامح شكري في الصباح من أمريكا ثم سرعان ما يكون بين صفوف المصلين وهم يؤدون صلاة الجمعة.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن صلاة"التراويح" بالنسبة له أمر مقدس.. لم يكن يتخلف عنها يوما .. ويظل يقوم ويركع ويسجد وبعد انتهاء الصلاة.. تجده يعقد اجتماعا داخل منزله لبحث أمر ما يرى أنه من الأفضل عدم تأجيله للصباح..!

***

في النهاية دعني أسألك سؤالا قد يكون شخصيا بحتا.. وقد لا يكون:

Xماذا عساك فاعلا ثاني أيام العيد..؟!

لقد صمنا رمضان .. وصلينا القيام .. والتهجد.. وزكينا.. وتصدقنا.. ومع ذلك ينقصنا شيء واحد.. ألا وهو العمل .

المفروض أن جذور الإيمان عندما تترسخ في القلوب.. تصبح فرص الغيرية والإيثار أكبر وأزيد.. في نفس الوقت الذي تتوارى فيه نزعات الأثرة والأنانية.. وبكل المقاييس .. نتاج العمل يجنيه المجموع.. وليس الأفراد..!

فأرجوك.. أرجوك..أقدم على العمل بإخلاص وتفانٍ وصدق.. وتأكد أن أحوالنا عندئذ  -بإذن الله –ستكون أحسن وأحسن كثيرا .. مع رابع أيام العيد..!

***

مواجهات

*كلما ازدادت ثقتك بنفسك .. أصبحت الدنيا أحلى.. وأحلى.

***

*يخطئ من يتصور أن إغلاق الأبواب وإطفاء الأنوار يحققان له مقولة :"ارح .. واسترح".

أبدا .. الراحة في أن تكون نشطا.. فاعلا.. مؤثرا.. صانعا للحب والجمال.. وألا تحول نهارك إلى ليل وليلك إلى نهار.

***

*واضح أن الأزهر –دون غيره- يحسن اختيار أئمة ووعاظ مسجده.

هكذا أثبتت أيام وليالي رمضان.

***

*رأيت حفيدي يقرأ كتابا تحوي مقدمته العبارات التالية :

أعدك أنني لن أؤلمك إلا عندما أعانقك..!

سألته: ماذا تعني هذه الكلمات..؟!

رد في خبث:

لا أعرف .

وأنا بدوري رددت: يا.. يا .. لئيم.

أنت تعرف أكثر مني.

***

*سمعت فتاة تقول للجالس بجوارها:

لو كنت أملك أن أهديك عيني لوضعتها بين يديك.

وأحسست أن لسان حال الطرف الآخر يعقب:

كذابة.. كذابة.

***

*أتمنى بعد انتهاء شهر رمضان .. أن توقف إعلانات التسول التى تزخر بها .. للأسف شاشات التليفزيون..!

***

*نصيحة للأخ المخرج خالد يوسف:

بعد أزمة فيلمه الجديد "كارما":

يا أخي لا تجعل السياسة تطغى على فنك..

الفن باقٍ أما السياسة فليس لها عزيز..!

ولعلك جربت..وأرجو أن تكون قد اخترت.

***

*أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر نزار قباني:

إن كنت مجنونا .. وهذا ممكن

فأنت يا سيدتي مسئولة عن ذلك الجنون

لو كنت ملعونا.. وهذا ممكن

فكل من يمارس الحب بلا إجازة

في العالم الثالث

يا سيدتي ملعون

فسامحيني مرة واحدة .. إذا أنا خرجت عن حرفية القانون

فما الذي أصنع يا ريحانتي

إن كل امرأة أحببتها.. صارت هي القانون