*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الوزراء والمحافظون يتحركون فورا..
وفي الحركة "بركة"!
*المراقبة الحاسمة للأسواق.. وتوقيع "العقوبات"
حائط صد أمام غلواء المستغلين!
*المطاعم رفعت الأسعار في التو واللحظة15%
وعندما سألت أحدهم.. رد في استفزاز:
سعر البنزين ارتفع!!
*الجماهير تطالب وزيرة الصحة بمنظومة متكاملة تحميهم من الإذلال والتمييز والمنّ والأذى!
*إذا نجح وزير قطاع الأعمال في إعادة الحياة
لصناعات الحديد والصلب والغزل والنسيج
فإنه يستحق ألف قُبلة.. وقُبلة
*عفوا.. رجل الشارع العادي لا يفهم
ماذا تعني نسبة النمو..؟؟
*وحينما يقول نجيب ساويرس إن العلاج مر
هل يُقنع الناس أم العكس..؟؟
*كل خبراء العالم ينصحون العرب بتنمية مواهب
27 مليون شاب وفتاة..إنها أمنية عزيزة
البداية تدعو للتفاؤل.. والشواهد تنم على أن ثمة جدية في التعامل مع الظروف الجديدة والاضطرارية التي يمر بها الوطن ..!
والمظهر العام يؤكد أن هذه الحكومة الجديدة ربما تختلف عن سابقاتها لا لشيء.. إلا لوضعها التجارب السلبية والإيجابية نصب العيون وبين ثنايا العقول في آنٍ واحد.
لقد تحرك الوزراء والمحافظون بعد ساعات من قرارات رفع الأسعار ليتابعوا بأنفسهم النتائج .. ويقفوا دون حواجز وبعيدا عن التقارير المكتوبة على "أحوال الشارع" لمنع أية محاولات للتلاعب .. وتحذير المستغلين .. وما أكثرهم ..من الإضرار بمصالح إخوانهم وذويهم..!
وكل ما نرجوه.. الاستمرار بنفس القدر من الهمة والنشاط .. فقد تعودنا – أو قل هذه عادتنا- أن نشتعل حماسا مع بزوغ ضوء الفجر ..ثم سرعان ما يفتر حماسنا عند غروب الشمس .. وهكذا دواليك.!
لكن.. عندما توضع الأسس والقواعد .. ويدرك أباطرة" الميكروباصات "أنهم تحت المساءلة الدائمة وأن جنحة أمن الدولة في انتظارهم .. فلن يغامروا بطبيعة الحال بارتكاب المخالفات الصارخة التي دأبوا على ارتكابها رغم أنف القانون..!
نفس الحال بالنسبة لشتى أنواع المرافق والخدمات خصوصا وأن الجميع باتوا يرددون في آنٍ واحد ذات النغمة المعادة والمكررة : " مادام سعر البنزين قد ارتفع .. فكل شيء مباح"..!!
لقد شاءت الظروف أن ألبي دعوة أحد الأعزاء لتناول الغداء في مطعم شهير للأسماك يقع على ضفاف النيل .. وما أن وطأت الأقدام أرض المطعم حتى فاجأتنا اللافتات التي تقول في تحدٍ واستفزاز: "الأسعار زادت 15%".
سألت: لماذا؟؟!
جاءني الرد في تهكم وسخرية:
ألا تعيش معنا "يا أستاذ" .. البنزين ارتفع.
عدت أسأل:
Xوما علاقة رفع سعر البنزين بما تقدمونه خصوصا أن المعروض من الأسماك يشير إلى أنه أدخل الثلاجات منذ يومين أو ثلاثة..!
طبعا.. لم يهتم بتعليقي..!
الغريب.. لا أحد من الزبائن أبدى اعتراضه .. بل تفرغ الجميع لالتهام البروبوني والدنيس والجمبري وكأن الحكاية طبيعية..!
من هنا .. فإني أتوقع أن يرفع نفس هذا المطعم أسعاره اليوم أو غدا أكثر وأكثر إيمانا من القائمين عليه بأن الناس يضطرون لقبول الأمر الواقع.. وذلك بيت القصيد..!!
لذا..فإني أرجو من الحكومة.. أن تكون الرقابة شاملة .. يعني لا يقتصر الأمر على مواقف السيارات والميكروباصات فقط بل إلى كل ما يمت للجماهير بصلة.
***
ولقد توقفت أمام جولة وزيرة الصحة في بورسعيد عندما استغاث بها أحد المواطنين شاكيا من تعذر حصوله على سرير في أي غرفة من غرف الرعاية المركزة..!
ثم .. ثم أمرت الوزيرة مشكورة بتوفير ما يلزمه من رعاية طبية بما فيها علاجه على نفقة الدولة .!!
من هنا .. يثور السؤال:
ماذا لو لم يكن هذا "الإنسان" قد اعترض موكب الوزيرة ونجح في توصيل صوت استغاثته لها ..؟!
أو بتوضيح أكثر هل الصدفة هي التي تقود للنتائج.. أم المفترض وجود منظومة متكاملة تحقق الرعاية الصحية لكل بني الوطن بلا استثناء وبدون إذلال.. أو تمييز.. أو منّ وأذى..؟!
نعم.. هناك قانون للتأمين الصحي يتم إعداده وتجهيزه.. لكن ماذا عن مصائرنا من اليوم وحتى صدور القانون"المأمول"..؟
ونظرا لأني أعلم جيدا –شأني شأن غيري- أن التصريحات الوردية تكاد تكون "محظورة" فإني أحسب أن ما أعلنه وزير قطاع الأعمال الجديد لابد وأن يتسم "بالدقة" والواقعية..!
لقد قال فيما معناه إنه سيعيد الحياة إلى مصانع الحديد والصلب .. والغزل والنسيج..
يا سلام..
والله .. لو نجح في ذلك .. لرفعنا له القبعات حيث إن القلوب تدمي بسبب انهيار هاتين الصناعتين واللتين كانتا يوما مثار افتخار المصريين وإصرارهم على أن يكونوا دائما في مقدمة الصفوف .!
***
على الجانب المقابل .. فإني أعود لأؤكد أن يد الحكومة وحدها لا تصفق.. بل ينبغي مشاركتنا جميعا بإيجابية .. وفعالية واليقين بأن تلك الإجراءات الاقتصادية إنما هي تستهدف أولا وأخيرا.. الصالح العام وليس العكس وبالتالي لابد من تبصير الناس بجدوى وأبعاد هذا الإصلاح.!!
بصراحة أكثر وأكثر .. عندما نعلن دوما أننا نتطلع إلى تحقيق نسبة نمو 6،5% عام 2020 فهل يفهم رجل الشارع العادي المغزى.. والمضمون اللذين يقومان على أساس حقيقة تقول إنه كلما ارتفعت معدلات النمو.. توفرت فرص العمل.. وزاد الدخل القومي وتحسن مستوى معيشة الفرد والمجموع .. وتطور التعليم .. وتحسنت الرعاية الطبية.. وأصبحت وسائل النقل العام مريحة وإنسانية..!
بديهي.. عندما يعي"المواطن" كل تلك الحقائق.. فسوف يشعر بالارتياح النفسي .. والاطمئنان الذاتي.. والتفاؤل بأن أولاده وأحفاده سيعيشون حياة غير الحياة..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هو صندوق النقد الدولي يناشد الدول العربية جميعا .. ضرورة تنمية مواهب وملكات 27 مليون شاب وشابة في طريقهم للانضمام إلى سوق العمل خلال الخمس سنوات القادمة..!
إن هذا في رأي الصندوق يؤدي تلقائيا إلى تراجع ظاهرة البطالة.. والفقر .. وعدم المساءلة..
ليس هذا فحسب.. بل رغم الحديث مرارا وتكرارا عن أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في منطقة الشرق الأوسط برمتها إلا أن تلك المشروعات لا تمثل سوى 2% فقط من إجمالي الناتج المحلي..!
ودعوني أسأل من جديد:
كم تبلغ نسبة العارفين بتلك الحقائق من الجماهير قاطبة..؟!
أنا شخصيا أتوقع أن تكون نسبة أقل من الضئيلة بدرجات ودرجات..!
طبعا.. هناك على الجانب المقابل .. من يمسك بين يديه بأطراف عديدة من الخيوط إما بحكم موقعه "الرسمي" .. أو كيانه المادي..
والملاحظ .. أن من بين هؤلاء أيضا من ينأى بنفسه عن الدخول في أعماق الأعماق..!
مثلا.. لقد وقف نجيب ساويرس يصف علاج آثار الإصلاح الاقتصادي بأنه مر .. ذكر ذلك دون أن يبين لنا كيف نحوله إلى حلو أو عن كيفية مواجهة هذا العلاج المر دون جزع .. أو تأفف..؟!
أيضا .. لم يعلن في إطار تلك الظروف عن تخصيص مثلا.. مثلا .. مليار دولار أو مليارين من ثروته البالغة خمسة مليارات و.. 500 مليون لإنشاء مشروعات صغيرة للشباب مثلما يحدث في كافة الدول التي تنفذ برامج الإصلاح .. بدلا من تحويل نصف هذه الثروة إلى "ذهب" يحتفظ به في الخزائن وداخل الدواليب وبنوك الخارج..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
بكل المقاييس .. القرارات التي اتخذتها الحكومة لزيادة مرتبات العاملين .. وأصحاب المعاشات سوف تسهم في تخفيف حدة ارتفاع الأسعار.. إلى جانب ما تم اتخاذه من إجراءات أشرت إليها آنفا..!
تلك هي الحماية الاجتماعية التي لا ينبغي إغفالها تحت وطأة أي ظرف من الظروف ومع ذلك.. فهل تتواءم الأجور –بعد رفعها- مع الأسعار بعد زيادتها..؟!
الجواب لك..!
***
وأخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر إيليا أبو ماضي:
قال السماء كئيبة وتجهما
قلت:ابتسم يكفي التجهم في السما
قال:الصبا ولى
فقلت له:
ابتسم.. لن يرجع الأسف الصبا المنصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي
فكيف أطيق أن أتبسما
قال البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
لكن : ابتسم مادام بينك وبين الردى شبر
فإنك بعد لن تتبسما
***
..و..وشكرا!