*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*"المبادأة" تقود للنصر .. والدفاع وحده لا يجدي!
*ضرب طائراتنا ومطاراتنا فجأة عام 1967 وراء الهزيمة الموجعة!
*وفي عام 1973حققنا النصر لأننا فاجأنا جنود إسرائيل .. وهم مسترخون على الرمال!!
*..ولولا "التحرك السريع" ومباغتة الإخوان الإرهابيين ما أزحناهم عن مقاعد السلطة
*ثم..ثم.. ها نحن خرجنا من " المونديال" بسبب الإصرار على أن يكون منتخبنا "رد فعل"..وليس فاعلا مؤثرا..!
*شكرا للإخوة السعوديين على مشاعرهم تجاه مصر بعد فوزهم علينا..!
*..وأخيرا.. همسة في أذن الرئيس الأمريكي ترامب:
أي تقدم هذا الذي تتحدث عنه بالنسبة للقضية الفلسطينية ولماذا ترفض
الإفصاح عن "خطتك العبقرية" للسلام..؟؟
قراءة أحداث التاريخ من ضرورات الحياة.. ينطبق ذلك على الفرد والمجموع سواء بسواء.. وبالتالي فإن أهم الأحداث والوقائع على امتداد الزمن لابد أن تكون دائما موضع عبرة وعظة للأجيال تلو الأجيال.. ولذلك فإن العقلاء "ينحون" السلبيات جانبا .. ويركزون على الإيجابيات بما تنطوي عليه من طاقات ونوافذ مضيئة ..!
والتاريخ يؤكد من خلال التجارب المتعددة والمتنوعة أن من يتخذ زمام المبادأة غالبا ما يتحقق له النصر عكس من يتصور أن الاكتفاء بالدفاع ..إنما يستنفد به طاقات خصمه أو منافسه ، إذ أنه يضيع الفرص المتاحة سدى..!
هذه الحقائق الثابتة لا تقتصر على مجال دون غيره ..بل إنها تشمل السياسة والاقتصاد والأمن .. والحرب .. ثم..ثم الرياضة..
ودعونا نتخذ من هزيمة يونيو 1967 مثلا.. وهي الهزيمة التي مني بها العرب والتي لم يتوقعوا أنها يمكن أن تكون بمثل تلك الضراوة والشناعة..!
في يوم الاثنين5يونيو عام 1967 هاجمت إسرائيل جميع المطارات الحربية المصرية في وقت واحد..وقامت بضرب 150طائرة كانت رابضة على الأرض ..في نفس الوقت الذي شنت فيه القوات الإسرائيلية هجماتها ضد القوات العسكرية في كلٍ من سيناء والضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن ومرتفعات الجولان السورية كما استولت على غزة التي كانت تتبع –وقتئذ- الإدارة المصرية.
وبذلك انتهت"المعركة" في ست ساعات.. لتتغنى إسرائيل بالنصر الحاسم الذي حققته على العرب .. كل العرب!
***
ولم تكد تمضي أكثر من ست سنوات حتى قلبت مصر بدورها الموازين وأطاحت بأحلام إسرائيل وطموحاتها وغرورها.. حيث امتلكت هذه المرة زمام المبادأة .. وفاجأت جنود إسرائيل يوم 6 أكتوبر عام 1973وهم مسترخون على الرمال يرتدون ملابس البحر لتحطم قواتنا خط بارليف وتعبر قناة السويس وبذلك انتهت إلى غير رجعة أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر..!
***
وتمر السنون والشهور.. وتشاء الأقدار .. أن يقفز على مقاعد الحكم في مصر جماعة الإخوان الإرهابية التي نصبت واحدا منها لا طعم له ولا رائحة اسمه محمد مرسي لتولي موقع رئيس الجمهورية .
الغريب أن الرجل صدق نفسه.. وتوهم أن مصر دانت له ولجماعته بالولاء..اعتمادا على حماية عدد من أعوانه من عتاة الإجرام.. والهاربين من السجون.. والصادر ضدهم أحكام الإعدام..!
حتى جاءت الضربة القاصمة يوم 3 يوليو عام 2013 عندما تحركت القوات المسلحة بقيادة وزير دفاعها المشير عبد الفتاح السيسي تحركا سريعا مباشرا وجريئا لتنهي حكم عصابة التطرف والإرهاب وليتولى رئاسة البلاد بصفة مؤقتة رئيس المحكمة الدستورية في ذلك الوقت .
عندئذ.. بُهت الذين كفروا..!
تصوروا لو أن ذلك لم يحدث بتلك الإجراءات الحاسمة والباتة والقاطعة والمباغتة ماذا كان يمكن أن يؤول إليه مصير هذا الوطن..؟!
ألم يكن واردا أن يجثم هؤلاء المضللون.. الكاذبون فوق صدور المصريين حتى يوم الدين .. لولا أنّ الله سبحانه وتعالى قيض واحدا منا لتولى زمام المبادرة واضعا عنقه فوق كتفه؟؟
***
ثم.. ثم.. نأتى إلى آخر الأحداث وأعني بها الخسارة النكراء التي لحقت بمنتخبنا القومي في مباريات كأس العالم عام 2018 .
لقد خرجنا من البطولة الأشهر ونحن صفر اليدين .. حتى المباراة التي لم تكن سوى تحصيل حاصل والتي جمعت بيننا وبين فريق المملكة العربية السعودية أثبتت مدى قصور فكر وسوء إدارة مدرب المنتخب القومي المدعو هكتر كوبر..!
لقد أصر كوبر هذا على تطبيق سياسة الدفاع أولا وأخيرا.. بحجة أن ذلك ينهك قوى الفريق المنافس مما يمكنه عندئذ من تسديد الأهداف داخل شباكه..!
طبعا تفكير ساذج.. وأسلوب غير عقلاني وها هي التجربة الفاشلة ماثلة أمام عيوننا..!
***
على أي حال.. إن الحياة ليست سوى تجارب تنجح أحيانا وتفشل أحيانا أخرى وأحسب أننا استوعبنا الدروس المتتالية.. وإلا يصبح على الدنيا السلام..!
وبالمناسبة فإني أحيي الأخوة السعوديين على موقفهم الشريف منا بعد فوز فريقهم القومي..!
لقد أطلقوا "هاشتاجات" كلها تشيد بأواصر العلاقات بين البلدين.. وتؤكد على أن هذا الفوز أو تلك الخسارة يستحيل أن تترك آثارا سلبية .. بل " نحن وهم" يد واحدة..هذا ما يسعدنا ولا شك .. بل ويدعونا إلى ترسيخ قواعد وأسس هذه العلاقات يوما بعد يوم.
على الجانب المقابل .. كم أتمنى أن يلتقي المسئولون عن الرياضة في كافة الدول العربية ليضعوا فيما بينهم دستورا موحدا يمكن أن تفيد بنوده في النهوض بمختلف الألعاب وليس كرة القدم فقط..
يا سادة..
والله.. والله .. الأوروبيون والأمريكيون ليسوا أفضل منا.. فنحن نملك من الإمكانات والعناصر البشرية والمادية والمعنوية ما يعادلهم ..
أو ربما أكثر..
كل ما هنالك حسن الاستثمار.. وإصلاح التعليم.. وتشجيع البحث العلمي..
وبعد ذلك ..لابد وأن يتحقق النصر المبين بإذن الله وفضله..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فلابد أن يكون واضحا للمجتمع الدولي أن تحقيق الاستقرار في شتى ربوع العالم يتوقف على حل القضية الفلسطينية ..!
هذه القضية .. إذا تم حلها حلا جذريا وعادلا وشاملا .. سوف يتوارى الإرهاب .. ولن يكون للإرهابيين مكان على سطح الكرة الأرضية ..!
فليسمح لي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهمسة في أذنه..!
بالأمس قلت يا سيادة الرئيس إن ثمة تقدما يتحقق بالنسبة لمشكلة الشرق الأوسط دون أن توضح معالم هذا التقدم.
الأكثر والأكثر.. أعلنت على الملأ أنك تملك خطة للسلام وأنك لن تفصح عنها الآن..!
السؤال:
لماذا تحاول "كتم السر" مادمت موقنا أن مشروعك .. أو مقترحاتك من شأنها فك طلاسم اللغز الذي مضى عليه أكثر من ستين عاما من الزمان..؟!
عموما..نرجو ألا تكون هذه الخطة العبقرية هي ما تطلق عليه اسم "صفقة القرن"..!
سيادة الرئيس ..
لا صفقة قرن أو غير قرن إذا ما استهدفت العدوان على سيادة الدول .. أو اقتناص جزء أو أجزاء من أراضيها.. فذلك لا يمت للحق بصلة .. ولا يعرف طريق العدل وما إذا كان ممهدا.. أو وعرا وصعبا.. وشاقا..!
و..و.. لعل الرسالة تكون قد وصلت.
***
أختم هذا المقال بتلك الأبيات الشعرية:
كن للأمانة راعيا.. لا للخيانة تستكين
حتى ولو سرا.. فكن للسر حافظا أمين
الناس تعجب بالذي قد صانها في كل حين
وتبجل الشخص الذي لم يفش سرا لا يليق
أدِ الأمانة راجيا من ربنا كل الثواب
من خان أي أمانة حصد الهلاك مع الخراب
فالله يمتحن العبد والخائنون لهم حساب
أما الأمين هو الذي دوما يفضله الصحاب
***
و..و..وشكرا