سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "اثبت ولا تهتز..وتأكد لن يطول انتظارك"

بتاريخ: 01 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*اثبت ولا تهتز..وتأكد لن يطول انتظارك

*معالم الطريق تبدو من أوله.. المهم.. السير في أمان وثقة

*استمتع كما يحلو لك بجلسات المقاهي.. ولكن

لا تنصت إلا لمن يريد الخير لك ولنفسه

*بديهي.. لن يجامل سفيرا بريطانيا وفرنسا

المفترض.. العكس

*العمل جارٍ على قدم وساق.. لإعادة تشغيل 4000 مصنع .. والثمار تتوالى أولا بأول

*يا ناس.. كل الشعوب التي أجرت إصلاحا اقتصاديا صبرت وتحملت .. ولم تتبرم أو تتضايق!

*قطعا.. الأضواء ستعم المناخ العام

ولن يكون للظلام مكان!!

في كل مجتمع.. لا سيما المجتمعات العربية والشرقية .. توجد ظاهرة يطلق عليها "عواجيز الفرح" .. والمقصود بهؤلاء العواجيز.. أنهم يأتون لحفلات الزواج ليأكلوا ويشربوا .. ويسعدوا .. وفي النهاية يتهكمون..ويسخرون مما رأوا.. وشاهدوا بما يطال أصحاب العرس أنفسهم أي أصحاب الدعوة الكريمة..!

بمرور الزمن .. أسقط الناس من حساباتهم أمثال هؤلاء الذين تبين أنهم يضرون أكثر مما ينفعون .. لتظهر بعد ذلك نماذج جديدة يتسم أفرادها بالجدية والإيجابية معا..

***

أقول ذلك بمناسبة ما يردده بعض الموتورين .. أو المغرضين .. أو المدفوعين من جانب الغير.. بشأن الإصلاح الاقتصادي..!

إنهم يجلسون على المقاهي .. ويتساءلون في خبث:

Xإلى متى .. يكون الانتظار..؟!

Xلماذا ترتفع الأسعار.. ولم نجد حتى الآن ما يعوضنا عن هذا الارتفاع..؟!

Xهل حقا.. الخير قادم.. أم أن الوعود والأمنيات تتفوق على الحقيقة والواقع..؟؟

وأنا بدوري أقول لك:

اثبت ولا تهتز.. واعلم جيدا أنك وقومك تمضون في الطريق الصحيح الذي افتقدنا خيوطه منذ عقود من الزمان..!

لقد اتفقنا منذ البداية .. أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي صعبة.. وأن آثاره السلبية عديدة.. وبالفعل تحملنا وصبرنا.. وكما يقول مثلنا الشعبي " فات الكثير ..ولم يتبق سوى القليل"..!

يعني ببساطة أن الثمار التي ننتظرها على وشك الاقتطاف ولكن كل شيء بميعاد.. ووفقا لحسابات دقيقة وواضحة ومحددة الكلمات والعبارات بعد أن انتهى زمن العشوائية إلى غير رجعة..!

وحتى لا يكون الحديث من فراغ.. فدعونا نكتشف أحوالنا .. وأوضاعنا أولا بأول..!

مثلا .. كيف كنا نعيش.. وماذا صار إليه حاضرنا ..وماذا نتوقع من المستقبل..؟!

أسئلة بديهية.. لكن لابد من طرحها..!

الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان .. لم يشأ أن يتركه وحيدا .. بل أوجد معه أسلوب الحياة.. فأوحى إليه بتكوين جماعات صغيرة أخذت تنمو وتكبر وتتسع حيث أصبح لا مناص من وجود حكومات ومؤسسات تكون مهمتها تلبية احتياجات الناس الذين ينبغي عليهم بدورهم أن يكدوا.. ويعملوا .. وينتجوا.. ولعل من أوائل تلك الاحتياجات .."الأمن" .. فالعامل لا يستطيع أن ينتج بينما يخشى على زوجته وعياله التعرض للأخطار أية أخطار..!

ونحن لا ننكر أننا في مصر نعيش الآن مناخا آمنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. يبدو ذلك في الشارع .. وفي المدرسة .. وفي الجامعة.. وفي النادي.. بل وعلى"الحدود" هذا المناخ الآمن إلى جانب أنه يشجع على العمل والإنتاج.. ففي نفس الوقت يقرب المسافات التي تتمثل من بين ما تتمثل في خفض معدلات التضخم وبالتالي تراجع الأسعار.. وانحسار البطالة تدريجيا .. وزيادة حجم الصادرات وتنشيط السياحة..!

وهكذا تبيت معالم الطريق حاليا أكثر وضوحا وتحديدا عن أي وقت مضي.. وبالتالي نستمر في السير بأمان وثقة واطمئنان ونحن متأكدون مسبقا أن نهايته تحمل مظاهر وبشائر الخير.

***

استنادا إلى نفس المفهوم .. فإنك سوف تلتقي إما بالصدفة أو بترتيب خبيث مسبق بمن يحاول تشكيكك فيما تعلق عليه من آمال..!

سوف تجد بجانبك على المقهى.. من يحاول فرض نفسه عليك وإقحامك في مناقشة هو الذي وضع خطوطها .. ونصيحتي لا تقاطع.. ولا تتهرب .. ولا تخشى المواجهة .. بل استمتع بجلوسك في المقهى بشرط ألا تخضع لأراجيف هذا .. ومزاعم ذاك واضعا في اعتبارك أنه توجد فئة من البشر لا يريدون الخير لغيرهم.. ولا حتى لأنفسهم..!

***

وهنا أود أن أسوق لك مثلا واقعيا.

منذ أيام انعقدت في العاصمة الفرنسية باريس ندوة مستديرة شاركت فيها الوزيرتان النشيطتان سحر نصر وهالة السعيد اللتان تحدثتا عن أجواء الاستثمار في مصر..والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين دون أن تغفلا ما يبذل من جهود لإصلاح التعليم والصحة في مصر.

وبصرف النظر عما قالته الوزيرتان .. فهذا أمر طبيعي بكل المقاييس .. لكن ما شد انتباهي في هذا الصدد ما أعلنه كلٌ من ستيفان روماتيه سفير فرنسا بالقاهرة .. وجون كاسين سفير بريطانيا اللذين اتفقا على أهمية الاستثمار في مصر والتعهد بتشجيع الفرنسيين والبريطانيين على زيادة حجم هذا الاستثمار.. بل وقف روماتيه يردد من جديد:

كم أنتِ جميلة يا مصر..

ثم سرعان ما أعقبه زميله جون كاسين سفير بريطانيا في القاهرة الذي أكد أن مصر زاخرة بالثروات مشيدا بالجيل الجديد من الشباب وأن بلاده شريك طبيعي لنا..!

مثل تلك الكلمات تسعدنا .. مع الأخذ في الاعتبار أن ليس ثمة ما يجبر هذين السفيرين لأكبر دولتين في أوروبا.. لأن يقولا ما ليس هما مقتنعين به.. بل ربما لو كنا في حقبة تاريخية أخرى .. لتعرضنا لانتقاداتهم وهجماتهم .. أما الآن فشمس مصر ساطعة .. دائما وأبدا بإذن الله..

***

على الجانب المقابل.. فلابد ألا يغيب عن أذهاننا ولو لحظة واحدة أن الشعوب التي أجرت إصلاحا اقتصاديا مثلنا عانت نفس الصعاب حتى تحقق لها ما أرادت .. لينضم العديد منها إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن كان يعترض على وجودها من قبل شكلا.. وموضوعا ..!

مرة كنت في زيارة لرومانيا عام 1988 أي قبل سقوط الحكم الشيوعي بسنة واحدة ..وفوجئت بأن عملتها في الحضيض .. ومع ذلك فالأسعار منخفضة.. فقد كان الجنيه المصري يعادل 500 "ليو" روماني .. الآن أصبح "الليو" الواحد يقابله ما يساوي أربعة جنيهات ونصف..

كل ذلك لأن الحكومات الرومانية كانت تتبع نظام الدعم إياه فتبدو الأسعار رخيصة.. لكن الاقتصاد منهار .. وعندما أجرت الإصلاح وتحملوه على مدى ما يقرب من 17 عاما إذا بالعملة يشتد عودها .. ويعود "النور" إلى الشوارع والميادين والبيوت.. التي طالما عاشت في ظلام حالك من قبل..!

وهذا ما ننتظره في مصر.. الأضواء ستعم في كل مكان عندنا بإذن الله.

خصوصا وأن الحياة ستعود لتدب في 4000 مصنع إذا ما أخذت في الإنتاج .. سينشط الاقتصاد وتدور عجلته تلقائيا..

***

في النهاية تبقى كلمة:

أبدا .. أبدا الرومانيون ليسوا أفضل منا.. ولا البلغاريون .. أو البولنديون أو..أو..

بل سنكون نحن المثل المضيء الجديد في هذا العالم الجديد.

والأيام بيننا ..                   

***

مواجهات

*من لا يعرف معنى الاستقرار .. لا يدرك قيمة الحياة..!

***

*الذي تفضحه أفعاله أمام الملأ.. ويتصور أن الاعتذار بمثابة طوق نجاة.. فما هو إلا فاجر .. أو دعيّ

 .. أو فاقد للقيمة والمعنى.

***

اتحاد كرة القدم المصري يستحيل ..يستحيل أن يجبرنا على  تنكيس رايات الحق..أو طمس معالم الحقيقة.

***

*ليس معنى أن يغادر مدير أمن الإسكندرية موقعه.. أن نتهاون في الثأر ممن سبق أن حاولوا اغتياله.. من هنا ..جاءت الضربة القاصمة بالأمس لستة من الباغين الضالين.

برافو وزير الداخلية الجديد في أيامه الأولى لتولي منصبه.

***

*شعوبنا العربية لماذا هي قصيرة النفس؟!

مجرد سؤال ربما يكون غير بريء.

***

*ألا يحتم الوفاء أن نقيم حفل وداع لمكتب التنسيق الذي يفارقنا بعد عامين..؟!

طبعا لا حفل وداع ولا غيره .. إذ يكفي أن هذا المكتب يذكرنا دوما بالنظم الشمولية التي تخصصت في وأد الملكات وتدمير المواهب.

***

*أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي:

حيلتي في الهوى وما أتمنى

حيلة الأذكياء في الأرزاق

لو يجاز للمحب عن فرط شوق

لجزيت الكثير عن أشواقي

وفتاة مازادها في غريب الحسن

إلا غرائب الأخلاق

ذقت منها حلوا ومرا

وكانت لذة العشق في اختلاف المذاق

***

و..و..وشكرا