سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " الجماهير تطالب بإسقاط الحكومة والجمعية الوطنية في إجازة ! "

بتاريخ: 09 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*الجماهير تطالب بإسقاط الحكومة

والجمعية الوطنية في إجازة!

*وزيرة العدل الفرنسية تعترف بالتقصير

والداخلية.. لم تلتفت إلى التحذيرات!!

*نداءات شعبية بالاستفادة من تجربة مصر في مكافحة الإرهاب.. ولكن المفاجأة.. محاولتهم إلصاق تهمة سقوط الطائرة المصرية بنا..وهي التي أقلعت من مطارهم!

واقعة هروب المجرم العالمي"رضوان فايد"من السجن الحصين المودع به هزت الرأي العام الفرنسي وأثارت غضبه ضد حكامه غضبا عارما .. وضاريا..!

لقد كشفت عملية الهروب التي استخدمت فيها طائرة هليوكوبتر هبطت في فناء السجن لتلتقط رضوان  ثم يتم إضرام النار فيها بعد نجاح "المهمة" مدى قصور مختلف الأجهزة الأمنية وغير الأمنية.. وأثبتت أن الجزر المنعزلة هي دائما أس البلاء..!

لقد كشفت التحقيقات أن أحد ضباط سجن"رو" الذي أصبح مثار حديث الفرنسيين سبق أن طلب من مديره نقل رضوان إلى سجن آخر .. لكن سيادة المدير لم يعر الأمر التفاتا حتى حدث ما حدث فاضطر الضابط إلى مخاطبة وزارة الداخلية مباشرة ليلقي هذه المرة اللوم والتوبيخ ..!

أيضا.. لقد وقفت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه تعلن في خجل تفاصيل ما جرى مكررة نفس العبارات التقليدية إياها .. "وقد تم استنفار ثلاثة آلاف من قوات الأمن للبحث عن السجين الهارب"..!

الأغرب.. والأغرب.. أن المظاهرات التي تجوب أنحاء فرنسا تنديدا بما حدث لا تجد حتى الآن صدى يذكر..!

المتظاهرون يطالبون بإقالة الحكومة .. لكن كيف.. بينما الجمعية الوطنية التي تملك حق سحب الثقة منها في إجازة صيفية لمدة شهرين..!

طبعا.. بعد انتهاء المدة.. تكون حدة الغضب خفت كثيرا وبالتالي يهدأ الرأي العام الثائر..!

إذن.. هل هناك جزر منعزلة أكثر من ذلك..؟!

***

على الجانب المقابل.. فإن الصحف الفرنسية عن بكرة أبيها تمتلئ بمقالات يناشد فيها أصحابها الحكومة الاستفادة من تجربة مصر في مكافحة الإرهاب..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن مصر طالما حذرت الدول الأوروبية .. ومعها أمريكا من الحماية التي تسبغها على الإرهابيين وعدم اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم .. ولو كانوا قد استمعوا لتلك النصائح الخالصة.. ما تعرضوا لما يتعرضون له الآن.. في وقت يقفون فيه مكتوفي الأيادي .. وعاجزين عن التصرف..!

***

لكن ما يثير الدهشة والعجب.. أن هذه الدول ومن بينها فرنسا –بطبيعة الحال- بدلا من أن تعمل على الاستفادة من الدرس .. تجيء في موقع آخر لتلصق بنا تهمة سقوط الطائرة المصرية في مايو 2016 متناسين أن الكارثة وقعت بعد إقلاعها من مطار باريس..!

لقد سربوا إلى بعض صحفهم .. أنباء مغرضة تقول إن حريقا شب في قمرة القيادة لم يتمكن الطيار من السيطرة عليه..!

والله أمركم غريب.. لماذا لا تسألون  أنفسكم عن سبب هذا الحريق.. ولماذا شب في توقيت معين بالذات.. ولماذا تنحون جانبا ما أسفرت عنه تحقيقات اللجنة الفنية المصرية والتي أكدت أن ثمة شبهة جنائية مع سبق الإصرار والترصد وراء الفاجعة..؟!

طبعا.. الأهداف واضحة.. فهم يريدون تبرئة أنفسهم من التقصير الأمني في مطار الإقلاع .. وهذا أمر بديهي باعتباره النقطة الأولى التي انطلقت منها الطائرة في رحلة العودة إلى مصر.

***

ثم.. ثم.. دعونا نرقب ونتأمل مجريات الأمور وتطوراتها في كلٍ من سوريا واليمن وليبيا.. والصومال.. والعراق.. بل وأيضا في فرنسا وبريطانيا وألمانيا.. والولايات المتحدة الأمريكية..!

بين كل يومٍ وآخر .. يحدث تفجير هنا .. ودهس هناك بينما الأجهزة المختصة تقف حائرة متخبطة.. ولعل أقرب مثل هذا الذي نتحدث عنه .. وأعني به هروب السجين إياه معتاد الإجرام.. وفشل قوات الأمن في العثور عليه حتى الآن.. وكذلك على الثلاثة الذين أعدوا له خطة الهرب.. وكأن الجميع "فص ملح وذاب"..!

 الآن..العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 التي تبنتها مصر وتنفذها بدقة وإتقان.. كسرت شوكة الإرهاب والإرهابيين ليس في سيناء فحسب بل في شتى ربوع الوطن..!

نعم.. لقد قدمنا التضحيات .. وخضنا حربا ضروسا .. لكن كل هذا سوف تسجله ملفات التاريخ في صفحات مضيئة ناصعة عن شجاعة مصر والمصريين .. وقدرتهم على اتخاذ زمام المبادرة في أصعب الظروف .

وفي النهاية قلوبنا جميعا مع الشعب الفرنسي الذي يبدأ أبناؤه يومهم .. وهم في خشية من تعرضهم لما يمكن أن يقض مضاجعهم . ويهدد حياتهم.. وسط شلل حكومي وبرلماني..!

و..و..ونصيحة..

تذكروا دوما .. أن الإرهاب لا دين له.. ولا وطن..ولا أخلاق .. ولا ضمير..

وبغير الاعتراف بتلك الحقائق .. سوف تظلون تدفعون الثمن بلا هوادة..!

اللهم قد أبلغنا .. اللهم فاشهد..

          (د.هالة السعيد

بين النظرية والتطبيق)

د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري .. هي أصلا أستاذ جامعة .. أي يمكن أن يغلب عليها الجانب الأكاديمي .. أكثر من الواقع العملي.. وهذا شيء لا يعيبها..!

لكن على الجانب المقابل .. فهي مطالبة بتطبيق النظرية من خلال وسائل ملموسة يستشعرها الناس في حياتهم اليومية..!

مثلا ..لقد أعلنت الوزيرة مؤخرا عما أسمته بالتميز الحكومي وتقصد به – كما فهمت أنا وغيري- التركيز على من يمارسون عملهم بإتقان وإخلاص وجودة وهذا لا غبار عليه..!

 ومع تقديري لأفكار الوزيرة .. فإنه من الأهمية بمكان أيضا كشف المقصرين.. والمتهاونين .. والمتخاذلين والكسالى .. وأيضا المرتشين..!

 أنا شخصيا أرى أن المقصر عندما يتم "تجريسه" علنا.. ربما يفيق ضميره ويرجع إلى صوابه .

سيادة الوزيرة .. أرجوكِ..   

ضعي تلك الفئة "الظالمة نفسها" نصب عينيك.. فلعل أفرادها تدفعهم الغيرة لينضموا يوما إلى قوافل المتميزين..!