سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "بعد إقرار قانون الصحافة والصحفيين وتعديلاته ماذا عن الواجبات؟! "

بتاريخ: 18 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*بعد إقرار قانون الصحافة والصحفيين وتعديلاته ماذا عن الواجبات؟!

*أؤكد ما سبق أن نشرته: حان وقت تطهير الإعلام.. والأدعياء يمتنعون!

*الذين أقاموا مواقع إلكترونية لترويج الأكاذيب يخضعون الآن للمساءلة والحساب

*وأخيرا .. فليعلم الرأي العام .. أن "الفيس بوك"

ليس إلا مصدرا للهو والعبث..ومرتعا "للخبثاء"!

*بالمناسبة: نصيحة لمقدمي برامج التوك شو:

لا تتعاملوا مع المشاهدين على أنهم أطفال حضانة أو تلاميذ ابتدائي

*لمن لا يعرفون.. أو يتغافلون بقصد أو بدون قصد:

حساب الرئيس ترامب نفسه على"تويتر" يخضع للمتابعة

من جانب المؤسسات الدستورية والقضائية

*وهكذا تتأكد رؤية مصر دائما مع واقعها

*الحل السياسي في سوريا.. المنقذ الوحيد للشعب والوطن

*إلى متى يظل ملالي إيران في غيهم وضلالهم؟

منعوا الكهرباء عن العراق.. وأشعلوا المظاهرات!

أنت بحكم الدستور والقانون من حقك التعبير عن رأيك ولن يحول أحد بينك وبين رغبتك في التأييد أو الاعتراض.. في نفس الوقت .. فأنت مطالب بالتريث.. وبالبحث .. والدراسة .. والتمحيص وإجراء المقارنات عندما تقرر أن تدلو بدلوك في قضية من القضايا المثارة على الساحة .

لكن – للأسف- مازال البعض حتى الآن يتصور أن "الصوت العالي" يمكن أن ينتصر على الإرادة الجماهيرية.. أو أن تكوين "الشلل" قد يمنع المجتمع من أن يسير في طريقه الذي يحدده لتحقيق مصالح أفراده بصرف النظر عن اختلاف هوياتهم وتباين انتماءاتهم ومذاهبهم ومشاربهم..!

أقول ذلك بمناسبة الضجة التي أثيرت حول قانون الصحافة والإعلام الجديد حينما كان مجرد مشروع..!!

هذه الضجة أثارها –كالعادة- نفس الفصيلة التي شبت على ترديد كلمة "لا" بحق أو بدون حق.. في محاولة لإثبات الوجود ليس إلا.. وإن كان هذا الوجود إنما يتأكد بالقول والعمل والاجتهاد والتجرد من الهوى..!

لقد تركزت تلك الاعتراضات على موضوع " الحبس الاحتياطي".. رغم أن المواد المقترحة لم تتضمنه.. وإن كانت الصياغة لم توضح ذلك بدقة..!

المهم.. لقد أحيل المشروع إلى مجلس الدولة الذي قام بمراجعته المراجعة القانونية السليمة.. ثم عاد للبرلمان الذي حرص على الاستماع إلى أصحاب " "القضية"..متمثلين في نقابة الصحفيين ليخرج بصيغته النهائية التي توسع دائرة"الحقوق" إلى أقصى مدى في نفس الوقت الذي تضمن "ضوابط" من شأنها منع الأدعياء وأصحاب "بوتيكات الكلمة" من ممارسة مهنة لا يعرفون عنها شيئا .. كل ما هنالك أن بريقها قد استهواهم.. وتأثيرها داخل المجتمع..طالما سلب لبهم..!

***

بكل المقاييس.. القانون الجديد بالصورة التي صدر بها سوف يكون سلاحا لتطهير الصحافة والإعلام ممن أرادوا السطو على قواعده ومبادئه وأصروا على استغلالها لمآرب خاصة منها ما تضر إضرارا بالغا بمصالح هذا الوطن ومصير أبنائه وبناته حاضرا ومستقبلا.

على الجانب المقابل .. فإن القانون إذا كان قد وفر ذلك القدر من الحقوق وأيضا حدد "الواجبات" فإن المنطق يقتضي .. أن تؤدي تلك الواجبات عن طيب خاطر ورضا وقناعة.

 يعني الصحفيون والإعلاميون "المهنيون" .. وأستبعد الدخلاء و"الهواة" سواء العاملين منهم تحت مظلة الحكومة .. أو في القطاع الخاص من أهم ما يجب الالتزام به.. أن يضعوا الحقيقة نصب عيونهم دائما..فلا يلتفون حولها سواء بقصد أو بدون قصد ولا ينحازون لطرف على حساب  آخر .. ولا يحولون القلم .. أو الميكروفون .. أو الكاميرا إلى أداة ترهيب .. أو تخويف .. أو خداع.. أو كذب أو رياء!!

ودعونا نتصارح مع أنفسنا أكثر وأكثر..ونقول إن معظم ما تتناوله الصحف حتى الآن بشأن أي واقعة من الوقائع سياسية أو اقتصادية .. أو أمنية.. أو اجتماعية مازال يفتقر إلى الدقة والصدق والسلامة .

هذه ليست صحافة وذلك ليس إعلاما فما دمنا حريصين على التمسك بحقوقنا فلابد من أداء واجبنا كما ينبغي أن يكون ولعل من أبسط أشكال ومعاني هذا الواجب .. توصيل المعلومة الصحيحة للمتلقي .. في أي مكان أو زمان..!

والأمثلة عديدة وقريبة.. ولا يمكن إنكارها..!

لكن قد يقول من يقول .. إننا مازلنا نفتقر حتى الآن إلى آلية توفير المعلومات .. والرد على ذلك يخلص في أن ثمة أحداثا بعينها يتعذر نشر تفصيلاتها إلا بعد استكمال التحقيقات ..أو ضبط المتورطين.. أو الإمساك ببعض الخيوط التي من شأنها توفير شتى جوانب العدالة..!

***

أما الذين أقاموا مواقع إلكترونية .. أسموها بالمواقع الإخبارية فهؤلاء قد وضع لهم القانون الجديد.. الضوابط التي يجب الالتزام بها .. فطالما أرادوا إقامة خيوط مع الناس..فلا بد أن تكون  هذه الخيوط متينة وقوية .. ونظيفة.

لقد انتهى زمن بث الأكاذيب .. وترويج الشائعات والخوض في أعراض الناس.. وكل من يصر على المضي في طريق البهتان فليتحمل المسئولية بحيث سيطبق عليه ما يقضي به قانون العقوبات الذي يشمل الجميع سواء بسواء.

و..و..وتذكروا يا أولو الألباب أن "الفيس بوك" هذا الذي يتغنى به من يتغنى أو يتخذه مصدرا للمعلومات أو الأخبار ..فإنه في واقع الأمر ليس إلا منبعا للهو والعبث ووسيلة يتلاعب بها "الهواة" أو المغرضون .. أو الموتورون .. أو من تجندهم بعض جماعات الإرهاب أو عصابات الإجرام.. للقيام بأدوار رخيصة مشبوهة وللأسف يقع المواطنون الأبرياء في شراك الإثم دونما أن يدروا من أمر أنفسهم شيئا.

***

ولعلها فرصة الآن ليمتنع مقدمو برامج" التوك شو" على شاشات التليفزيون عن الرجوع إلى "الفيس بوك" في كل أحاديثهم .. فمنهم للأسف من يبدأ فقرات برنامجه بما استوقفه على الفيس بوك.!

ليس هذا فحسب .. بل إنني أنصح مقدمي هذه البرامج .. بمناسبة القانون الجديد..بأن يغيروا من أنماط ممارستهم .. وأقصد أنه ليس مستساغا أبدا.. أن يقف المذيع أو المذيعة .. ليقدم للمشاهدين محاضرة مستفيضة .. أو درسا متشعب الجوانب والأركان .. وكأن من ارتضوا أو اختاروا الجلوس أمام الشاشات عليهم أن يقبلوا معاملتهم  كأطفال حضانة .. أو تلاميذ ابتدائي..!

هذا ما يفعله بعض مقدمي "التوك شو" متناسين أن من بين من يتحدثون إليهم علماء .. وأساتذة كبار.. بل وأصحاب نظريات تدرس في جامعات كثيرة.. أو أصحاب رؤوس أموال لديهم من التجارب والخبرة ما لا يتوافران عند أكثرهم شهرة.. أو بالأحرى أوسعهم حظا..!

***

ثم..ثم..أعود إلى المواقع الإلكترونية إياها .. وأقول لأصحابها أو للمدافعين عنهم أو الذين منحوهم ثقة لا يعرفون خلفياتها وأبعادها أن نظراءهم في العالم يخضعون للمتابعة.. وبالتالي للحساب .. فالدنيا –يا سادة- ليست سداح مداح..!

وخذوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفضل مثل وخير دليل..!

الرئيس تعود على أن يطلق منذ الصباح الباكر تغريداته فهل هذه التغريدات تنطلق بلا أدنى قيود ..؟

الجواب بالنفي طبعا.. فوفقا للواقع والقواعد التي تحكم عالم التغريدات .. لا يسمح أبدا بنشر أي مواد سواء أفكار .. أو أخبار .. أو تعليقات يمكن أن تحتوي على مزاعم مضللة أو مخادعة ..!

وما ينطبق على المواد العادية.. يمتد أيضا ليشمل الإعلانات .. حيث يحظر إذاعة أي إعلانات تدعو للكراهية أو تحض على العنف .. أو تضر بالأمن القومي للأوطان..!

***

وها هو الرئيس ترامب نفسه

.. لقد حدث مرة أن هاجم الإعلام الأمريكي أثناء لقائه المستشارة الألمانية ميركل..ومرة أخرى بعد اجتماع قمة الدول السبع حيث اتهم قنوات التليفزيون والصحافة بالكذب..!

هنا.. هددت كل من شبكتي سي.إن .إن وسي.بي .إس وجريدة نيويورك تايمز وجريدة سياتل تايمز .. بمقاضاة الرئيس بتهمة السب العلني..!

عندئذ .. لم يكن أمام الرئيس ترامب سوى تغيير لهجة تغريداته.. فلا أحد فوق الحساب..!

***

ثم .. ثم.. لنتجه من خلال هذا التقرير إلى ما وراء الحدود قليلا..!

الأيام تثبت أن رؤية مصر دائما صائبة وأنها تتفق مع الواقع عندما تتحول النظرية إلى قاعدة من قواعد التطبيق..!

ومنذ اللحظات الأولى.. أكدت مصر على أن الأزمة في سوريا ما من سبيل إلا حلها سلميا..!

وتدور الأيام .. وتحتدم المعارك .. وتتصارع القوى الدولية الكبرى منها وغير الكبرى .. ليتفق الجميع على ما سبق أن نادت به مصر..

ولقد شهدت القاهرة أول أمس وتحت رعايتها توقيع الاتفاق بين بعض فصائل المعارضة السورية من أجل وضع تسوية سلمية تسفر من بين ما تسفر عن وقف عمليات الإرهاب وعودة اللاجئين إلى ديارهم والإفراج عن المعتقلين .

***

هكذا تذود مصر عن السلام وتدافع عن حرية الأوطان وتحمي حقوق الشعوب في الحياة .. بينما يجيء بعض الحكام أمثال ملالي إيران ليمنعوا تصدير الكهرباء إلى العراق لإجبارأبنائه على العيش في ظلام دامس.. ويشعلوا المظاهرات .. كل ذلك بقصد تأخير تشكيل الحكومة الجديدة.. انتظارا لحكومة تختار إيران معظم وزرائها لكي تستمر قبضتها على مجريات الأمور والتحكم في مصائر العراقيين الذين لم يعودوا يجدوا أمنا أو طعاما.. أو شرابا.. أو كساء.. أو أي شيء..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

لا أجد في ختام هذا المقال أحلى من الكلمات التالية:

 من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها دون أن يشعر.

ونحن والحمد لله .. سنظل دائما وأبدا.. شاكرين وحامدين.. فما أسبغه علينا سبحانه وتعالى من النعم..يجعلنا دائما ننظر للمستقبل بتفاؤل وأمل..و.. و..وتقديرا وعرفانا لبعضنا البعض الذين تتلاحم صفوفهم .. وتتوحد سواعدهم مع سطوع ضوء الشمس كل صباح.

***

وأخيرا .. اخترت لك هذه الأبيات من شعر الإمام الشافعي:

إن كنت تغدو في الذنوب جليدا

وتخاف في يوم الميعاد وعيدا

فقد أتاك من المهيمن عفوا

وأفاض من نعم عليك مزيدا

لا تيأس من لطف ربك في الحشا

في بطن أمك مضغة ووليدا

لو شاء أن تصلى جهنم خالدا

ما كان ألهم قلبك التوحيدا