سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " حينما يصبح القانون "المشرط البات" داخل قاعة المحكمة.. وليس في غرفة العمليات"

بتاريخ: 18 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حينما يصبح القانون "المشرط البات" داخل قاعة المحكمة.. وليس في غرفة العمليات

*الأحكام الرادعة ضد المتاجرين بأعضاء البشر

هل تكون درسا لعباقرة "الطب الإجرامي"؟!

*حصلوا على أعلى الشهادات.. وتخصصوا في أدق العمليات الجراحية.. وفي النهاية باعوا علمهم..وعقولهم للشيطان..!

*وفضيحة رئيس مصلحة الجمارك .. ماذا تساوي بعد تخلي "الروب الأسود" عن  وقاره واحترامه.؟!

*حذارِ.. وألف حذارِ.. من "المستخلص والسمسار"

*أخيرا.. نصيحة لوزير النقل:

كفاك تصريحات استفزازية!!

  الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان العقل ليفكر ويبدع ويسهم في تحقيق أمن ورخاء واستقرار البشرية جمعاء .. والله عندما يختص عبدا من عباده بميزة أو بموهبة أو بملكة من الملكات لا تتوافر لدى غيره .. فإنما يريده جل شأنه أن يكون قدوة ومثلا.. فتتسع دوائر الخير في المجتمع .. بالتالي يخطو في إيمان ويقين نحو الرفعة والتقدم.

أيضا .. لقد تحدث العزيز الحكيم عن العلم والمعرفة في آيات كثيرة من كتابه الكريم:

بسم الله الرحمن الرحيم" وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

بسم الله الرحمن الرحيم:" فتعالى الملك الحق".. "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه.. وقل رب زدني علما".

بسم الله الرحمن الرحيم:" هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.. ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون".

"صدق الله العظيم"

وهكذا شاء ذو الجلال والإكرام أن يمتع خلقه بنور العلم الذين يجب عليهم بدورهم استثماره الاستثمار الأمثل في حياتهم بما يحقق – طبعا- الرفاهية ويفتح طاقات الأمل للأجيال تلو الأجيال..!

لكن لأن الإنسان بطبعه.. جهول كفور .. فإن غواية الشيطان له تصبح سهلة ويسيرة ..

وهذا للأسف .. حال أولئك العلماء والأطباء العباقرة الذين باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم وبدلا من استخدام علمهم ومواهبهم وعبقريتهم فيما كلفهم به رب العزة والجلال.. إذا بهم يتاجرون بودائع الخالق سبحانه وتعالى فيسلبون كلية البائس الفقير.. ليزرعوها ضلالا وبهتانا في جسد من يدفع لهم المال الحرام.. ويكونوا فيما بينهم تشكيلا عصابيا لسرقة أكباد الغلابة والمساكين وبيعها في سوق الإتجار بالبشر..!

للأسف هم مجموعة من أساتذة كليات الطب أصحاب الدكتوراه في الأمراض الباطنة والجراحة العامة والمسالك البولية والتخدير والرعاية المركزة..!

وما يؤسف له أكثر وأكثر ..

أنهم استعانوا بمجموعة من السماسرة والوسطاء الذين يشكلون هم الآخرون فئة باغية استفحل خطر أفرادها في الآونة الأخيرة وامتدت شرورهم إلى مجالات عديدة .. وليس في الطب فقط..

 ولعل واقعة سقوط رئيس مصلحة الجمارك المخزية أقرب شاهد وهذا ما سأتعرض له لاحقا..!

الآن هؤلاء "العباقرة" بعد أن أضافوا تخصصا جديدا يمكن أن يسمى بـ" الطب الإجرامي" ماذا عساهم فاعلين بعد أن فقدوا المال والسمعة والمستقبل....و..و..والكرامة؟!

لقد سبق أن حددوا تسعيرة لجرائمهم البغيضة، حيث بلغ سعر سرقة الكلية الواحدة 80 ألف دولار .. والكبد 130 ألفا هذا بالنسبة للمشتري .. أما البائع فقد بخسوه بضاعته واكتفوا بمنحه عشرة آلاف جنيه وفي أغلب الأحيان لم يكن يحصل عليها بعد تهديده .. وضربه وإلقائه في الشارع ..!

كل تلك الأرصدة الدولارية وغير الدولارية ذهبت أدراج الرياح بعد حكم القضاء بمصادرتها بل وتغريمهم مبالغ تتراوح ما بين 200 و300 ألف جنيه..!

أيضا .. لقد تم شطب أسمائهم من نقابة الأطباء .. وأصبحوا ضمن قوائم فاقدي الشرف والسمعة!!

ومع ذلك .. فإن السؤال الذي يثور:

هل تكون فضيحتهم عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم ارتكاب جرائم مماثلة .. أم أن النفس البشرية تظل دائما وأبدا أسيرة لإغراءات إبليسية .. وعرضة لأطماع زائفة مؤقتة.. بالضبط مثلما نراه أمام عيوننا الآن عندما يسقط أحد المرتشين الكبار .. وفي اليوم التالي مباشرة يقع نظيره في قبضة القانون .. وكأن الدرس المستفاد لم يعد له وجود في هذا العالم الغريب..!

***

نفس الحال بالنسبة لرئيس مصلحة الجمارك الذي قبض عليه متلبسا بتقاضي "رشوة" وهو الحاصل على الدكتوراه في القانون..؟!

حدث ذلك.. وقبلها بأيام قليلة..كان قد تم إلقاء القبض على رئيس حي الدقي ورئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية وكثيرين آخرين.. لكن .. ويا حسرتاه.. على الرجال ويا ألف ندامة على الروب الأسود الذي ارتداه عبد العظيم أثناء مناقشة الدكتوراه.. بالمناسبة دعوني أقدم نصيحة :

حذارِ.. وألف حذارِ .. من المستخلصين والسماسرة .. فالستخلصون هم الذين أوقعوا رئيس مصلحة الجمارك في المحظور ثم قدموا أنفسهم بعد ذلك "شهود ملك" باعترافهم على رأس الذئب الطائر طمعا في البراءة والسماسرة هم الذين تلاعبوا بضمائر الأطباء وهيأوا لهم سبل الانحراف..!

يا سادة..المستخلص والسمسار.. كلاهما ينتمي إلى ما تسمى بالشرائح الطفيلية التي يحقق أصحابها دخلا كبيرا خالصا ..دون أن يسددوا ضرائب أو تمغات.. أو أقساط معاشات أو تأمينات.. أو ..أو..!

وعندما تقع الفاس في الراس.. سرعان ما يقفزون من السفينة الغارقة .. تاركين شركاءهم إلى مصائرهم الكئيبة المظلمة..

***

             وزير النقل.. بالله عليك كفى..!

بصراحة .. لقد أصبحت تصريحات هشام عرفات وزير النقل بعد حوادث القطارات المتكررة تثير الاستفزاز والغيظ..!

إن الجاني واحد مهما تعددت الأسماء .

هذا الجاني يتمثل في "التحويلة".. وما أدراك ما التحويلة ..!

هل معقول أننا حتى الآن عاجزون عن إيجاد حل لتلك التحويلة الشقية .. ويجيء وزير النقل في كل مرة ليعترف بأن الخطأ البشري هو السبب..!

يا سيادة الوزيرعفوا..

تبريرك هذا قد يكون مقبولا مرة ..

أو مرتين.. أو ثلاثا ..أما الإصرار على نفس النغمة فلا أعتقد أنه يمكن أن يكون كذلك بعد ما ذكرته بالأمس بأن الأخطاء البشرية سوف تقل في بداية عام 2020!

لا.. وألف لا .. وتذكر أن المسئولية مشتركة بين الوزير وبين رئيس هيئة السكك الحديدية وأيضا بين سائق القطار وعامل التحويلة اللذين كانا ضمن من أمرت النيابة بحبسهم..!

***

و..و..وشكرا