سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "ثورة جيش وشعب.. وثورة شعب وجيش"

بتاريخ: 21 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

**ثورة جيش وشعب.. وثورة شعب وجيش

*عندما استيقظ المصريون على صوت الراديو يوم 23يوليو 1952:

الجيش أصبح اليوم يعمل لصالح الوطن مجردا من أية غاية

أدرك الجميع أن مجتمع النصف بالمائة في طريقه إلى زوال

*وحينما دوت سماء البلاد ببيان 3يوليو 2013 أيقن الناس أن حكم الإخوان الإرهابيين قد انتهى!

*نعم خلال الـ61 عاما حدثت إخقاقات وتحققت انتصارات.. بينما إرادتنا تزداد صلابة

*الآن.. الجهود جميعها مركزة على إعادة بناء الوطن.. وسلبيات الماضي .. نصب العيون دائما

*شيء طيب أن يعاد توزيع السكان لكن هل تذكرون توشكى..؟!

*المصريون البسطاء وغير البسطاء يحيّون قنصل سفارتهم بجدة ومستشاره القانوني " الجندي المجهول"

*مهما حاول الخبثاء زرع بذور الخلاف بين القاهرة والخرطوم فإن العلاقات "الأزلية" تبقى دائما في الحفظ والصون!

*الرئيس الأمريكي يغير مواقفه في اليوم مائة مرة ومرة.. ونحن العالم يجلّنا لأننا أصحاب مبادئ لا تهتز ولا تتبدل

بالرغم من أن الأحوال السياسية في البلاد لم تكن مستقرة.. والأوضاع الأمنية مهترئة.. والحرائق تشتعل في أماكن عديدة.. .. فإن أحدا لم يتوقع أن تنقلب الأمور رأسا على عقب بين يوم وليلة..!

لقد استيقظ الناس في السابعة والنصف صباح 23 يوليو عام 1952 على صوت الراديو يقول: " الجيش أصبح اليوم يعمل لصالح الوطن.. بعد أن طهرنا أنفسنا بأنفسنا .. وتولى أمرنا داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم.. ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالارتياح والترحيب".

بالفعل ..لقد هللت الجماهير في الشوارع .. وطافت المظاهرات بعد هذا البيان الذي ألقاه أنور السادات باسم قائد الثورة محمد نجيب.

لقد  كنت وقتئذ صبيا.. في نهاية المرحلة الابتدائية .. وشهدت والدي -رحمه الله - ومعه عدد من أصدقائه وهم يتناقشون ويحللون..و..و يستغربون .. لكن بدا من خلال حديثهم جميعا أن مرحلة قادمة ستشهدها مصر قوامها المساواة .. وإقرار الحقوق وسيادة العدل.

لقد أدرك القاصي والداني .. أن مجتمع النصف في المائة في طريقه إلى زوال ..!

يعني.. لن يزداد الأثرياء ثراء.. ولا الفقراء فقرا وإذا كان أصحاب الإقطاعيات ورءوس الأموال قد نعموا على مدى سنوات عديدة بثمار عمل وجهد البائسين من الفلاحين والعمال .. فها هي عجلة الزمن تدور.. لتتوارى تلك الفئة وترفع الأغلبية رءوسها بعد طول عذاب وهوان.

***

أنا شخصيا أقر وأعترف بأنه لولا ثورة يوليو 1952 ما كنت قد التحقت بالجامعة.. وما سافرت للخارج لتكملة دراستي .. وما تقلدت أرفع المناصب..شأني شأن الملايين من أبناء الكادحين والمغلوبين على أمرهم في شتى المجالات .

بالفعل.. لم تكد تمر سوى سنوات قليلة.. حتى قامت الثورة بتحديد الملكية .. ووزعت الأرض على الفلاحين.. وفتحت أبواب المدارس والجامعات  لكل الأبناء والبنات بالمجان ..!

وهكذا انتقلت مصر من عصر إلى عصر مختلف تماما.

***

على الجانب المقابل.. لقد وقعت أخطاء وتعرض الوطن بين كل فترة وأخرى لهزات.. لعل أشدها وطأة هزيمة يونيو 1967 .. لكن ما يحسب لهذا الشعب أنه سرعان ما يلملم ثيابه ويعيد بناء نفسه من جديد..

بالفعل تحولت الهزيمة إلى نصر ساحق بعبور قواتنا المسلحة خط بارليف في أكتوبر 1973 وإنزال الهزيمة الساحقة بالإسرائيليين .. ورفع العلم المصري فوق أرض سيناء ..!

***

..و..و..وتمر السنون .. ويستمر هذا الشعب صلبا قويا في معركة البناء.. ودائما يشعر بالفخار لأنه لم يتوان في مساندة جيشه الذي هب لإصلاح الأخطاء ومحاولة وضع السفينة في مسارها الصحيح.

وبصراحة.. مع تعدد التجارب وأقساها .. ومع تعقد الظروف أحيانا.. وانفراجها أحيانا أخرى إلا أنه لم يكن يدر بخلد أي منا.. أن يأتي يوم تجثم فوق صدورنا جماعة إرهابية ..لتدير شئوننا .. وتتحكم في مصائرنا .. وتتاجر في ترابنا..وعرضنا..!

لكن شاء الله سبحانه وتعالى .. أن يختار واحدا من أخلص مخلصينا ليقضي على تلك العصابة الباغية قضاء مبرما..!

وسيطرت مشاعر الغضب على الشارع المصري.. وخرج المصريون في مظاهرات عارمة ينددون بهؤلاء الطغاة الكفرة وفي اللحظة الحاسمة هب الجيش كعادته .. ليحمي الوطن.. والمواطنين وبالفعل صدر بيان 3 يوليو الذي ألقاه المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت.. وهو البيان البات والحاسم الذي عاد المصريون من خلاله لاستنشاق هواء صحي نظيف والذي أيقنوا بعده أن حكم الإرهاب قد انتهى إلى غير رجعة..ليبدأوا على الفور في إقامة بنيان جديد لوطن واعد متكامل تؤدي فيه المؤسسات الدستورية والسياسية والتنفيذية والتشريعية والقضائية دورها كما ينبغي أن يكون..!

في نفس الوقت فنحن على مختلف توجهاتنا وتنوع مشاربنا ومذاهبنا نضع أخطاء الماضي نصب عيوننا لنتخذ منها العظة والعبرة منعا لتكرارها.. فلم يعد لدينا الوقت الذي نضيعه فيما لا يفيد..!

وها هي سيناء يتحقق لأرضها وأهلها الأمن والأمان والاستقرار بعد تخطيط وتنفيذ العملية الشاملة 2018لمواجهة الإرهاب .. كما بدأت صروح التنمية ترتفع يوما بعد يوم.

أيضا المشروعات القومية العملاقة أصبحت من أهم سمات المجتمع الحضاري الذي نقيمه بسواعد أبنائنا وعقول رجالنا وكد واجتهاد كل شاب

 وشابة.

على الجانب المقابل لقد بدأنا توزيع الخريطة السكانية بحيث تتسع رقعة المساحة التي نعيش فوقها لتصبح 30% وهذا في حد ذاته أيضا.. فكر مستنير ورؤية ثاقبة وإن كان ذلك يستلزم طرح سؤال مهم:

*أين ذهب مشروع توشكى الذي سبق أن ملأنا الدنيا صياحا بشأنه وأقمنا الأفراح والليالي الملاح أملا في أن يستوعب أكبر قدر ممكن من السكان بما يسهم في حل أزمة ضيق المكان..؟

هل اكتمل هذا المشروع.. أم توقف في منتصف الطريق.. أم تم صرف النظر عنه نهائيا..؟

***

على الجانب المقابل .. فقد امتدت يد التطوير كذلك إلى الدبلوماسية المصرية  التي تم من خلالها إعادة صياغة العلاقات مع الشرق والغرب ومع الجيران والأشقاء .. عكس حقبة زمنية سابقة عندما كانت الخلافات تشتعل .. والمصالح تتباعد .

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن البسطاء من هذا الوطن وغير البسطاء يحيون القنصل العام المصري في جدة د.حازم رمضان ومستشاره القانوني ياسر علواني اللذين بذلا جهدا جهيدا في سبيل إعادة العجوز المظلومة " سعدية عبد السلام" التي كانت قد اتهمت زورا وبهتانا بتهريب حبوب مخدرة بعد أن استغل طيبتها وعفويتها  شيطان رجيم.

ولمن لا يعرف.. فإن الإجراءات في المملكة السعودية صعبة .. ومعقدة.. وتستلزم وقتا طويلا لحل مشكلة من المشكلات.. لكن والحق يقال لم يتوان القنصل المصري العام ولم يهدأ له بال على مدى أربعة شهور متصلة حتى حصل لها على البراءة النهائية وأوصلها عزيزة مكرمة إلى مطار جدة ومنه للقاهرة..!

هذه الدبلوماسية المتطورة هي التي  رسخت أركان العلاقات بيننا وبين مختلف دول العالم .

وبالمناسبة .. كم حاول من حاول غرس بذور الخلاف بيننا وبين السودان لكن يجيء دوما حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تنقية هذه العلاقات من أية شائبة .. بل يدعو للعمل على أن تزداد توثقا وترابطا لتبقى في الحفظ والصون..!

وانظروا مثلا إلى أمريكا حيث يغير الرئيس ترامب مواقفه في اليوم مائة مرة ومرة ولعل هذا قد بدا واضحا بعد

 لقائه الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أما نحن .. فيكفينا اعتزاز الدنيا كلها وتقديرها لكياننا ووجودنا وذلك لأننا أصحاب مبادئ لا تهتز ولا تتبدل.

***

              مواجهات

*مؤكد .. السعادة لا تباع ولا تشترى !

أما الشقاء فأنت الذي تصنعه بيديك.. وفي إمكانك التخلص منه إذا ما
أقمت خيوطا متينة مع الأمل والتفاؤل.

***

*كثيرون يعيشون على الهامش.. وكثيرون أيضا يتصورون أن بإمكانهم تغيير العالم بينما هم في حقيقة الأمر ليسوا سوى كائنات أصغر من "النملة"!

***

*نصيحة لكل أب :

لا تتدخل في تشكيل عقل ابنك.. بل اتركه صفحة بيضاء حتى تصقله التجارب التي يعيشها هو.. لا أنت..!

***

من أقوال الفيلسوف الفرنسي الشهير رينيه ديكارت:

Xلا تثق في البدايات .. فأصدق الكلام يقال في اللحظات الأخيرة.

**

*لا يقدر الأغبياء ما بأياديهم حتى يضيع منهم كل شيء..!

***

*المؤسف في الديمقراطية أنك مضطر لسماع الأحمق..!

***

*إيه حكاية طريق المنيا..؟!

كل يوم يلقى العشرات مصرعهم.. وسيادة المحافظ ولا هنا .. والمرور"غائب" والسائقون عادوا لتدخين الحشيش وشرب الكحوليات "عيني عينك" بعد أن اطمأنوا إلى أن حملات "الكشف" باتت في خبر كان..!

***

*أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر الشاعرة الكويتية سعاد الصباح:

كن صديقي .. كن صديقي.. فأنا محتاجة لميناء سلام

وأنا متعبة من قصص العشق وأخبار الغرام

وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر  المرأة تمثال رخام

فتكلم حين تلقاني..تكلم حين تلقاني

لماذا الرجل الشرقي ينسى حين يلقى امرأة

نصف الكلام

ولماذا لا يرى منها سوى قطعة حلوى وزغاليل حمام

ولماذا يقطف التفاح من أشجارها .. ثم ينام..

***

..و..و..وشكرا