*الصحافة الحرة.. للشهرة فقط!
*الرئيس يحاول أن يضع يده دوما على الحقيقة الغائبة..!
*اتهام ترامب وسائل إعلامه بالكذب والخداع والتضليل والجهل .. لا يأتي إلا إذا كان يعلم قبل غيره..أنها أبدا ليست مجردة عن الهوى
*المصالح هي التي تتحكم.. والحزبية تسيطر .. والانتخابات معركة مستمرة بين الاثنين الكبار
*فلينتبه العرب: ما يجري في العراق تدبير أمريكي –إيراني .. فلماذا يصمت المؤيدون والمعارضون عن الخفايا.. والمكائد..؟!
ليس سهلا .. أن يقع خلاف بين الرئيس وبين وسائل إعلامه والأصعب أن يزداد هذا الخلاف حدة يوما بعد يوم..!
أما الأغرب أن يستمر الرئيس ترامب في الهجوم على صحافة وتليفزيون وإذاعة بلاده .. حيث لا يكاد يترك مناسبة إلا أوسعها ضربا ومع ذلك فإن الرأي العام يعرف الحقيقة كاملة .. فالصحافة عندهم يتحكم فيها رأس المال.. وتسيرها المصالح الحزبية.. وتلعب الانتخابات الدور الرئيسي في توجيهها سلبا وإيجابا .
***
لكن ما يثير الدهشة أنه مازال يوجد بيننا بل وفي العالم العربي برمته من يتخذون من الصحافة الأمريكية .. مثلا وقدوة لا سيما فيما يتعلق بالحرية.. واتساع مساحة النقد .. والاستمتاع بميزة توفر المعلومات بينما الواقع يؤكد العكس.. وإلا ما زخرت ساحات الحكم عندهم بأخطر وأهم قضايا النشر على مستوى العالم كله..
ما علينا..
قبل أن يتوجه ترامب إلى هلنسكي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. أطلق تغريدة قال فيها: "لسوء حظي.. لن يكون مهما مدى نجاحي في هذه القمة..إذ لو تم منحي مدينة موسكو العظيمة كتعويض عن الخطايا والشرور التي ارتكبتها روسيا على مدار السنين فسوف يتم انتقادي بعد عودتي لأني لم أحصل على مدينة سانت بترسبرج معها..".
بالفعل حدث ما توقعه ترامب.. فقد انهالت ضده السهام فور عودته سواء من أعضاء حزبه أنفسهم.. أو الحزب الديمقراطي المنافس متهمين إياه بأنه حنث بوعوده الانتخابية بعودة "أمريكا العظيمة".. فالشواهد تقول إنه بدا أمام بوتين لطيفا .. وادعا.. حتى بعد أن سلمه الرئيس الروسي كرة كأس العالم في إشارة إلى أن مشاكل كثيرة معلقة باتت في ملعبه.. لم يحتج..ولم يعلق .. بل حتى لم يندهش .. ولم يستغرب..!
على الفور جاء الرد من الرئيس ترامب من خلال تغريداته إياها:
"كثير من وسائل الإعلام عندنا عدو للشعب وكل الديمقراطيين يعرفون كيف يستخدمونها للمقاومة والعرقلة.. وهذ ا هو السبب في وجود مثل تلك الكراهية والشقاق فيما بيننا"..!
وبذلك يكون ترامب قد وضع يده على الحقيقة الغائبة وهي أن وسائل الإعلام ليست خالصة النوايا .. بل ها هي تخضع للمؤثرات الحزبية وتسخر نفسها للدفاع عن مصالح هذا.. وكذلك الهجوم على توجهات ذاك في سلسلة متصلة تبدأ أولى حلقاتها يوم إعلان اسم الرئيس الفائز .. وحتى بداية الجولة الجديدة لانتخاب الرئيس الجديد بصرف النظر عن هويته ديمقراطيا كان أو جمهوريا .. أسود أم أبيض .. أو حتى بين بين..!
وإمعانا في الإغاظة.. فقد أعلن الرئيس ترامب أنه وجه الدعوة لنظيره الروسي لزيارة أمريكا ولقائه في البيت الأبيض لتشتعل موجات الغضب مرة أخرى..!
وإنصافا للحقيقة .. فإن الرأي العام بات يعاني من انقسام صارخ .. إذ أن هناك شرائح من المجتمع تؤيد ترامب في موقفه العدائي ضد الإعلام .. بينما يرى آخرون أنه بدون هذا الإعلام .. ما تفوقت أمريكا.. وتميزت.!!
***
على الجانب المقابل .. فإن أحدا لا يتعرض لأعمال القرصنة التي تمارسها الإدارة ومعها الكونجرس وغيرهما من المؤسسات الدستورية ضد شعب من الشعوب.. بل ثمة ارتياح جماهيري بأن السطو على ثروات الآخرين.. أمر عادي.. أو بالأحرى ضروري..!
لذا.. فإن هذا الغليان الذي يعيشه العراقيون حاليا يلقى تجاهلا كاملا من جانب الأمريكيين الذين ينتظرون في لهفة شلالات البترول وهي تتدفق كاملة غير منقوصة من البصرة.. أو الموصل..حتى واشنطن أو لوس أنجلوس..!
الأمريكان منهم من يعرف أن حكومتهم التي تشن الحرب الضروس ضد حكام إيران.. هي نفسها التي تساند هؤلاء لإثارة القلاقل وتدبير المكائد ضد العراقيين وكذلك هناك الكثيرون لا يعرفون.
وليس مستبعدا أن يسقط العراق من جديد في براثن "الغزاة" ليقبض الرئيس ترامب الثمن مرات عديدة .. مرة كتعويض عن خسائر الحرب ضد صدام حسين.. وأخرى مقابل احتلال بلاده للأرض والبشر سواء بسواء..!
ثم..ثم..فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
*وهل العراقيون.. أو العرب عموما.. يدركون ماذا يجري سرا وعلانية..؟!
للأسف.. الغالبية العظمى تدري وتعلم لكنها تغض الطرف .. بينما الأغلبية لا تملك سوى التنديد والشجب والتهديد بأقسى الإجراءات ..!
وطبعا.. كله كلام x كلام.. ليستمر ترامب على نفس نهجه في نفس الوقت الذي تسير فيه كل وسيلة إعلامية على هوى من يدفع أكثر حتى تكتمل فصول المسرحية التي غالبا ما تأتي نهايتها "مفتوحة"..!
***
و..و..وشكرا