سمير ِرجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " أناس يتطلعون إلى نمو اقتصادي 5،5 %"

بتاريخ: 28 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أناس يتطلعون إلى نمو اقتصادي 5،5 %

وتحويلات أبنائهم 28 مليار دولار واحتياطياتهم النقدية 40,5 مليار

*ألا يطمئنوا إلى حاضرهم ومستقبلهم ويتفاءلون بالخير دون أن يشغلوا بالهم "بالهيافات"؟!

*برافو.. هذه الرؤية:

مؤسسات دولية للتأمين ضد مخاطر تقلبات أسعار البترول

*أخيرا.. نحن قادرون على حماية ملاحتنا في البحر الأحمر.. ولكن

تهديد الحوثيين للسفن العابرة

ألا ينبئ بأن حرب اليمن تدخل نفقا أكثر إظلاما؟!

دعونا في البداية نتصارح مع أنفسنا ونقول إنه حينما كنا نسمع بأن نسبة النمو الاقتصادي في طريقها لتصل إلى 4,5 % أو 5% غالبا لم نكن نعير اهتماما لما يترامى إلى آذاننا.. فالاقتصاد –كما نعلم- مر بمراحل صعبة وعصية .. وليس من السهل أن يتعافى خلال فترة وجيزة فما بالنا.. والبلد شهد على مدى ست أو سبع سنوات.. اضطرابات وقلاقل.. وأعمال عنف.. وتهديدات للمستثمرين .. ثم.. ثم.. يكفي أنه حكمها خلال حقبة كئيبة من تاريخها جماعة إرهابية بغيضة اسمها الإخوان المسلمين.

***

لكن ها هي الحقائق تتحدث عن نفسها والتي تشهد بها المؤسسات الدولية في العالم بل الحكومات أيضا.

لقد وصلنا إلى نسبة نمو اقتصادي تبلغ 5,4 % .. وفي الطريق لتصل إلى 5,5% وهي نسبة ليست ضئيلة.. تحاول كثير من الدول بلوغها بأدوات عديدة ووسائل متنوعة.. ولعل الكثيرين لا يعرفون على سبيل الحال أن أمريكا بجلالة قدرها تبلغ نسبة النمو الاقتصادي لديها 2,1 %.. وبريطانيا 2% وأستراليا 3,1% وإسبانيا 3,4% وفرنسا1,3% .. ربما تكون الهند أوفر حظا وأشد صلابة إذ تبلغ النسبة 7,5 % !

لكن السؤال: ماذا أستفيده أنا.. وتستفيده أنت من ارتفاع أو انخفاض نسبة النمو الاقتصادي..؟!

العلم يقول إنه كلما ازدادت نسبة النمو الاقتصادي انعكست تلك الزيادة على شتى مجالات الحياة.. حيث تتوفر فرص العمل ويتحقق الاستقرار.. وتنخفض احتمالات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية .

النمو الاقتصادي يعني باختصار شديد التغير الإيجابي في قيمة السوق والبضائع  والخدمات المنتجة.

إذن .. ها هي نسبة النمو الاقتصادي تخطو في تؤدة للأمام .. في نفس الوقت الذي بلغت فيه تحويلات المصريين للخارج هذا العام 28 مليار دولار مقابل 17 مليارا في العام الماضي .. كما وصلت احتياطياتنا النقدية 4,5 مليار دولار .. أي ما يعادل 713 مليار جنيه..!

كل ذلك ألا يدعونا للاطمئنان إلى حاضرنا ومستقبلنا.. بل يفتح أمامنا دوائر الأمل أكثر وأكثر .. باعتبار أننا استطعنا والحمد لله تجاوز عقبات الماضي.. وتكاتفنا سويا.. وتلاحمت أيادينا .. وتفاعلت عقولنا لنصل إلى ما وصلنا إليه.. وإن شاء الله القادم أفضل وأفضل..!

***

وإذ ا كان الشيء بالشيء يذكر فإني أحيي الحكومة الحالية على سعة رؤيتها بعقد اتفاقات مع بنوك ومؤسسات دولية للتأمين ضد مخاطر تقلبات النفط..!

وحجة الحكومة في ذلك أنها حددت سعر برميل النفط في الموازنة الجديدة بـ67 دولارا بينما تجاوز السعر حاليا 74 دولارا فكيف يتم التعامل مع هذا الفرق في كل برميل واحد..؟!

 على أي حال نرجو أن تنجح الحكومة في عقد هذه الاتفاقات حتى لا تفاجأ بأعباء جديدة لم تكن في حسبانها..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فها هم الحوثيون يهددون الملاحة في البحر الأحمر.. حيث قاموا بالاعتداء على ناقلتين سعوديتين وقد يستمرون في هوسهم أكثر وأكثر.. ويكررون المحاولة مرة أخرى بصرف النظر عمن يستهدفون..!

وللعلم وحتى يعرف القاصي والداني .. مصر قادرة والحمد لله بجيشها القوي وقواتها البحرية المزودة بأحدث المعدات وخيرة البشر على حماية كل ما له صلة بها سواء في البحر أو الجو أو الأرض.. "فتذكروا يا أولى الألباب"..!

على الجانب المقابل.. فإن تطورات الأحداث بهذه الصورة.. ألا تنبئ بأن حرب اليمن تدخل نفقا أكثر إظلاما..؟!

الحرب هي الحرب.. نيرانها تزداد اشتعالا .. كلما انطلقت الصواريخ .. وصهلت المدافع ودوى أزيز الطائرات .. وبالتالي الأفضل والأفضل.. محاولة التوصل إلى اتفاق سلام عسى أن يتوقف نزيف الدماء والمال ويجد الاقتصاد منفذا للنجاة من انهيار مؤكد ويتفرغ الساسة بعد أن شبعوا صراعا ونزاعا واقتتالا لإعادة بناء الأوطان من جديد..!

إنها نصيحة خالصة.. واللهم قد أبلغت.. اللهم فاشهد.