سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "فليموتوا بغيظهم .. هم أهل شر .. ونحن رواد خير ونماء"

بتاريخ: 28 يوليه 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*فليموتوا بغيظهم .. هم أهل شر .. ونحن رواد خير ونماء

*هذه المحطات الكهربائية الأحدث عالميا.. أشواك في عيونهم.. وساء ما يفعلون

*لم يكن سهلا تفجير مصر من الداخل.. ولديها هذا الجيش القوي.. وذلك الشعب متلاحم الصفوف

*الشائعات سلاح العاجزين.. ولكن:

التعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم

وعيب ألف عيب.. أن يعيش بيننا أمي واحد!

*ادرسوا جيدا كلام عالم الاجتماع الشهير"ماكس فايبر"

الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي

*الإرهابيون تظاهروا بالمصاحف يوم29 نوفمبر 2014

وأطلقوا إشاعات كاذبة.. لكنهم سرعان ما عادوا خائبين !

*ثم..ثم.. هذه التهديدات النارية بين ترامب وروحاني

هل تخفت فجأة.. كما اشتعلت فجأة ..؟!

*داعش تعود للعراق بأطفال عمرهم 15 سنة يفجرون أنفسهم.. إنه الجنون كله..!!

الدولة القوية يصعب اختراقها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

هذه الدولة .. قوامها شعب متلاحم الصفوف .. وجيش على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة والتدريب.. يملك من الأسلحة والمعدات ما يجعل ضباطه وجنوده دائما في مواكب المنتصرين..!

من هنا.. لقد لطم الإرهابيون ومن يؤيدهم .. ويساندهم وينفق عليهم ببذخ وسخاء الخدود عندما أدركوا وأيقنوا أن هذا الوطن عصي على السقوط .. وكيف يسقط.. وهو الذي وقف منذ قديم الأزل حائط صد أمام كل من حاول الاقتراب من ترابه وحدوده أو فكر في العبث بمقدرات أبنائه وبناته..؟!

الآن .. فلنتأمل أبعاد الصورة جيدا:

في الجانب الخلفي البعيد كان يقف أهل الشر خزايا .. فزعين.. حائرين.. كل ما لديهم إطلاق الشائعات وفبركة الروايات .. وإطلاق الأكاذيب .. فماذا عساهم فاعلين..؟!

هم الآن منبوذون .. مطاردون... ممزقو الأوصال بينما مصر الفتية.. القوية.. ذات الإرادة الصلبة.. والعزيمة التي لا تهن ولا تلين.. تبني وتشيد.. وتقيم الصروح في كل وقت وحين..

ولعل أقرب مثل.. هذه المحطات الكهربائية العملاقة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس والتي تعد وفقا لشهادة أهل العلم والمعرفة..الأحدث في العالم..!

إنها مشروعات واقعية.. تضيء الكون في فخار ومباهاة.. بينما أهل الشر يتوارون لأنها بمثابة أشواك في عيونهم تزيدهم عمى فوق عمى.. وإظلاما ما بعده إظلام ليظلوا الآن وغدا وبعد غدٍ يتجرعون سموم الهزيمة والعار.. وحقا ساء ما يفعلون.. حيث ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم". صدق الله العظيم.

و..و..والأيام بيننا.

وإذا كان الإخوان الإرهابيون مازالوا يعيشون على أوهام كاذبة منها إطلاق الشائعات بغية إثارة الفتنة بين فئات المجتمع .. فهم يثبتون بذلك أنهم كانوا وسيظلون يعيشون أسرى أفكار بالية .. وممارسات بغيضة.. تجاوزها التاريخ بشتى مراحله وحقباته.

إن الشائعات في واقع الأمر لا تعدو أن تكون سلاح العاجزين .. فما أسهل أن ينزوي فرد أو مجموعة أشخاص داخل وكر من الأوكار.. أو زاوية من الزوايا ليتداولوا فيما بينهم خرافات ما أنزل الله بها من سلطان ثم يكلفون بعضهم البعض بترديدها في الأماكن العامة والخاصة .. فهل هم بذلك يغيرون الواقع..

دعوني أقدم لكم نموذجا من نظريات عالم الاجتماع الألماني الشهير "ماكس فايبر"التي يوضح فيها تعريف الإشاعة ويحدد نوعية المتعاملين معها.

يقول فايبر: الإشاعة يؤلفها الحاقد .. وينشرها الأحمق.. ويصدقها الغبي..!

إذن ماذا يريدون أكثر من ذلك.. فأهل الشر الذين يعنوننا وفقا لتصنيف العالم الألماني.. إما حاقدون أو حمقى.. أو أغبياء..وبديهي نحن كشعب ليس من سماتنا أبدا الغباء.. وبالتالي فإن المنطق يفرض علينا .. ألا ننتبه لمثل تلك الترهات.. بل نمضي في طريقنا طريق الخير والرخاء ونحن متفائلون بأننا سوف نجني قريبا.. وقريبا جدا.. أطيب الثمار..!

أما بالنسبة للفريقين الآخرين .. فنحن نربأ بأي منا أن يكون واحدا منهما..!!

***

أيضا.. لقد ذكر فايبر ضمن ما ذكر .. أن الشائعات لا تنتشر إلا في أوساط الذين لم ينالوا حظا وافرا من التعليم..!

من هنا.. فنحن نعود لنكرر : التعليم..التعليم .. إذ أن تطويره وتحديثه لا يقودنا فقط إلى عالم أرحب وأوسع ..  بل يغلق الأبواب أمام أفعال الموتورين.. والحاقدين..والذين جبلوا على إحاكة المؤامرات الخسيسة والدنيئة..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فأحسب أنه قد آن الأوان لمواجهة ظاهرة الأمية مواجهة حاسمة وباتة.. وفاعلة .. وقاطعة..

عيب وألف عيب .. أن يكون بيننا ونحن نعيش هذه المرحلة الزمنية من تطورنا ونهضتنا رجل أو امرأة يجهلان القراءة والكتابة.. فما بالنا بـ 18 مليونا ..؟!

لا .. وألف لا ..

وللعلم.. نحن إذا قررنا .. وعقدنا العزم .. فسوف نفعل بإذن الله ومشيئته..!

***

على الجانب المقابل.. فإن استرجاعنا للأحداث يبين لنا كيف أن جماعة الإخوان عندما عمدت إشاعة الفوضى والعنف في شوارعنا ومدننا وقرانا .. لم تكتف بارتكاب عمليات القتل والسحل والتذبيح.. بل أخذت تصدر معها روايات كاذبة .. وقصصا خادعة ومضللة مثلما حدث يوم 29 نوفمبر عام 2014 الذي أطلقوا عليه "جمعة المصاحف"..

في هذا اليوم سفكوا دماء من سفكوا دون أن يتورعوا عن الادعاء زورا وبهتانا باقتحام سجن طرة وقطع طريق السويس وإشعال النيران في المحكمة الدستورية .. وطبعا كله كذب xكذب ..!

باختصار شديد .. واستنادا إلى تلك الحقائق جميعها .. فنحن لا ينبغي أبدا أن نهتز.. أو يجرفنا تيار الأكاذيب .. أو حتى نتوقف أمام..لعبة سخيفة دنيئة من ألاعيبهم..!

إن مصر سوف تبقى بإذن الله وفضله بين الحنايا وبين الضلوع وفوق الجبين وليخسأ الخاسئون.

***

ثم.. ثم.. دعونا نعبر الحدود.. لنعرف أين نضع أقدامنا بالضبط ونحدد قدر الإمكان .. الفوارق بيننا وبين غيرنا..!

الآن .. المعركة تزداد اشتعالا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس إيران .

هذه المعركة تستخدم فيها أقذع العبارات في تاريخ النظريات السياسية بما تحمله من تهديدات سافرة بين هذا.. وذاك.

روحاني قال إن الحرب مع بلاده ستكون أم الحروب .. فما كان من ترامب إلا أن رد عليه بلهجة أعنف وأشد:

*إياك أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى .. وإلا فستواجه عقوبات وخيمة لم يشهدها سوى قلة عبر التاريخ.. لم نعد دولة تتهاون مع عباراتكم المختلة بشأن العنف والموت .. "احترسوا".

 على أي حال ليست هذه هي المرة الأولى التي يتبادل فيها الأمريكان والإيرانيون مثل تلك العبارات.. وإن كانت اليوم وصلت التهديدات أقصى ذروتها.. وبالتالي يثور السؤال:

*هل ستخمد النيران المشتعلة.. أم العكس..؟

أنا شخصيا أرى أنه سرعان ما سيتراجع الطرفان .. فلا أمريكا ستغامر بشن الحرب ضد إيران التي بدورها سوف تخشى الوقوع في المحظور.

لكن ما كان أغناهما عن كل ذلك .. لو اتبعا سياسة واضحة .. نظيفة .. بدلا من إشاعة هذا المناخ من التوتر.. والريبة.. والخوف من المجهول..!

بديهي.. مثل تلك السياسة لها رجالها.. وأدواتها .. ومريدوها..!

أما العراق فحكايته حكاية .. فبالرغم من هذه الحرب الكلامية والتهديدات بين أمريكا وإيران فإن الاثنتين متفقتان على وأد البقية الباقية من الآمال لدى العراقيين بعد أن تفرقوا إلى شيع وأحزاب وكتل وجماعات متناثرة..!

هذا الهجوم الذي وقع ضد محافظة أربيل في إقليم كردستان يعكس دلالات خطيرة .. ومؤشرات أخطر..!

لقد قام به صبيان.. لا يتجاوز عمر الواحد منهما خمسة عشر عاما وقد ارتديا أحزمة ناسفة .. وفجرا جسديهما ..!

كان العالم بما فيه الأمريكان والروس والعراقيون.. و..و..يتصورون أن تلك الظاهرة قد توارت أو اختفت .. فإذا بها تعود وسط تكهنات بأنها من فعل الدواعش..؟!

يعني.. هذه الحروب.. وأولئك اللاجئون وتلك البيوت التي تهدمت فوق رؤوس قاطنيها .. ذهبت هباء منثورا..!

أيها العالم.. شيء من العلم.. وقليل من الفكر السديد..وابتعاد عن لغة القنابل والرصاص لعل وعسى...!

لكن من يقرأ.. ومن يسمع..؟!

***

في النهاية اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:

من أين نبدأ يا مصر الكلام

وكيف نلقي عليك السلام

قبل وقفة الاحترام

لأن في عينيك الأيام والأعلام

والأقلام والأعوام

قبل أن يدخل جوهر الصقلي مصر كان عبدا مملوكا

فلما دخلها صار يحكم ملوكا

في مصر تعانقت القلوب

وتصافح المحب والمحبوب

والتقى يوسف ويعقوب

فصفق الدهر ليوسف منشدا

وغنى الزمان له مغردا

وخروا له سجدا..

***

و..و..وشكرا

***

(أرجو في برواز أسفل المقال 3 عمود وشكرا شكرا جزيلا)

الثوري يوسف صديق.. ونجله الرائد حسين.. وابنته نعمت وزوجها عبد القادر شهيب

في بداية الستينيات جمعتني صداقة مع ضابط شرطة دمث الخلق خفيض الصوت.. بالغ التواضع اسمه الرائد حسين صديق .

في ذلك الوقت كنت محررا للطيران في " الجمهورية" .. وهو يعمل في شرطة السياحة بمطار القاهرة.

التقينا كثيرا..وتحاورنا مرارا.. وجمعتنا سويا مناسبات عديدة.. لكني طالما أحسست أن في قلب صديقي سرا يخفيه حتى تجرأت يوما وسألته :

من أنت بالضبط ؟

وبعد أخذ ورد .. عرفت أنه ابن العمود الأساسي لثورة يوليو .. البكباشي يوسف صديق..!

أحسست بنبرات الأسى في حديثه عن  الوالد البطل رحمه الله وعن المعاناة التي عاشها بعد أن أدى مهمته بنبل وشجاعة وإخلاص.

ثم.. تمر السنون لتفرق بيننا أنا وحسين .. حتى تذكرته بالأمس.. والرئيس السيسي يكرم اسم والده ويمنحه قلادة النيل.

وها أنا ذا على يقين بأن روح حسين الذي لقي ربه وهو في ريعان الشباب سوف تقر وتهنأ بهذا التكريم الذي جاء متأخرا ومتأخرا جدا..

نفس الحال بالنسبة لشقيقته " نعمت" زوجة الزميل الكاتب الصحفي الكبير عبد القادر شهيب الذي سخر قلمه هو الآخر للدفاع عن الحقوق..حقوق الإنسان أينما جاء .. وأينما ذهب..!

رحم الله كلاً من الأب يوسف صديق.. والابن حسين صديق والابنة نعمت صديق .. وأطال الله في عمر عبد القادر شهيب الصهر الكريم لأسرة بالغة العطاء قمة في الوطنية والإيثار والفداء.