*القوة.. جيش وشعب معا
*لولا شجاعة الرجال.. ما تحقق نصر أكتوبر 1973
*ولولا الثقة البالغة في النفس.. ما عادت مصر لأبنائها عام 2013
*ولولا إقدام القائد وإدراكه الواعي لمعنى التضحية لظلت عصابة الإخوان تجثم فوق صدورنا سنوات وسنوات
*الاحتفال بالعيد السابع والأربعين لنصر أكتوبر تأصيل لمفاهيم عديدة.. وترسيخ لمبادئ لا تتغير أبد الدهر
*ثم..ثم.. لا تنسوا أن هزيمتنا لكورونا كانت بفضل إرادة وبسالة هذين العملاقين الأساسيين
اتفق القادة العسكريون الكبار الذين عاشوا هزيمة 1967 وخططوا لحرب 1973 ونفذوا عملياتها العسكرية وشاركوا فيها أن الهزيمة كانت عاملا أساسيا من عوامل النصر فمن تداعياتها تدفقت أحاسيس الرغبة في القصاص ومن سلبياتها تولد الإصرار على إعادة بناء القوات المسلحة وفقا لأحدث النظم.. وآخر تطورات العصر.
***
لقد اتفق في ذلك كلٌ من المشير أحمد إسماعيل والفريق أول محمد فوزي والفريق محمد عبد الغني الجمسي والفريق سعد الدين الشاذلي ويبدو أنهم جميعا استلهموا آراءهم وفكرهم من نبع ثورة يوليو 1952 والتي كان من أهم أهدافها إقامة جيش وطني قوامه رجال مصر وشبابهم.. ومزود بالأسلحة والمعدات التي رفضت وقتها أمريكا بيعها لنا فإذا بقادة الثورة يتجهون إلى المعسكر الشرقي كما كان يسمى في ذلك الوقت برئاسة الاتحاد السوفيتي للحصول على ما نريد.
من هنا.. نخلص بأن القوة يصنعها جيش قوي رأسماله وطنية خالصة.. ومن حوله شعب يوقن أن الله سبحانه وتعالى حباه من الميزات والخصال والمقومات ما يجعله دائما قادرا على اقتحام الصعاب.. وعلى مواجهة المعتدين بكل الجرأة والثبات والحسم..
هذا الجيش القوي.. وذلك الشعب الذي لا ينكسر.. ولا يخضع ولا يستسلم هما اللذان صنعا نصر أكتوبر عام 1973 الذي أبهروا به العالم أجمع وهنا يجب أن يكون واضحا أن كلا من الجيش والشعب تعاهدا فيما بينهما على ألا يضم سجل تاريخهما سوى النصر والنصر المبين.. أما الهزيمة فلا عودة لها بأي حال من الأحوال.
***
ولقد ظل هذا العهد يترسخ سنة بعد سنة وشهرا تلو آخر.. وجيلا وراء جيل.. حتى جاءت لحظة أخرى من لحظات الاختبار الحقيقية لتحديد الخط الفاصل بين الوجود أو إثبات الوجود.. وبين السكون والرضا بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان..!
لحظة الاختبار هذه جاءت يوم أن ظهر القائد المقدام الذي قرر أن يخلص وطنه وشعبه من عصابة إرهابية قفزت على السلطة في غفلة من الزمن.
حمل المصري الأصيل رأسه فوق كتفه غير عابئ بما يمكن أن ينتهي إليه المصير.. بل ركز جل همه على اقتلاع جذور الشر والضلال والبهتان.
تقدم الفريق أول عبد الفتاح السيسي رافعا سلاح الثقة بالله وبالنفس وبداخله إيمان عميق وإدراك واعٍ بمعاني التضحية في سبيل الوطن والناس فكان له ما أردنا وما أراد..
لقد عادت مصر إلى أهلها بأرضها وسمائها وتراثها وثرواتها وتاريخها الأبيض الناصع وبذلك يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استثمر أحد أهداف ثورة يوليو الأساسية في بناء جيش قوي أفضل استثمار واستلهم من إرادة أصحاب الحق الأصليين ومن صبرهم ومن عزمهم ومن قدرتهم الفائقة على التحدي إستراتيجية بناء مصر الحديثة والتي ما يمكن أن تخرج إلى النور إلا بعد زوال كابوس الإخوان الثقيل والذين توهموا أنهم سوف يجثمون فوق صدورنا حتى نهاية العمر.. إلى أن جاء "المخلص" ليعيدهم إلى سيرتهم الأولى مشتتين مطاردين ممزقي القلوب والعقول والذي لولاه ما كان قد تحقق ما تحقق ولظللنا حتى الآن ندفع من أمننا واستقرارنا ودمائنا وعرضنا الكثير والكثير..!
***
والآن بعد سرد تلك الحقائق الواضحة والتي لا تقبل لبسا ولا تأويلا دعوني أجيب عن السؤال الذي يتردد أحيانا على ألسنة أصحاب النوايا الحسنة وأحيانا أخرى يأتي ممن تعودوا على إثارة الغبار وسط المناخ النظيف الرائق..
السؤال يقول:
لماذا نحتفل حتى الآن بعيد نصر أكتوبر.. وبالعام 47 تحديدا..؟
دون تزويق ودون تحيز لأنفسنا أقول إن هذا الاحتفال الذي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يستمر أبد الدهر يؤصل كافة المفاهيم التي أشرنا إليها سابقا..وهذا ما نفعله حاليا وما سنفعله خلال الأعوام القادمة ومن بعدنا يسير على نفس النهج الأجيال المتعاقبة.
***
أخيرا.. تبقى نقطة مهمة على سطر النور والأمل والتفاؤل ..!
وأقصد بها هزيمتنا للفيروس الشقي كورونا..!
أرجوكم.. أن تضعوا في اعتباركم أن هذه الهزيمة لم تأت من فراغ.. بل جاءت نتاج عوامل متعددة وكثيرة.. ومترابطة مع بعضها البعض .. القوة والقدرة وتلاحم الصفوف.. والقيادة الواعية الشجاعة.. ثم..ثم.. المواجهة التي تعتمد على العلم والعمل والإيثار والمشاركة الوجدانية..
وكل عام وأنتم بخير.. ويبقى نصر أكتوبر دائما وأبدا .. حافزا ونموذجا ونهجا.. وسلوكا ونظرية وتطبيقا.
***
و..و..وشكرا
***