*نصيحة لمن قرأ.. ومن لم يقرأ
*أعيدوا لذاكرتكم كتاب هنري كيسنجر
*تليفونات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية لم تتوقف عن رنين صيحات الاستغاثة وصراخ المطالبةبالدعم العسكريالفوري..لإسرائيل
*وأيضا.. لمنيعلم.. ومن لا يعلم
*الرئيس السيسي أصاب.. وحقق الأهداف الغالية بتزويد الجيش المصري بأحدث الأسلحة لكي تبقى مصر دائما وأبدا أبية مرفوعة الرأس عصية على من يفكر في الاقتراب
لم يتصور يوما مؤيدو إسرائيل والمتحيزون لها والمدافعون عنها بسبب وبدون سبب في المحافل الدولية.. أنها نفسها التي أخذت حكومتها تولول وتصرخ وتستغيث بعد أن عبر الجيش المصري قناة السويس.. وحطم خط بارليف ورفع رايات النصر عالية فوق أرض سيناء الغالية.
من هنا.. فإني أنصح كل مواطن عربي بأن يقرأ كتاب هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق والذي يحمل عنوان "سنوات في البيت الأبيض"..!
نعم.. هناك ولا شك كثيرون ربما يكونون قد قرأوا الكتاب.. وأيضا يوجد كثيرون لم يقرأوه وبالنسبة للفئة الأولى فإن إعادة قراءة الكتاب لاسيما في هذه الحقبة الزمنية مهمة.. وضرورية وليتأكدوا أنهم سوف يتوقفون أمام حقائق عدة ربما مروا عليها سراعا خلال قراءتهم الأولى.
أما بالنسبة للفئة الثانية والتي تضم الساسة وأساتذة الجامعات وطلبتها ومعهم الإعلاميون والمراقبون عن بعد فلابد أن يوقنوا مسبقا أن الوقت الذي سيستغرق قراءتهم للكتاب لن يضيع هباء بل بالعكس سوف يفيد ويفيد كثيرا..!
***
أهم ما ذكره هنري كيسنجر في الكتاب أن تليفونات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية كانت لا تنقطع عن الرنين ليلا ونهارا اعتبارا من يوم السابع من أكتوبر عام 1973 وكلها تنقل نداءات ومناشدات الحكومة الإسرائيلية فردا فردا.. لواشنطن بسرعة إنقاذها بعد هذا الاجتياح المفاجئ للقوات المسلحة المصرية والذي أسفر عن فقدهم 400 دبابة و50 طائرة وأخذ الإسرائيليون يلحون بضرورة إرسال ما يوازي هذا العدد خلال يومين على الأكثر.
يضيف كيسنجر: لم يكن من السهولة بمكان تحقيق هذا الطلب حيث يتطلبالأمر توفير عدد من طائرات النقل التي لم تكن جاهزة وقتئذ في التو واللحظة.. واضطروا للاتفاق مع شركات طيران خاصة لكن بعضها اعتذر عن عدم أداء المهمة خشية وضعها في القوائم السوداء.
كل ذلك.. والإسرائيليون لا يكفون عن النواح حتىتمكنت أخيرا أمريكا من إقامة جسر جوي نقلت من خلاله الدبابات والطائرات المطلوبة.
***
الأهم والأهم فقد كشف كيسنجر أن لا أجهزة المخابرات الأمريكية ولا الإسرائيلية كانت تملك المعلومات الدقيقة فعندما اتصل بالمسئولين فيهما شخصيا حول الحشود السورية والمصرية على الحدود جاء الرد بأنها مجرد مناورات عادية.
ويقول السياسي المخضرم: وعندما طلبت من رجال المخابرات في الدولتين توضيح أسباب رحيل الخبراء السوفيت من مصر وسوريا في وقت واحد أجابوا ربما نتيجة بعض الخلافات..!
وسألهم كيسنجر: هل من المعقول أن تحدث خلافات هنا وهناك في وقت واحد.. وخلافات تؤدي إلى طرد الخبراء.. أو إجبارهم على المغادرة..؟
***
وهكذا أعود لأقول إن قراءة كتاب كيسنجر أو إعادة قراءته تؤكد كيف أن مصر هزمت الجيش الذي وصفوه بأنه لا يقهر وحتى تحطيم خط الصدالمنيع الذي زعموا أن القنابل النووية لا تقدرعلى تحطيمه.
طبعا.. الكتاب مر عليه عدة سنوات لكنه مع ذكرى الاحتفال بعيدانتصارنا يجد المرء متعة ما بعدها متعة في استعادة بعض المعلومات التي تضمنها والتي أهمها تلك التي أشرت إليها آنفا.
***
على الجانب المقابل فإن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يظل الجيش المصري في مقدمة الجيوش القوية تعدادا وإعدادا وتدريبا جاء من أجل أن تبقىرمال مصر وصحراؤها ووديانها ونيلها عصية على كل من يفكر في مجرد الاقتراب.. وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسي مرارا وتكرارا بأن مصر دولة غير معتدية لكنها تريد أن تحافظ على مصالحها وأمنها القومي..
***
وكل عام وشعب مصر وجيش مصر وقائد مصربألف خير..
***
و..و..وشكرا
***