*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*نعم.. وألف نعم.. مصر مثار تقدير واحترام العالم
*للجيش القوي والشعب المتلاحم.. والقائد المقدام.. يرفع الجميع قبعاتهم
*منذ 47 عاما تحولت مشاعر العطف والتشفي إلى سياساتالإكبار والإجلال
*والآن عندما تعلي مصر صوت الحق.. هل يجرؤ مقامر أو مغامر على الاقتراب..؟
*كتاب الفريق يوسف عفيفي الذي أهداه للرئيس السيسي يقدم أحلى النماذج للمقاتلين فوق العادة
*ها هي صروح التنمية تنتشرفوق شتى ربوع الوطن
*"ترامب أمريكا" يحير مؤيديه ومعارضيه معا..!
*كورونا مصر تنسحب في هدوء وعلى استحياء
*أفراح الفنانات وأخواتهن..!
*هل هذا وقته.. أزمة الأوليمبية ومرتضى..؟!
لقد اعترفنا منذ سنوات مضت وبالتحديد بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر بأن هزيمة يونيو أضعفت كواهلنا.. وأثقلت ظهورنا ودفعت الصديق قبل العدو ينظر لنا إما نظرة عطف وشفقة.. أو نظرة تشفي وتهكم..!
ولقد عانينا جميعا.. ونحن في صدر شبابنا من المصير الذي انتهينا إليه بعد هذه الهزيمة النكراء .. وكم كنا نغالب دموعنا ونحن في رحلات عمل للخارج محاولين تبرير أسباب النكسة.. كما كان أهل الحكم في ذلك الوقت ينسبونها للخداع السوفيتي.. والانحياز الأمريكي للعدو وشماعات أخرى عديدة لم تكن تقنع أحدا لاسيما السياسيين والعسكريين والإعلاميين..!
وذات مرة كنا في مدينة برلين عاصمة ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت.. وقف أستاذ في العلوم السياسية اسمه روبرت كوخ-كما أتذكر- يقول في صراحة وبصوت مرتفع:
نصيحة للأخوة المصريين.. تأكدوا أن العالم لا يعترف إلا بالأقوياء.. أما الضعفاء فليس لهم مكان على خريطة هذا العالم سواء اليوم أو غدا.. أو حتى بعد سنوات..
لذا.. عليكم تقوية جيشكم وضرورة تسلحكم بآخر تطورات العلم وأن تغرسوا في نفوسكم -وهذا هو الأهم- أعلى درجات الثقة بالنفس والتعهد بأنكم لابد أن تنزلوا الهزيمة بمن سبق أن هزموكم.
ولم تكد تمر سوى شهور قليلة حتى حقق الجيش المصري معجزة النصر في 6 أكتوبر عام 1973 وقد دار بمخيلتي وقتئذ عما سيكون رد الفعل عند أستاذ العلوم السياسية الألماني الذي لابد وأن مشاعر السعادة والارتياح قد غمرته كما غمرتنا نحن المصريين.
***
بالأمس قال الرئيس عبد الفتاح السيسي كلاما مباشرا ومؤثرا ونابعا من قلب صادق ليتجه لقلوب خالصة مفعمة بالحب والولاء والإيثار والتضحيات الغالية.
قال الرئيس من بين ما قال:
تعلمنا أن الحق الذي يستند للقوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية.. وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه.. وقادر على حمايتها ولقد علمنا نصر أكتوبر المجيد أن الأمةالمصرية قادرة دوما على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين.
والرئيس السيسي -ولا شك- عبر عن الواقع الذي تعيشه مصر والمصريون حاليا.. فها هي مثار تقدير واحترام العالم.. وطبعا لم يأت هذا من فراغ بل صنعه جيش قوي -والحمد لله - وشعب متلاحم متوحد الصفوف وقائد مقدام لا يخشى في الحق لومة لائم ويتحلى بالجرأة والشجاعة مع حسن تقدير الأمور.. فكانت النتيجة أن رفع الشرق والغرب قبعاتهم إجلالا وتقديرا وإكبارا.
***
وبالتالي عندما ترفعمصر صوت الحق الذي يستند -ولا شك- للقوة فلا يجرؤ أبدا مغامر.. أو مقامر على المكابرة بل الأهم والأهم.. أن من يفكر مجرد التفكير في الاقتراب من هذه الأرض.. يعرف مسبقا أنه سيعود من حيث أتى مذموما.. يجر أذيال الخيبة والعار.
***
وإذا كان الشي ء بالشيء يذكر فقد كان الفريق أول يوسف عفيفي أحد أبطال حرب أكتوبر أصدر في عام 1992 كتابا بعنوان: "مقاتلون فوق العادة" قدم فيه نماذج من تضحياتأغلى الرجال وأشجع الضباط والجنود.. لدرجة أن أرملة أحد هؤلاء الشهداء بعثت للفريق عفيفي تشكره على ما ذكره عن زوجها الراحل وتقول له لم أكن أعرف تلك البطولات العظيمة التي قام بها إلا من خلال هذا الكتاب الذي تشع سطوره نورا وفخارا ومباهاة..والذي قام بإهدائه للرئيس السيسي يوم الاحتفال بالدورةالتثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة والتي حملت عنوان:" أكتوبر تواصل الأجيال".
ويقول الفريق عفيفي قائد الفرقة 19مشاه في حرب أكتوبر وهي إحدى الفرق الخمس التي عبرت قناة السويس يوم 6أكتوبر 1973:
نصر أكتوبر سيبقى صفحة مضيئة في تاريخنا جيلا بعد جيل.. فعندما خلصت النوايا وشحذت الهمم تحقق النصر المبين الذي أعاد للأمة العربية شرفها ونزاهتها واستعاد الفريق عفيفي ذكرياته مع معارك النصر التي كانت مصدرا للمهام التي قامت بها أسلحة الجيش المختلفة والتي انهارت أمامها حصون العدو الواحد تلو الآخر.. وهكذا يظل يوم 6 أكتوبر ملهما للإنسان المصري الذي يكد ويعمل ويجتهد ويبدع.. ويبتكر لتنتقل مصر مثلما أشار الرئيس السيسي إلى نهج التنمية الشاملة فها هي صروح الصناعة والزراعة والسياحة تعلو وتعلو.. مؤكدة بالدلائل والبراهين أن هذا الشعب الذي يعيش في حضن وطن كبير في منطقة صعبة وعالم مضطرب لقادر -بإذن الله ورعايته- على تحقيق الانطلاقات نحو عالم أرحب وأوسع يوما بعد يوم..
***
الآن اسمحوا لي أن أنتقل بكم من مصر المحروسة الغالية إلى عالم ما وراء المحيط الأطلنطي وأعني به أمريكا التي يصفونها مرة بالعالم الجديد.. وأخرى بعالم الحرية والديمقراطية.. وثالثة بعالم الإبهار.. والوفرة..!
عموما دعهم يصفون ما يحلو لهم.. لكن نحن هنا نتحدث عن واقع بنظرة المراقبين عن بعد في حياد وإيجابية وأيضا في ود ومحبة.
الرئيس الأمريكي ترامب يحير مؤيديه ومعارضيه سواء بسواء.
لقد انتقل الرئيس للمستشفى ثم سرعان ما غادره وأخذ يجوب الشوارع المحيطة به داخل سيارة مصفحة ضد الرصاص والفيروسات يعني لو دخلها فيروس فلا يخرج منها بل يظل قابعا مهددا ركابها..!
ثم..ثم.. بعد أربعة أيام يعود للبيت الأبيض ويخلع كمامته أمام الجماهير.. مكررا أن الشعب الأمريكي قادر على الانتصار على الفيروس بدون كمامة ودون عزل اجتماعي.
لذا.. الناس جميعهم لا يعرفون هل الرئيس على صواب والأطباء كلهم على خطأ أم العكس.. هو الصحيح..؟
وهل الرئيس قد تعرض للإصابة بالفيروس بحق أم مجرد تمثيلية.. وهل الرئيس بات على استعداد للمشاركة في المناظرة الثانية مع منافسه.. أم سيبحث عن مبرر للاعتذار..؟
في جميع الحالات ترامب يؤكد أنه الفائز في الانتخابات بسبب سياسته تجاه فيروس كورونا في حين أن معارضيه يقولون إن هذه السياسة هي التي أدت إلى مئات الألوف من المصابين وإلى أكثر من نصف مليون لقوا حتفهم..!
.. وتبقى الحقيقة تائهة.. أو غامضة.. أو مترنحة..!
***
أما بالنسبة لنا في مصر.. فالشواهد تقول إن الفيروس أخذ في الانسحاب رويدا رويدا في هدوء وعلى استحياء.. والدليل ما يحدث في الأماكن العامة من كافيتريات ومطاعم وقاعات أفراح في الفنادق..
ولقد كنت مدعوا منذ أيام على حفل زفاف فلم أشهد واحدا من المدعوين أو المدعوات قد ارتدى كمامة أو ابتعد عن جاره مترا أو نصف متر.. أو حتى عشرة سنتيمترات.
أما القبلات فقد عادت في حماس واشتياق معا.. وإذا سألت أحدا أجابك:
أي كورونا..؟!
لقد ذهبت إلى غير رجعة..!
يا رب.. تصدق توقعاتكم.. أو تنبؤاتكم.. أو أمنياتكم..!
***
وبمناسبة الأفراح والليالي الملاح فالموضة هذه الأيام احتفالات الفنانات بزيجاتهن الثانية أو الثالثة على أنغام الطبل والرقص والدي جي وإذا لم يكن لإحداهن نصيب في الزواج فيعوضن ذلك في الأخ.. أو الأخت حيث يقام لأي منهما نفس الاحتفال.
تُرى.. هل هؤلاء الفنانون هم الذين شجعوا باقي فئات المجتمع على الضرب بالإجراءات الاحترازية عرض الحائط..؟!
ربما.. أو لعلها مجرد مصادفات.. أو نتاج شهور طويلة من الانغلاق المادي والمعنوي.
***
أخيرا.. همسة رياضية.. أو عتاب رياضي..!
بالله عليهم.. هل هذا وقته.. لإشعال فتيل أزمة بين اللجنة الأوليمبية ورئيس نادي الزمالك.. الذي هو مرتضى منصور..؟
نحن يا سادة نشكو من عناصر التهييج والإثارة التي تريد تعكير صفو هذا المجتمع.. فهل من الملائم أن نجيء نحن لنسير في نفس التيار..؟
نعم قد يكون مرتضى منصور مخطئا أو متجاوزا أو .. أو.. لكن هل يكون العلاج بهذا القرار العنيف الذي لابد وأنتم تعرفون ماذا سيكون تأثيره لدى منصور..؟
طبعا.. القانون قانون ولابد من احترامه لكن ها هو الرجل على الجانب المقابل يقول إن القرار الذي أصدرته اللجنة الأوليمبية قد خالف القانون .. وبذلك سوف ندخل في معارك شد وجذب نحن في غنى عنها هذه الأيام بالذات.
في نفس الوقت.. ينبغي على مرتضى منصور منع أي محاولات من جانب مؤيديه سواء داخل نادي الزمالك أو خارجه.. لإثارة الشغب.. فأيضا ليس هذا وقته.
باختصار شديد هناك أمور يتطلب علاجها التروي والتريث والصبروكذلك عدم المغالاة في رد الفعل.
مصر يا سادة تحتفل بانتصارات أكتوبر وشعبها يريد أن يستمتع باحتفالات هذه الانتصارات التي غيرت وجه الحياة في وطني.. لا أن تتقاذفه أمواج الاختلافات أو الصراعات أو تصفية الحسابات التي ليس له فيها ناقة ولا جمل.
***
و..و..وشكرا