*حقا.. ياما "في الحبس مظاليم".. ولكن مظاليم الاتهام القسري.. هم رجال الشرطة..!
*اختفاء البنات.. ظاهرة مكررة.. وأسباب معروفة
*هناك دائما وأبدا.. طرف ثالث.. لا يظهر إلا بعد أن تضطر الفتاة للكشف عنه!
*تذهب إليه باختيارها.. تاركة الأسرة لتضرب أخماساxأسداس!
*حكاية جميلة واقعة.. عايشت فصولها بنفسي.. وها أنذا أقدم شهادتي!
قبل أن ينتصف الليل بقليل.. فوجئت به يدخل على وقد اكتست وجهه علامات الحزن.. والأسى.. وبدت عيناه متحجرتين بالدموع.. حتى عندما بدأ في الحديث.. لم تسعفه الكلمات التي أخذت بدورها تتعثر بين شفتيه..!
***
ولأن الرجل تربطني به علاقات حميمة هرعت إليه لآخذ بيده متسائلا في لين ومودة:
ماذا بك..؟!
لم يرد عبد التواب وظل صامتا على مدى خمس دقائق أو أكثر لينفجر بعدها في البكاء بصوت كأنه النواح..!
ثم..ثم.. أخذ يسرد تفاصيل حكاية "جميلة" التي صورها وكأنها ضرب من ضروب الخيال..!
قال: تصور "جميلة" ابنتي.. العاقلة المتزنة.. التي نعتبرها في الأسرة ميزان الحكمة حيث يرجع إليها شقيقها الأكبر وشقيقتها الصغرى.. بل أنا وأمها حينما تضيق بنا السبل إزاء مشكلة بعينها.. أو أزمة مفاجئة.. لا نجد أمامنا سواها.. والتي يكون حديثها كالبلسم الشافي سواء بسواء..!
عدت أسأل:
*وماذا بعد..؟
Xلقد ذهبت جميلة منذ سبعة أيام للجامعة أو يفترض ذلك.. لكنها حتى الآن لم تصل.. بل لا نعرف عنها شيئا.. لقد اختفت وكأنها فص ملح وذاب..!
*وهل أبلغت الشرطة..؟
Xنعم.. لكن للأسف لم ألقَ الاهتمام الذي كنت أتوقعه.. لذا. جئت لكراجيا استثمار اتصالاتك في تحريك الأمور..!
رددت معقبا:
*هون عليك يا رجل.. إن شاء الله.. يطمئن قلبك..
***
ما أن اتصلت بالمسئول الكبير في وزارة الداخلية وقبل أن أشرح له حكاية جميلة بالتفصيل إذا به.. وكأنه لا يسمعني..
علقت معاتبا:
*هل تليق هذه المعاملة مع الجماهير..؟
عقب الضابط الكبير في أدب جم:
Xأرجوك أبلغ صديقك أن كل ما يدور في مخيلته غير صحيح.. الفتاة لم تخطف ولم يتم اختفاؤها قسريا كما يردد المهيجون والمغرضون بل أي حدث مر بها كان من اختيارها البحت.
عدت أتساءل وكلي دهشة وعجب:
*ومن قال لسيادتك ذلك؟
أجاب المصدر الأمني:
X إنها التجربة والخبرة يا سيدي.. فكل يوم تأتي عشرات البلاغات من آباء مثل والد جميلة.. وبعد أن كنا نبذل الجهد والوقت في فحصها وتكليف فرق عمل لمتابعة التحركات والاتصالات و..و.. اكتشفنا أن السر يكمن لدى الفتاة وليس غيرها..!
عدت مستطردا:
*أرجو شيئا من الشرح والتحليل..!
يعني الابنة جميلة سوف تظهر بعد فترة تطول أو تقصر لتعترف لأبيها بإساءتها التقدير.. أو الاختيار.. وأنها خضعت لإغراءات لم تكن تتصور أن تخضع لها وهي بذلك تبدي الندم وتطلب العفو والمغفرة..!
كان عبد التواب يتابع سير المحادثة التليفونية بيني وبين الضابط الكبير وقد أوشك أن ينفجر في رغم أني لست سوى فاعل خير.. وبعد محاولات مستميتة أقنعته بالانصراف على أن يعاود الاتصال بي بعد يومين أو ثلاثة..
***
ولكن لم يكد يمر سوى يوم واحد حتى جاءني صوت صديقي متهللا عبر الهاتف:
X جميلة وصلت.. جميلة وصلت..
بديهي أن أسـأله:
*أين كانت..؟
Xليس هذا وقته.. لكن يكفي أنها أدركت خطأها وانتهى الأمر..!
***
ما أود أن أخلص إليه.. أن ادعاءات الاختفاء القسري ليست صحيحة بالضبط مثلما هو حال فتاة المنوفية التي ملأ أهلها الدنيا صياحا طوال الأيام الماضية بسبب اختفائها المفاجئ مؤكدين أنه اختفاء قسري مائة xالمائة..!
ثم تبين أنها هربت مع حبيب القلب الذي كانت على علاقة به منذ سبعة شهور.
والوالد لا يدري.. والأم تداري.. وتؤثر الصمت..!
***
حقا.. صدق المثل القائل.. ياما في الحبس مظاليم.. والمظاليم في مثل تلك الحالات.. هم رجال الشرطة الذين توجه لهم اتهامات ظالمة.. لا ناقة لهم بها ولا جمل..!
***
و..و..وشكرا
***