مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 12 أكتوبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تحية لمن اختار.. ونفذ هذا التابلو الرائع

*" محمد أفندي" رفع العلم يوم 6 أكتوبر 1973 وتحولت حكايته إلى أغنية يشدو بها الناس أجمعين

*..وأمس.. الرئيس السيسي.. لابد وأنه يرقب في فخار واعتزاز.. نفس الرمز الغالي وهو يؤكد استحالة هزيمة مصر في حرب من الخارج

عاش المصريون في الفترة ما بين يونيو 1967 وأكتوبر 1973 وهم يذرفون الدمع على أعلامهم التي انتكست بسبب الهزيمة الموجعة.. وبالتالي كان كل واحد فيهم يتمنى أن يجيء اليوم الذي يرفع فيه علم بلاده المنتصرة فوق الأرض المحررة أو التي يسعون لتحريرها..! 

*** 

وربما لا يستطيع الكثيرون سواء في أوروبا أو أمريكا.. أو حتى في الدول العربية ذاتها استيعاب حجم الإحساس بالألم بعد هذا الانسحاب المهين للجنود المصريين من سيناء بينما الإسرائيليون يطاردونهم بالرشاشات والطائرات والقنابل وهم يضحكون.. ويهللون.. حيث لم يتصوروا أبدا أنهم حققوا نصرا خاطفا وحاسما خلال ساعات قليلة..!

ورغم ذلك.. ووسط تلك الظروف القاسية ظل الجنود الأوفياء لبلدهم وأسلحتهم يرفعون أعلام الوطن حتى آخر نفس في حياتهم..!

*** 

لذا.. عندما تم الاقتحام وعبر الشجعان قناة السويس وخط بارليف كان التسابق على رفع أعلام مصر يثير الشجون والسعادة في آنٍ واحد.. حيث اختلط الإحساس بالعزة والإباء مع مشاعر الزهو بالأخذ بالقصاص الذي كان كل المصريين يعدون العدة من أجله على مدى ست سنوات من الزمان..!

وستظل سجلات التاريخ تتزين بحكاية الجندي محمد العباسي الذي كان أول من رفع علم النصر يوم 6 أكتوبر فوق أرض سيناء التي تحولتإلى أغنية شعبية يرددها الكبار والصغار في الشوارع والميادين والقرى والنجوع.. والتي تقول كلماتها: "محمد أفندي رفعنا العلم وطولت روسنا بين الأمم".

ولمَ لا.. وقد أظهر الجندي "محمد" ابن قرية القرين بمحافظة الشرقية من الشجاعة والإصرار والتحدي ما جعل منه.. بالفعل رمزا لصلابة المصريين لاسيما وأنهأبى أن يرفع علم بلاده إلا بعد أن قام بإنزال علم العدو وداسه بقدميه غير عابئ بالأسلاك الشائكة التي كان قد نصبها الإسرائيليون حول "الساري" الذي أقاموه في محاولة للتشفي من المصريين.. وإشعال نيران الهزيمة في صدورهم.

*** 

من هنا.. تحية لمن اختار.. ونفذ هذا التابلوه الرائع الذي تمعرضه أمس خلال الدورة التثقيفية للقوات المسلحة بعنوان "حكاية علم" لأنه أعاد -ولا شك- للأذهان مشاهد خالدة من حرب أكتوبر والتي ستظل دائما وأبدا محط إعزاز وتقدير كل مصريومصرية.

ولعلها مناسبة أيضا لكي يرسخ كل منا في قلبه.. وقلب أبنائه.. معنى احترام وتقديس العلم.. هذا العلم الذي يلتف حوله جميع بني الوطن.. وهم يخطون بخطواتهم للأمام.. وهم يتعلمون .. وهم يتغنون بأحلى كلمة في الوجود ألا وهي مصر.

*** 

وغني عن البيان.. أن الرئيس السيسي عندما أكد بالأمس استحالة هزيمة مصر بحرب من الخارج فإنما كان يرقب في عزة وفخار هذا العلم الذي سوف يبقى دائما وأبدا خفاقا عاليا.. يلتف حوله حماة الأرض والعرض الذين أقسموا على ألا يفرطوا في ذرة رمل واحدة من هذه الأرض وعلى أن يكونوا في كل صباح ومساء.. أسودا تزأر.. وتفتك بالمعتدين..و..و..وسلمتِ يا مصر.

*** 

و..و..وشكرا

***