*جريمة الشيشاني الذي قطع رأس المدرس الفرنسي.. سبة في جبين الإسلام الذي هو منها براء
*المهم الآن.. نزع فتيل خطاب الكراهية والحقد والأهم.. تجفيف منابع الإرهاب في الدوحة.. وأنقرة
ما الذي استفاده الدين الإسلامي.. دين السماحة والقيم.. والأصول الأخلاقية.. من هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها شاب شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما.. ضد مدرس فرنسي قام بقطع رأسه وفصلها عن جسده .. وهو يهلل ويصيح.. كأنه انتصر في غزوة كبرى الدين الإسلامي نفسه منها براء..
***
طبعا الدنيا "مقلوبة" في فرنسا منذ وقوع الحادث يوم الجمعة الماضي وحتى الآن.. لأنها المرة الأولى التي يقوم إرهابي بفصل رأس الضحية عن جسده بهذه الوحشية اللا إنسانية..!
والآن الآراء مختلفة والمواقف متباينة وسط المجتمع الفرنسي..فهناك من يطالب بطرد المسلمين من هناك.. وآخرون يرون أن اتخاذ إجراءات عنيفة يمكن أن يزيد حجم الكراهية أكثر وأكثر..!
حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اضطر إلى استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي ربما لأول مرة أيضا.. بعد أن توجه بنفسه إلى مقر الحادث وعاين الوضع على الطبيعة وقد كانت الشرطة وقتئذ قد وجهت رصاصاتها إلى الشيشاني المتطرف وأردته قتيلا بعد أن حاول هو نفسه الاعتداء على رجالها..!
***
من هنا.. يثور السؤال:
هل تتعامل الحكومة الفرنسية مع الأمر على أنه حادث فردي.. أم ستتخذ إجراءات انتقامية ضد الإسلام والمسلمين دون تفرقة بين فاقدي العقول وبين الذين يمارسون شعائرهم في سلام ودون محاولة الإساءة إلى غيرهم.. سواء من المسلمين أنفسهم أو باقي الديانات الأخرى..؟!
أنا شخصيا أتصور أن ثمة خلطا واضحا بين الحرية بما فيها حرية العقيدة وبين الإساءة الصارخة ضد الأنبياء –أي أنبياء- بمن فيهم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..!
***
لقد أثبتت التحقيقات المبدئية التي قامت بها السلطات الفرنسية أن المدرس القتيل كان شغوفا بعرض الرسوم الكاريكاتورية التي سبق أن نشرتها مجلة شارل إبدو على طلبته مرات ومرات.. وكأنه يريد أن يبث في نفوسهم نوازع الكراهية والغضب ضد أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه.
بصراحة ليست تلك مهمة المدرس ولا المدرسة خصوصا وأنه لم تمضسوى أيام قليلة على عملية إرهابية مماثلة عندما قام رجل باكستاني بالاعتداء على جيران مقر مجلة شارلي إبدو مستخدما ساطورا غليظا ومفزعا بعد أن قامت المجلة بنشر الصور مرة أخرى..!
***
على أي حال.. إن ما حدث بصرف النظر عن الأسباب والمبررات يزيد من تشويه صورة هذا الدين القيم الذي يدعو للرحمة.. والتعاطف الوجداني بين البشر.. والسماحة لكنهم –للأسف- نزعوا وينزعون كل تلك المعاني من جوهرها ليصوروه بصورة لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى ولا نبيه الكريم..!
والسؤال يتبعه سؤال آخر:
لماذا الدنيا كلها تعودت على أن تهتم بالفعل الأحدث تاركة الجذور والأبعاد والخفايا..؟!
إن الإرهاب –يا سادة- أصبح للأسف صناعة وهواية في آنٍ واحد.. صناعة يدعمها ويشجع عليها أمير قطر الصغير.. وسلطان تركيا التائه رجب طيب أردوغان وكثير ممن نصبوا أنفسهم أولياء على عباد الله ففسروا الآيات القرآنية على هواههم ونحوا جانبا أحاديث الرسول التي تدعو كلها إلى المودة والمحبة والعفو..!
وبديهي.. المجتمعات الأجنبية لا تعرف كل تلك الحقائق.. لكنها في نفس الوقت تتعامل مع الإرهابيين بنوع من الليونة.. أو التوازنات التي ليس هذا مجالها.. وبالتالي تتيح الفرصة لهم للاستمرار في غيهم وضلالهم..!
***
على الجانب المقابل.. فإنالبيانات الإنشائية التي تصدر عمن يسمون بعلماء الدين لا تجدي.. بل قد ثبت أنها لم تجد في يوم من الأيام..!
ما أسهل القول بضرورة التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان والابتعاد عن خطاب الكراهية والعنف أيا كان شكله أو سببه أو مصدره..
وكم.. وكم.. سمعنا مرارا وتكرارا مثل تلك النداءات بسن التشريعات والقوانين الكفيلة بمنع التطرف وأشكاله.
المهم التنفيذ والتطبيق العملي وتجفيف منابع الإرهاب وبالتالي هل يقف المجتمع الدولي وقفة رجل واحد ضد الأمير الصغير ومعه السلطان إياه..؟!
ذلك.. يمثل جزءا من الحل.. واللهم قد أبلغنا اللهم فاشهد.
***
و..و..وشكرا
***