محمد.. استنصر..!!
وإيفون.. أسلمت..!!
ووفاء تطلب الطلاق من «متى» لتتزوج من حبيب القلب..؟!
ومصادمات تقع بين المسلمين والمسيحيين فى قرية من قرى مصر.. أو مدينة من مدنها كل تلك الأحداث من هم الذين مدوا لها حبل الخيط لكى تتفاقم.. وتتحول إلى وخز إبرة يمكن أن يجعل الجتمع كله ينزف دما..؟؟
* * *
صدقونى.. وراء معظم تلك «المصائب» المؤسستان الدينيتان فى مصر.. وأعنى بهما كلا من وزارة الأوقاف والأزهر، ودار الإفتاء من ناحية.. والكنيسة الأرثوذكسية من ناحية أخرى..!!
بالأمس.. توقفت أمام تصريح أدلى به د.حمدى زقزوق وزير الأوقاف قال فيه بالحرف الواحد:
«مهمة الوزارة الرئيسية فى المرحلة الحالية.. إعداد داعية عصرى قادر على التواصل مع هموم الجماهير، والتصدى لمشاكلهم الملحة التى تمس حاضرهم ومستقبلهم»..؟؟
بالله عليكم.. أليس عيبا على الوزير أن يذكر عبارة «المرحلة الحالية»..؟؟
أين كنت «يا دكتور» منذ سبع سنوات مضت عندما صدر قرار بتعيينك وزيرا للأوقاف وأذكر أنك ما إن أديت اليمين الدستورية حتى نطقت بنفس ما نطقت به بالأمس..؟؟
.. وطبعا.. لأن الوزراء.. دأبوا فور تبوؤهم لمناصبهم على إصدار التصريحات الهلامية ونثر الوعود الوردية.. منذ فعلت ما فعلت وأنت واثق فى أعماقك بأن أحدا لن يحاسبك..!
لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فقطعا نسيت ما أعلنته وبالتالى تجمدت الأوضاع.. وانصرفت الأنظار إلى الفرعيات والهامشيات.. لتلتصق الساق بالساق، وتتلعثم الألسن.. ويقترب الزيت من البارود أكثر وأكثر حتى فوجئنا بتلك الهزات التى ما أن نتلفت حولنا إلا ازددنا يقينا.. بأن الإمام غائب.. والوازع مفقود.. والحقيقة تائهة..!!
بكل المقاييس.. لو كانت وزارة الأوقاف تعى دورها -بحق- لقامت بإعداد هذا الداعية الذى يتحدث عنه وزيرها منذ زمن طويل.. بل لقد ضاع الوقت، وتبدد الجهد فى «توحيد الأدان».. وفى تأجير وبيع الشقق ورفع الإيجارات.. وكلها أمور ليست من صميم عمل المؤسسة الدينية بحال من الأحوال..!!
لقد عشنا، ورأينا.. الإمام الذى يصر على إقحام الدين الإسلامى فى خيالات، وخرافات هو فى الأساس منها براء..!!
* * *
.. وما ينطبق على وزارة الأوقاف.. يمتد إلى الجامع الأزهر الذى لم يعد يعنيه.. أن يتصارع المسلمون.. أو أن يتنابزوا.. أو أن يغتاب بعضهم بعضا.. ولا أن يصيبهم بسوء من يعلمون أو من لا يعلمون.. طالما أن فضيلة الإمام الأكبر والحمد لله.. ضامن ألا يقترب منه قانون يقضى بإحالته للمعاش.. متناسيا أن هناك قانونا سماويا أبقى، وأعظم، وأنبل.
أيضا.. ما وصلت إليه دار الإفتاء فى عصرها الحالى.. سلب الطمأنينة من القلوب.. وأفرغ من بين ثنايا العقول.. البقية الباقية من الحكمة، والمنطق، والتدبر.. وغنى عن البيان أن تلك كلها أمور ليست سوى إفرازات مجتمع..!
* * *
على الجانب المقابل.. فإن الحال الذى وصلت إليه الكنيسة الأرثوذكسية المصري.. أشعل ألسنة اللهب أكثر.. وأكثر.. فقد تنازع البابا ومعاونوه الاختصاصات.. وأصبح مقعد البابوية -ربما لأول مرة- مثارا للتكالب.. والهرولة نحو نعيم الدنيا بعد أن كان هذا المقعد.. الوسيلة «المأمونة» لبداية الدار الآخرة..!!
ليس هذا فحسب.. بل لقد تجرأ هؤلاء المعانون على «قداسة» البابا.. وتعاموا معه كأنه واحد منهم.. حتى عندما أراد محاسبتهم على أفعالهم.. جاء إلى منتصف الطريق.. ووقف عاجزا عن اتخاذ إجراء حاسم..!! إذن كنيسة بهذا الوضع.. كيف يمكن أن تؤدى دورها إزاء «أقباطها».. وهل باتت تملك من الشجاعة، والتأثير ما يجعلها قادرة.. على رأب الصدع حينما تتأزم الأمور مع المسلمين..؟؟
* * *
فى النهاية تبقى كلمة:
لقد غادر البابا شنودة القاهرة منذ أيام مؤكدا أن «صحته بمب».. وقبله كان د.زقزوق قد سافر إلى ألمانيا لقضاء إجازته.. وأمس وصل المفتى د.على جمعة إلى مكة المكرمة لحضور غسيل الكعبة..!
.. ومع تمنياتنا لهم جميعا بالعودة سالمين.. غانمين.. إلا أننانذكرهم.. بأن المؤسسة الدينية على مختلف نوعياتها.. وأشكالها.. تحتاج هى الأخرى إلى تحديث، وتطوير، وقدرة على معايشة الواقع.