مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 21 أكتوبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الـ335 مليون دولار التي دفعها السودان لأمريكا مقابل رفعه من قائمة الإرهاب.. 

هل تتسبب في نتائج سلبية أم العكس..؟!

*الناس يتقاتلون من أجل رغيف العيش.. وهذا المبلغ الكبير.. قد يزيد الحالة الاقتصادية تعقيدا

*الحكومةالحالية.. دفعت باختيارها.. تطلعا إلى حياة أفضل مستقبلا!

*السؤال الأهم: هل ثمة علاقة بين ما يحدث وبين زيارة وفد المحكمة الجنائيةلتسليم البشير.. وأعوانه..؟

سارعت الحكومة السودانية الحالية بتحويل 335 مليون دولار لأمريكا تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب مقابل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب..!

لقد قامت الحكومة بذلك رغم أنها لم تكن مسئولة عن أية حوادث عنف.. أو عنف مضاد.. أو تصفية عرقية لأنها لم تكن أصلا.. موجودة في السلطة طوال الحقبة الزمنية التي يتم عقاب بلدهم بسبب الجرائم التي تم ارتكابها خلالها.. 

*** 

طبعا هذا القرار مثلما لقي قدرا كبيرا من التأييد.. فقد رفضه على الجانب المقابل شرائح عديدة من المواطنين العاديين فضلا عن بعض القوى السياسية المتباينة..!

المعارضون يقولون ولديهم مبرراتهم- إن البلد يعيش ظروفا اقتصادية صعبة وإن تلك الملايين التي تسربت من خزائنه فجأة.. لابد من أن تعقد تلك الظروف أكثر وأكثر.. وسوف يبدو ذلك واضحا خلال الأيام القادمة في مزيد من انهيار العملة.. وارتفاع الأسعار.. وصعوبة العثور على رغيف العيش وغيرها.. وغيرها..!

أما المؤيدون فلسانحالهم يقول.. نعم إنها ضربة موجعة لكن آثارها على المدى البعيد ستكون مفيدة ومفيدة جدا.. حيث ستفتح الأسواق العالمية أمام الصادرات السودانية.. وترفع القيود عن التبادل التجاري بينهم وبين مختلف دول العالم.. كما ستنشط حركة السياحة.

في نفس الوقت الذي سيمكنهم فيه تجديد أسطولهم الجوي الذي عانى من تعطل الكثير من الطائرات نتيجة عدم توفر قطع الغيار.. التي امتنعت الشركات الصانعة سواء في أوروبا أو أمريكا عن تزويدهم بها تنفيذا لإجراءات العقوبات.

*** 

وبعيدا عن المعارضين.. أو المؤيدين فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

هل لهذا القرار الذي يمس أولا وأخيرا صميم حياة الشعب السوداني دخل بالمفاوضات التي تجري حاليا لتسليم الرئيس السابق عمر البشير ونائبه وثلاثين من أركان نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية.. أم الأمر لا يعدو أن يكون مجرد صدفة بحتة..؟!

*** 

أنا شخصيا أتصور.. أن السيناريو بأكمله تم وضع أحداثه ووقائعه بحرفية بالغة تمثلت أول ما تمثلت في التغريدة التي نشرها الرئيس ترامب واستهلها بقوله: "خبر عظيم".. السودان يدفع لنا 335 مليون دولار تعويضات لمواطنينا الذين طالتهم شظايا الإرهاب..!

وقبلها.. كان وفد المحكمة الجنائية يزور الخرطوم ويعقد اتفاقات مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس السيادة ونائبه والذين دارت تصريحاتهم جميعا حول ضرورة تحقيق العدالة وإبداء الرغبة في التعاون مع المحكمة الجنائية.. وهي تصريحات يصعب الجزم من خلالها ما إذا كانت النية تتجه نحو تسليم رئيس الدولة السابق أو التأكيد على سيادة هذه الدولة والالتزام بمحاكمة داخلية.. وفقا لقوانينها.. ودستورها..و..و.. وحفاظا على كرامة شعبها الذي كان له الفضل الأكبر في الإطاحة بالنظام بأكمله..!

أما ما يتردد داخل السودان.. أو خارجه بأن أمريكا يمكن أن تماطل في رفع هذا البلد من قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم سداد الـ335 مليون دولار حتىإعلان موافقة حكومته على التطبيع مع إسرائيل.. فهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

*** 

و..و..وشكرا

***