.. والكلمة أمانة
هل حان الوقت.. ليخرج د.مصطفى علوى عن صمته..؟؟
ألم يحن الوقت بعد.. لكى يدلى مصطفى علوى بشهادته للتاريخ، ولشعب مصر عما رآه بعينيه داخل أروقة وزارة الثقافة عندما كان يشغل منصبًا مرموقا بها.. وكذلك عن معايشته لأيام الألم والعذاب طوال الفترة التى أمضاها بجوار «فاروق حسنى».. منفذا لتعليماته.. وراضيا بقراراته.. وإن كان فى نفس الوقت رافضا لبعض «طلباته» التى أدرك أنها فوق طاقته..؟؟
* * *
لعلنا جميعا نذكر حادث «محرقة بنى سويف» يوم السادس من سبتمبر عام 2005 عندما لتهمت النيران قصر الثقافة هناك، ومعه «36» شهيدا بينهم 14 مبدعا من مبدعى مصر..!!
عندئذ.. علت الصيحات، ودوت الصرخات.. بينما «المسئول الأول» غائب.. بعيد.. لا يعلق.. ولا حتى يراجع ضميره الحى متسائلا:
.. وما الذى أدى بقصر ثقافة بنى سويف إلى هذا الحال.. حيث لا معدات أمان.. ولا آلات إطفاء.. ولا استعداد جاد.. لفاعليات المهرجان الذى جاءوا بكل هؤلاء القوم لإحيائه..؟؟
* * *
طبعا.. نتيجة هذا الضغط الجماهيرى.. أعلن الوزير فى حركة مسرحية تقديمه لاستقالته بعد أن أصدر قرارا بإقالة مصطفى علوى باعتباره رئىس هيئة «جميع» قصور الثقافة..!!
.. ثم سرعان ما عاد لممارسة عمله.. بينما «الرجل».. يخضع لتحقيقات النيابة العامة.. التى أصدرت بدورها قرار الاتهام والذى قضى بإحالته للمحاكمة..!!
استسلم علوى للقدر.. وسلم أمره لله سبحانه وتعالى وهو على يقين بأنه سوف يكون ناصره.. ومنقذه من براثن الشر..!
ولكن.. هل تأتى الرياح بما تشتهيه السفن..؟؟
لقد أصدرت المحكمة قرارها بسجن المتهم الأول مصطفى علوى عشر سنوات بالتمام والكمال..!!
تقبل الأستاذ الجامعى الحكم راضيا مرضيا.. أملا فى الحكم النهائى من عند الله سبحانه وتعالى.. الذى قضى بالفعل ببراءته فى الاستئناف..!
* * *
عاد د.مصطفى علوى لجامعته.. وقد آثر بينه وبين نفسه أن يمحو من ذاكرته فترة «وزارة الثقافة»..!
وأحسب أن مشاعر متناقضة.. مازالت تتنازع عقله وقلبه حتى الآن.. فهل يحكى بالتفصيل «حقيقة الكمين» الذى نصبوه له ببراعة واتقان.. أم يترك ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله..؟؟
ثم.. ثم.. إذا ما ركن للدعة، والسلبية.. أليس محتملا أن يتكرر مع غيره نفس ما حدث معه..؟؟ بالفعل.. ها هو ضحية جديدة يسقط.. قد يكون مذنبا وأيضا ليس مستبعدا.
أن هناك.. من عمل على تقديمه «كطعم».. جريا على نفس العادة.. وتنفيذا لذات السياسة..!
* * *
فى أعقاب استقالة «فاروق حسنى».. بادر عدد من المريدين بإصدار بيان يطالبونه بالعدول عنها.. نظرا لحاجة الوطن «الملحة» لمجهوداته.. وحتى يستكمل المشروعات الخلاقة التى بدأ فى تنفيذها والتى يمتد تاريخ بعضها إلى عشرين عاما مضت..!
كل ذلك بينما مصطفى علوى صامت.. وبديهى أن يصمت.. فظلمه السجن أمامه.. وكوابيس «اليقظة الثقيلة» خلفه..!
أما الآن -فبكل المقاييس- الوضع مختلف..!