خطوط فاصلة وكبسولات بقلم سمير رجب

برلمان"اللانخبة".!

كيف نصدق أن كل هؤلاء المتكالبين على الكراسى مهتمون بالفعل بقضايا ومصالح هذا الوطن..!! 

المؤشرات الاولية تقول ان شيئا ..لم يتغير..!! الوجوه نفس الوجوه ..وحتى اذا تبدلت ..فان وراءها الانتهازيين ..والاثرياء ثراء فاحشا والاخوان المسلمين بشتي اشكالهم والوانهم..!! 

أخشى ما أخشاه ..تعطيل القرارات بقوانين التى اصدرها الرئيس او محاولة اللعب فى بنودها ..وكأنك يا أبازيد ما غزيت..!!

 المشكلة ..أنهم متبجحون..اصواتهم عالية لديهم ثقة زائده فى النفس .. ولك الله يا مصر..!! أقترح على اللجنة العليا للانتخابات عقد امتحانات سهلة لهم :

×ماذا تعرف يا أخى عن ألف – باء السياسة..؟
×وماذا تعنى كلمة نائب فى الدساتير العالمية..؟
ثم ...ثم .. ماذا لو اعلنت من اليوم عن الغاء الحصانة..؟؟

اذا كان الدستور قد نص عليها .. فليس ثمة ما يمنع من تغيير هذا البند..!!

بصراحه..لغة التفاهم تحت القبة ..لن تخلو من الخناقات والضرب بالكراسى..والشتائم المقذعة والانسان الفقير قد حكم عليه القدر ان يكون غلبانا .. مكسور الجناح مغلوبا على أمره..!!!

المفروض فى البرلمان – أى برلمان – أنه يضم صفوه المجتمع من السياسيين والاقتصاديين ورجال الفكر والفن والثقافه بصراحه .. كم نتمنى ان يأتى برلمان مصر القادم بعد ثورتين شعبيتين وصلتا بأعماقهما الى جذور الجذور ..على قدر عال من الرقى والحضاره والتقدم والسمعه الطيبه من ايثار وتجرد وتغليب المصلحه العليا للوطن على نزعات الذات .. لكن اسمحوا لى ان اصارحكم القول ..بأن المؤشرات الاولية التى شهدناها خلال اليومين الماضيين واللذين سبقتهما أحداث ووقائع وحوادث وتجاوزات  .. لا توحى بأن هذا البرلمان سيكون هو " المنتظر " ..!!

اى لن يكون ممثلا للصوره التى نتمناها لمصر اليوم ومصر الغد ومصر السنوات الخمس القادمة...!!
×××
صعب علينا جميعا ان نصدق بأن هؤلاء المتكالبين على الكراسى .. والذين بدوا كالفتوات وهم يقدمون اوراق ترشيحهم يمكن ان يكونوا مختلفين عن زملائهم السابقين .. سواء قبل ثوره يناير ... أوما بعدها ...!!
الواضح .. ان الوجوه هى نفس الوجوه.. من ساهموا أو ارتضوا على الاقل ان يكونوا ضمن برلمان 2010 الذى أساء لسمعة مصر أساءه بالغه بسبب التزوير الفاضح .. هم الذين يجيئون ليصروا على الانضمام الى قافلة مصر فى عصرها الجديد ..!!
والثابت للعيان أن الذين استغلوا الاسلام أسوأ استغلال ..  وتأمروا باسمه على مصالح الوطن .. وتسابقوا للحصول على المزايا وممارسة الاستثناءات بأبشع صورها تعويضا كما زعموا عن السنوات العجاف التى عاشوها هم ايضا الذين لا يتورعون عن اقتحام البرلمان الجديد..!!
الاغرب .. والاغرب أن الوجوه حتى اذا تبدلت فان وراءها نفس الانتهازيين ونفس الاثرياء ثراء فاحشا .. ونفس المتأسلمين بكافة أشكالهم وألوانهم .. ان كثيرا ممن تقدموا بأوراق ترشيحهم او لم يتقدموا لا يعرفون شيئا عن مهمة النائب الحقيقية ..بل لقدزج بهم من زج ليعبروا فى النهاية عن مصالح تلك الفئات التى اقسم اصحابها على ان تكون لهم الغلبة.. وقوة التأثير حتى ولو من خلال رفع الاصوات العالية او محاولة تعطيل الجلسات او اجبار رئيس البرلمان الذى لا نعرف ماذا ستكون هويته الى رفعها اما رغما عنه ..او بتواطؤ سواء مبرر او غير مبرر من جانبه...!!!
×××
المشكلة ان السمه الاساسية التى تجمع بينهم ..هى " التبجح " فهم لا يعترفون بالتاريخ ولا يقيمون وزنا لما سببوه من الام واحزان لبنى الوطن..!! والمشكلة الاكبر ان أمثال هؤلاء سيكونون مسئولين عن مناقشة واقرار القرارات بقوانين التى أصدرها رئيس الجمهورية على مدى  الـ 18شهرا الماضية..!!
فهل نضمن اخلاصهم ام سيعملون على تصفية الحسابات وعلى بذل المستحيل من اجل تحقيق رغبات وامنيات الذين جاءوابهم والذين دفعوابهم الى مقدمه الصفوف والذين يسعون بالطبع الى استرداد الاموال الهائله التى انفقوها من اجلهم ..!! من هنا .. وحتى ننقذ ما يمكن انقاذه .. فأنى اقترح على اللجنة العليا للانتخابات ان تعقد امتحانات للمرشحين جميعا الحاصلين منهم على مؤهلات عليا او متوسطه او الذين يكادون ان يفكوا الخط بصعوبة ويوجهوا لهم اسئلة سهلة وبسيطة وموجزه عن مبادئ العلوم السياسية وقواعد الاقتصاد واسس علم الاجتماع..!! وهاأنذا اجزم من الان .. ان غالبيتهم لن يعرفوا ألف باء السياسة ولن يستطيعوا التفرقة بين الاقتصاد الموجه..واقتصاد السوق بل سيجيئ احدهم ليقول ان مؤسس علم الاجتماع  هو " عبد الصمد متولى" لا ابن خلدون ولا اميل دوركايم ولا اوجست كونت
من هو عبد الصمد متولى ..؟؟ انا شخصيا لا اعرف ..!! ايضا اسألوهم عن معنى كلمه نائب فى الدساتير العالمية..!! وبعد ان تنتهى الامتحانات.. ارجو من اللجنه العليا اذاعه النتائج على الملأ حتى يكون الناس على بينة من هوية ممثليهم القادمين..!!
اذن برلمان بهذا الشكل .. وتلك الصورة.. يستحيل ان تكون لغة التفاهم بين اعضائه سلسة ..رقراقة.. مهذبة .. بل سوف نشهد وياللاسف مشاجرات وخناقات وتبادل الضرب بالكراسى.. وترديد الشتائم المقذعة التى اثارت اشمئزازنا واستياءنا فى مسلسلات التليفزيون..! كل هذا بينما الانسان الفقير لله الذى حكم عليه القدر بأن يكون غلبانا مكسور الجناح مغلوبا على امره لن ينال من الكعكه شيئا يذكر بل سيظل يئن ويتوجع ويبكى فى صمت وما من سميع او مجيب ...!! فى النهاية تبقى كلمة: ان الغاء الحصانه اصبح امرا لا غنى عنه  لا تقولوا لى ان الغاءها يخالف الدستور ..!!
حتى اذا افترضنا ذلك .. فان تعديل مادة او مادتين ..اجدى بكثير فى سبيل مواجهة الانحراف والشطط ومستنقعات الرشوة .. والاستثناءات ......و.... والرقص على الاحبال وغير الاحبال ...!!

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ

صدق اللَّهُ العظيم