مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 25 أكتوبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الاتفاق "المعجزة" تعبير صادق عن إعلان القاهرة

*الفضل كل الفضل لمن أطلقمبادرة السلام وحدد بدقة وحسم "الخط الأحمر"..!

*أردوغان.. يعيش الآن.. وحيدا ذليلا

حين أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرته للسلام بالنسبة لليبيا والتي أطلق عليها اسم "إعلان القاهرة".. فقد كان حرصه بالغا على أن يسود الوئام والتوافق بين جميع أطياف الشعب الليبي وأن يتحدوا جميعا من أجل وقف نزيف الدماء بينهم والذي وصل إلى درجة تدمي القلوب.. وتدفع العيون إلى أن تذرف دموع الحسرة والندم.. أنهارا.. وأنهارا..!

كان ذلك في 23 سبتمبر الماضي.. وقبلها بنحو شهرين وبالتحديد يوم 8 يونيو.. دوى صوت الرئيس محذرا من الاقتراب من خط سرت-الجفرة في ليبيا.. باعتباره خطا أحمر يمثل الأمن القومي المصري..!

*** 

بعد هذين الموقفين الصريحين والمحددين.. تحركت كل القوى داخل ليبيا وخارجها تدرس بنود كل مبادرة.. وتصيغرؤيتها بالنسبة للحاضر والمستقبل..!

وغني عن البيان أن أصحاب الطول والحول في العالم أيدوا مبادرتي الرئيس السيسي.. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر.. فرنسا وألمانيا وبريطانيا.. وأمريكا.. وغيرها وغيرها..!

ربما كان المعترض الوحيد رجب طيب أردوغان رئيس تركيا.. لأسباب في نفسه.. وأسباب أخرى تتمثل في رغبته العارمة في سرقة ثروات الشعب الليبي الذي هدت كيانه الصراعات والنزاعات والخلافات.

..وقد سار على نهج أردوغان فايز السراج رئيس ما تسمى بحكومة الوفاق الوطني على اعتبار أن الاثنين هدفهما مشترك.. ووسائلهما أيضا ليست منزهة عن الهوى..!

*** 

لكن ما أن أعلنت س. ت. ويليامز ممثلة الأمم المتحدة في ليبيا عن توصل الفريق العسكري والشهير بـ" 5+5 " إلى حلول مرضية واتفاقات تحقق مصلحة الطرفين.. حتى بادر الأخ السراج بإصدار تصريحات مفاجئة.. أنا شخصيا لم أكن أتوقعها حيث قال.. "لقد آن الأوان لكي يعيش الليبيون حياة آمنة مستقرة.. وقد وضع كل منهم يده في يد الآخر سعيا نحو مستقبل مشرق وباسم"..!

وهكذا تغيرت بوصلة السراج تغيرا جذريا بعد أن أيقن أن الفرصة التيحققتها اتفاقية جنيف يتعذر تكرارها مرة ثانية.. في نفس الوقت الذي لابد أن يكون قد أدرك.. أن الاعتماد على "طرف أجنبي" .. يستحيل أن يستمر إلى ما لا نهاية.. فما بالنا  إذا كان هذا الطرف.. رجلا مهووسا.. مترددا.. أحمق.. مثل رجب طيب أردوغان..!

*** 

ليس هذا فحسب.. بل كان السراج أول المؤيدين لترحيل المرتزقة الذين سبق أن أتى بهم أردوغان.. وعلى تفكيكالميليشيات العسكرية.. وضمها إلى صفوف القوى المسلحة..!

باختصار شديد.. لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون المبادرة المصرية هي الأساس لإعادة الحياة للشعب الليبي.. وبكل المقاييس.. تلك قمة النجاح.. سواء في الرؤية الثاقبة.. أو عدم الانحياز إلا للحق.. والإيمان الكامل بأن السلام يبقى دائما وأبدا.. الخيار الوحيد.!

*** 

ثم..ثم.. فإن هذا السلام.. استمد عافيته وقوته من قدرة عسكرية فائقة رغم بعدها عن منطقة الصراع .. إلا أن لديها من الإمكانات والميزات.. والخصائص ما يجعلها قادرة على فرض أصول الحق والعدل تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

المهم الآن.. سلامة التطبيق وصدق النوايا.. وتحرير النفوس من شوائب الماضي حتى ولو كانت في يوم من الأيام بمثابة جمرات نار..!

لقد بدت سعادة مسز س.ت.ويليامز مندوبة الأمم المتحدة فائقة وهي تعلن بنود الاتفاق.. وأحسب أن الذين ينبغي أن يكونوا أكثر سعادة وأشد تفاؤلا هم الليبيون أنفسهم الذين يعانون شظف العيش.. ومرارة القتال.. وقسوة التهجير على مدى تسعة أعوام من الزمان..!

*** 

و..و..وشكرا

***