مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 26 أكتوبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الظروف تحتم إثارة هذه القضية 

*أيهما له الأولوية.. الورقي أم الإلكتروني..؟

*وما ضمانات زيادة التوزيع وما هي حدود حقوق الكاتب.. وحقوق الصحيفة..؟

*..ثم..ثم.. وماذا عمن لديه القدرة على الجمع بين الحسنيين..؟!

قضية مثارة الآن في الوسط الصحفي.. والوسط الإعلامي.. هذه القضية استدعت طرح سؤال مهم:

*هل من حق الكاتب في صحيفة أو مجلة ورقية أن يبث مقاله من خلال"النت".. أي شبكة المعلومات بعد أو قبل النشر طباعيا..؟

لقد اختلفت الآراء في هذا الصدد.. فهناك كاتب يرى أن بث مقاله على صفحة الفيس بوك الخاصة به قبل صدور الصحيفة أو المجلة الورقية من شأنه الترويجلهذا المقال وبالتالي يزداد الإقبال على قراءته.. 

على العكس تماما.. يرفض أصحاب الاتجاه المعاكس هذا الرأي مؤكدين على أن إذاعة المقال إلكترونيا "يحرقه" ولا شك ورقيا.. إذ يصبحالقارئ ليس في حاجة إليه لاسيما إذا لم يكنقد تضمن جديدا..!

ثم..ثم.. يجب أن يوضع في الاعتبار مصلحة الجريدة أو المجلة التي تبحث بديهيا عن زيادة التوزيع وهذا حقها.. وهنا يقول خبراء التوزيع في الصحف إن نشر المقال أي مقال- بطريقة أو بأخرى يستلزم عدم تكرار النشر من جديد.. لأن السلعة هنا تكون قد فقدت نضارتها..!

وبالتالي.. يجب وضع اتفاق سواء أكان مكتوبا أو غير مكتوب بين المطبوعة وبين الكاتب تنص بنوده على تعهد الكاتب بعدم بث المقال من خلال تلك الشبكة العنكبوتية إلا بعد ظهوره في النسخة المطبوعة.. ولا أعتقد أن أحدا من الكتاب المهنيين.. أو المحترفين.. أو المحترمين يمكن أن يمانع في ذلك..!

*** 

لكن السؤال الذي طرحته في بداية المقال.. يتبعه سؤال آخر:

*ماذا عن الكاتب الذي تحفظت المطبوعة الورقية عن نشر مقاله.. فأسرع إلى صفحته على الفيس بوك.. أو ماسنجر.. أو على رقم الواتس آب الخاص به..  وقام بإذاعته دون حذف حرف واحد..؟!

من وجهة نظري الشخصية.. أنه لا يليق بالكاتب الذي تعذر نشر مقاله.. أن يلجأ إلى هذا الأسلوب لأنه يعطي إيحاء بأن مقاله قد خضع لنوع من أنواع الرقابة الأمر الذي لا يحدث في أغلب الأحيان..!

نعم.. وألف نعم.. من حق رئيس التحرير المسئول الأول عن الإصدار والذي يملك معلومات قد لا تكون متوفرة لدى غيره أن يعتذر عن عدم نشر المقال.. أو أن يؤجله.. أو أن يصمت لكنه صمت مشروط بإبلاغ الكاتب بالأسباب الاضطرارية..!

*** 

ثم..ثم.. ما أود أن أوضحه.. أن قواعد النشر وأصول المهنة معروفة لدى الكافة منذ زمن بعيد.. لكن إذا كانت قد ظهرت على السطح من جديد لتكون مثارا لمنافسة إيجابية ومفيدة فلا بأس .. لا سيما وأن هذه المنافسة بين المطبوع والإلكتروني.. لم تكن بتلكالحدة الموجودة اليوم.. بل لم تكن قد ولدت بعد..!

*** 

في جميع الأحوال.. كلنا تعلمنا.. ومازلنا نتعلم أن القارئ هو المحور الأساسي في معادلة المرسل والمستقبل.. فبدونه لن تكون هناك صحيفة أو مجلة.. أو حتى موقع من مواقع التواصل الاجتماعي..!

إذن.. ينبغي البحث عن أفضل وسيلة ترضيه..لأننا لا نريد أن نتهم يوما بأننا الجيل الذي فرط في الصحافة الورقية رغم أننا نضعها أو بالأحرى سنضعها فوق رءوسنا إلى يوم الدين..!

أيضا.. نحاول بقدر الإمكان.. ألا تفهمنا منافذ المعرفة الجديدة فهما خاطئا.. بحيث يقال إننا نشن حربا ضدها.. أو نتعمد الإساءة إلى سمعتها.. وتلك كلها احتمالات وتأويلات ليست مطروحة من قريب.. أو من بعيد..

*** 

أخيرا.. أحيي الزميل عبد النبي الشحات الذي يجاهد في حرفية متمكنة لكي يجمع بين المطبوع والإلكتروني في آن واحد.. بعد أن شغل مؤخرا موقع رئيس تحرير هذه الصحيفة الغالية والمتألقة دائما.. بجانب عمله كرئيس تحرير للموقع الإلكتروني لجريدة الجمهورية والشهير بـ "جمهورية أون لاين"..!

واضح من تجربة الأيام القليلة الماضية أن "الابن" عبد النبي قادر على استيعاب مفهوم هذه وأسرار تلك فعزف على الوترين عزفا متناغما بمهارة فائقة.

لذا فأنا شخصيا أتوقع له تفوقا ملموسا.. في الطباعي قبل الإلكتروني والعكس صحيح أيضا..! 

*** 

و..و..وشكرا

***