مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 28 أكتوبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مرتزقة أردوغان وميليشياته.. كلهم واحد

*استخدمهم في ليبيا.. وها هو الآن يسحبهم ويزج بهم في منطقة ساخنة أخرى!!

*يخشى استخدام جيشه النظامي تلافيا لحملات الداخل والخارج 

*اكتشف مؤخرا.. أن شبكات نشر الأكاذيب والإشاعات.. قد ارتدت سهامها إلى نحره..!

*وقف مناوراته الاستعراضية.. اضطرارا وليس خيارا!

المرتزقة.. والميليشيات.. أصبحوا أدوات تهديد وضغط تستخدمهم حكومات الإرهاب.. وتدعمهم.. وتزج بهم إلى المناطق الساخنة التي تشعل فيها النار بغية السيطرة على إرادة الآخرين.. ومعها ثرواتهم.. ومنابع نفطهم.

ربما لا يعرف الكثيرون أن هناك فرقا بين المرتزقة والميليشيات.. فالمرتزقة هم من يكلفون بأعمال العنف بما فيها من قتل وسفك دماء وخطف واغتصاب مقابل مبالغ مالية يتفق عليها مسبقا.

أما الميليشيات فهم بمثابة نوع من أنواع الجيوش لكنها غير نظامية.. وهذه أيضا يلجأ إليها الحكام الذين يفقدون الثقة في جيشهم الأساسي.. بل في أقرب المقربين إليهم.. بحيث تصبح تلك الميليشيات جاهزة في أي وقت لخوض المعارك بصرف النظر ضد من.. وأفراد هذه الميليشيات.. عادة يتمتعون بميزات لا تتوفر لدى الضباط والجنود الذين ينخرطون في السلك العسكري وفقا لمبادئ ثابتة وقواعد متعارف عليها.. ولا تكاد تختلف من بلد إلى آخر..!

*** 

ولقد دأب رجب طيب أردوغان رئيس تركيا على استخدام كل من الميليشيات والمرتزقة في آن واحد.. تلافيا لأية أصوات معارضة يمكن أن يرفض أصحابها توريط الدولة بصفة عامة..!

وفي سبيل تحقيق أهداف أردوغان التوسعية أو إرضاء غروره وانسياقا وراء حماقاته.. يدفع مبالغ باهظة لكل مرتزق.. ولكل فرد من أفراد الميليشيات والذين يجدون بالتالي مصادر دخل بالعملة الصعبة وهم الذين إذا جلسوا في منازلهم لا يجدون قوت يومهم.

من هنا.. جلب أردوغان المرتزقة  من سوريا.. ومن العراق بل ومن تركيا ذاتها.. وشحنهم في طائرات خاصة إلى ليبيا.. وقد كان هؤلاء سبب تعقيد الأزمة الليبية.. ووراء تعطيل كل محاولات إقرار السلام فوق الأرض الليبية..!

والآن.. وبعد أن أسفرت اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة عن اتخاذ قرار بترحيل مرتزقة وميليشيات أردوغان من ليبيا في غضون ستين يوما.. أسرع السلطان العثماني "التائه" للبحث لهم عن منطقة نزاع جديدة وبالفعل وجد ضالته المنشودة لدى كل من أذربيجان وأرمنيا اللتين تتصارعان على الحدود المشتركة.. وها هو الآن يعد جسورا جوية جديدة من بنغازي إلى إقليم ناجورني كاراباخليحقق البقية الباقية من رغباته المريضة والشاذة..!

*** 

المهم.. في إطار كل ذلك .. أدرك أردوغان مؤخرا أنه قد أصبح هدفا لسهام الأصدقاء والجيران.. أو من كانوا أصدقاءه يوما ما.. فأعلن عن وقف المناورات العسكرية المشتركة في منطقة البحر المتوسط والتي كان يحاول من خلالها استعراض قواته مع قوات أخرى أجنبية..!

وقد قال في هذا الصدد.. إنه يفعل ذلك إثباتا لحسن نواياه.. ولتهدئة الأجواء بينه وبين جيرانه..!

*** 

طبعا كل الشواهد تؤكد كذبه ونفاقه بل وجبنه أيضا.. وانزعاجه من معارضة الداخل  فضلا عن معارضة الأوربيين عن بكرة أبيهم.. ومعهم الأمريكان لأن  اضطراره لسحب مرتزقته وميليشياته من ليبيا.. سوف يكشف كيف أنه رجل ليس أمينا مع شعبه بالضبط.. مثلما يخادع جيرانه خصوصا بعد التقارب بين مصر وقبرص واليونان الذي كان سببا في ارتعاد فرائصه واضطراره للبحث عن سبل جديدة للخروج من أزماته وما أكثرها..!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:  

هكذا.. يسقط أردوغان في بحور التخبط واليأس بعد أن زال عنه صولجانه الزائف.. وأخذ سلطانه يتهاوى رويدا.. رويدا..فلم ينفعه صديقه الأمير الصغير في قطر.. ولا شبكات عصاباته العنقودية التي استخدم من خلالها أحط وأخس وسائل التدخل في شئون الآخرين سواء بنشر الإشاعات الكاذبة.. أو فبركة الروايات.. والحكايات التي ما أنزل الله بها من سلطان لتبقىالشعوب التي عاداها قوية.. متماسكة الصفوف.. بينما هو يترنح يمينا ويسارا.. تطارده كوابيس الليل وهو يصيح ويستغيث بأجداده العثمانيين الذين طوتهم ملفات النسيان.. بعد أن تهاوت إمبراطوريتهم التي لا يعيش على ذكراها سوى واحد فقط.. اسمه رجب غير الطيب أردوغان .

*** 

و..و..وشكرا

***