مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 02 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*زلزال أزمير يكشف الوجه القبيح للسلطان الإرهابي

*القتلى يتزايدون.. والجرحى بالمئات.. والمشردون يرفضون الوعود"الزائفة"!!

قلوبنا مع الأخوة الأتراك في أزمير الذين ضرب ديارهم زلزال عنيف.. فقتل منهم من قتل.. وأصاب من أصاب.. وشرد من شرد.. لاسيما أن أناسا كثيرين.. لم يعودوا قادرين على دخول منازلهم.. بعد أن تحطمت البنية الأساسية أكثر مما هي محطمة وبالتالي.. تقف البيوت على أعمدة متهاوية.. معرضة للانهيار في أي لحظة..!

*** 

إنها بكل المقاييس مأساة إنسانية لكنها للأسف كشفت مدى قصور حكم رجب أردوغان الذي يتكلم أكثر مما يفعل ويظل يبعثر الوعود البراقة ليلا ونهارا التي لا ينفذ منها شيئا..!

ولعل ما يحز في نفوس الأخوة الأتراك أن تلك المنطقة المواجهة لبحرإيجة مصنفة منذ قديم الأزل على أنها منطقة زلازل.. مما كان يحتم على النظام اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لكن انشغالأردوغان بتدبير وتمويل العمليات الإرهابية في كلٍمن سوريا والعراق وليبيا.. وغيرها.. وغيرها.. أدى إلى تراجع مصالح الجماهير إلى الدرجة العاشرة من اهتمامات السلطان العثماني التائه..!

*** 

لقد توجه أردوغان أمس إلى منطقة بيراكلي في أزمير لتفقد أعمال الإنقاذ التي تلقى صعوبات بالغة بسبب قدم المباني والعزوف عن تجديدها.. أو ترميمها أو تنكيسها منذ سنوات عديدة.. وعندما وقف يخطب في الناس واعدا إياهم بتوفير مساكن جديدة لهم في أقرب فرصة.. ارتفعت أصوات المحتجين تقول: كذاب.. كذاب..!

عندئذ.. اضطر "رئيس الندامة" إلى الانسحاب من المكان بعد أن قام بتوبيخ مرافقيه علنا متهما إياهم بسوء التصرف وعجزهم عن التعرف على نبض الجماهير وأحاسيسها..!

*** 

الأدهى والأمر أنه وسط انتقال أردوغان مع مرافقيه ومساعديه وكذابي زفته.. إذا بأحد المباني يسقط فجأة ليلقى اثنان من الطلبة حتفهما.. واللذان قد تصادف عودتهما من المدرسة في نفس اللحظة..!

.. واشتعلت نيران الغضب في القلوب أكثر وأكثر.. واضطر أردوغان للعودة سريعا هذه المرة إلى سيارته التي انطلقت به إلى قصره السلطاني المنيف..!

*** 

أمام باب القصر.. كان الاستقبال الحافل لأردوغان من جانب مواطنيه الذين أخذوا يصيحون ويلطمون الخدود متحسرين على الأيام الخوالي عندما كان اقتصادهم ينمو بنسب فائقة.. وأبناؤهم لا يشكون البطالة وحيث كانت أسعار السلع في متناول أيادي الجميع..!

الآن.. العملة الوطنية "الليرة" وصلت أدنى مستوياتها والأسعار أصابها الجنون الذي لا حد له.. ومعدلات البطالة تتضاعف يوما بعد يوم.. وفي محاولة يائسة لامتصاص الغضب الشعبي اصطحب أردوغان مجموعة من المحتجين إلى داخل القصر.. لإجراء مناقشة هادئة حول الأوضاع والظروف الراهنة..!

*** 

ما إن بدأ أردوغان في الحديث حتى وقف أحد الحاضرين ليقول له:

سيادة الرئيس.. دائما تكرر على مسامعنا نداءات بمقاطعة البضائع الفرنسية ردا على موقف حكومتهم من الإسلام والمسلمين..!

علق الرئيس التركي بنبرة حماسية مصطنعة:

نعم.. ولن أتوقف عن نداءاتي ما حييت حتى يصلحوا أنفسهم بأنفسهم..!

فجأة وقعت الصاعقة.. حيث خرج من بين الصفوف رجل آخر يقول:

عفوا سيادة الرئيس.. كيف تدعو لذلك.. بينما زوجتك السيدة "أمينة" تحمل حقائب يد متنوعةالماركات من سلالة هيرمس وشانيل وديور وكلها صناعة فرنسية ويبلغ سعر الواحدة منها 30ألف دولار على أقل تقدير..!

*** 

هنا اكفهر وجه السلطان العثماني"المهزوز".. وخرج من القاعة مهرولا.. بينما لسان حاله يقول: لأصلبنكم في جذوع النخل وأعذبنكم عذابا لا قبله ولا بعده.

*** 

و..و..وشكرا

***