مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 08 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حقا.. كرسي البيت الأبيض.. ثمنه "غالي.. وغالي جدا"!

*من يجلس في المكتب البيضاوي.. يتحكم في مصائر العالم شرقا وغربا!

*.. ومن يجمع أموالا أكثر.. تصبح فرصته أحسن وأفضل

*مؤيدو المرشحين المتنافسين.. سابقا الزمن لجمع أكبر كم من الدولارات

*حتى " الحساد" خشوا من عيونهم  واستعانوا  "بالجان" ليحلوا العقدة!

عفوا.. إنها بلاد الخيال والدولار.. والمحاولات المستميتة للفوز في الانتخابات كل 4 سنوات

بكل المقاييس المقعد الذي يحتله القابع في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن له سحر خاص.. فمن فوق هذا المقعد ومن داخل المكتب البيضاوي الذي يتباهى به ويفخر تتحدد مصائر شعوب وتفرض عقوبات.. وتشن حروب وتعقد اتفاقات سلام..!

ليس هذا فحسب.. بل يكفي "الزر النووي" .. الذي بمجرد لمسة واحدة من الرئيس تختفي قارات وتتحول ناطحات سحاب إلى رماد وينظر الإنسان إلى أخيه الإنسان مشدوها.. متعجبا متسائلا في قرارة نفسه.. هل هذا هو نفس الشخص الذي رآه في الصباح.. فالوجوه تتآكل.. والأجساد تتساقط جلودها .. فهل بعد ذلك يمكن أن يتوقف السباق بسهولة نحو مقر حكم العالم..؟ 

*** 

ولعل ذلك الذي نتابعه يؤكد أن ثمن هذا المقعد في البيت الأبيض يساوي الكثير.. والكثير وإلا ما تمسك الاثنان المرشحان بتلابيب النصر حتى النهاية.. ومهما كلفهم ذلك من أعباء مادية ونفسية بل وروحية أيضا..!

ها هو ذا الرئيس ترامب مرشح الحزب الجمهوري يطالب أنصاره بجمع 50 مليون دولار للإنفاق على القضايا التي بدأ في إقامتها ضد من أسماهم بمزوري الانتخابات..!

وها هو ذا منافسه جو بايدن يطلب من مؤيديه نفس الطلب..!

يعني الحكاية من البداية للنهاية تكمن في الدولار الذي يتكلم..!

ليبقى السؤال: من يحكم من..؟!

هذا ما ستثبته الساعات القادمة.. وسط هذا الزخم من تبادل الاتهامات.. وإطلاق الشائعات.. وادعاء كل طرف أنه الفائز الأوحد..!

الأغرب.. والأغرب.. أن هؤلاء الأمريكان بدأوا يتصرفون تصرفات لا تمت للعلم.. ولا للسياسة.. بأي صلة..!

الرئيس ترامب على سبيل المثال لجأ إلى أخصائية روحية يدعوها لتسخير الجان للوقوف بجانبه.. وقد وعدته بالفعل بأنها ستبذل المستحيل مع أصدقائها من العالم الآخر حتى يتحقق المراد..!

أما الأخ بايدن.. فلا يريد أن يفصح عن الأصوات التي حصل عليها في كل ولاية.. أو مقاطعة مكتفيا بمانشيتات عريضة بغير تفصيلات.. خشية الحسد والحاسدين وما أكثرهم.. حسب زعمه..!

*** 

وبذلك.. فإن مقعد الرئيس في البيت الأبيض "ثمنه غالي .. وغالي جدا".. إلا أن هذا الرئيس بصرف النظر عن اسمه.. أو الحزب الذي ينتمي إليه أو حجم التبرعات المخصصة من أجله.. ليس إنسانا خارقا فوق العادة.. بل بالعكس ربما تكون.. مقومات شخصيتهوتنوع ملكاته واستعداداته الفطرية وغير الفطرية أقل من غيره بكثير..!

ومنذ سنوات مضت.. فاز في الانتخابات رئيس آثر على نفسه من اليوم الأول لحكمه ألا يشغل باله كثيرا فأصدر تعليماتهإلى معاونيه بأن يقدموا له كل يوم ملخصا عن القضايا الساخنة داخل البلاد وخارجها ووجهة نظرهم في التعامل معها من خلال اختيارين فقط.. وهو ما عليه إلا أن يؤشر على واحد منهما.. وهكذا ببساطة شديدة يمكن أن تنقلب الدنيا بينما الرئيس جالس على مقعده يتسلى بحل الكلمات المتقاطعة مادام قد أصدر القرار المصيري الذي لم يستغرق منه سوى طرفة عين.

*** 

أعود لأقول إن هذه الانتخابات الأخيرة في أمريكا كشفت حقيقةهؤلاء القوم وأثبتت أن كل ما يقال عنهم ليس سوى تضخيم للواقع.. وهذا ما فعلوه في أفلامهم السينمائية التي جذبوا مشاهديها من كافة أنحاء العالم بأحداث خيالية.. وشخصيات خارقة.. تطير في الهواء.. وتجعل من البواخر طائرات.. ومن الطائرات سفن فضاء.. بينما المتفرجون يجلسون مشدوهين ويتمنون أن يكونوا مثل هؤلاء النجوم .. 

لكن كيف .. والحكاية كلها.. من نبت الفكر الميتافيزيقي..؟

ولعل كل ما يثبت ذلك أنهم حتى الآن يزيدون ويعيدون بأن بلادهم تقوم على ثلاث قواعد أساسية هي:

الحرية.. المساواة..الوفرة الاقتصادية.. ولعلنا نلمس أن العنصر الأخير فقط هو الذي يعكس الحقيقة شكلا وموضوعا ونظرية وتطبيقا.. 

*** 

على أي حال.. سرعان ما تمر الشهور والسنون ليجد العالم نفسه وقد احتفل بحلول عام 2024 الذي سيشهد إن شاء الله انتخابات قد يحتفظ بها الرئيس الفائز حاليا بمنصبه أو لا يحتفظ.. ليدخلوا في نفس الدوامة..!

و..و.. ويبقى الدولار هو السيد الأوحد ولا شيء غيره.. والحكاية أساسا هي صراع أموال.. وليس نزاع أحزاب ولا خناقاتأفراد أو مجموعات.

*** 

و..و..وشكرا

***