كلام الحكومة.. «الكبير»..!

بتاريخ: 16 أغسطس 2007
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

إنصافًا للحق.. لقد أضافت الحكومة الحالية إلى قاموس لغة المصريين.. عبارات وكلمات جديدة لم تكن تتعود الغالبية العظمى على سماعها من قبل.. مثل البطاقة الذكية، والقرية الذكية، ومكتب التنسيق الالكترونى.. وما إلى ذلك.

فى نفس الوقت.. فإن التصريحات التى تنطلق من أفواه الوزراء تدخل فى أحيان كثيرة دائرة الخيال.. ولعل ذلك من أهم أسباب اتساع الفجوة بين طرفى المعادلة يومًا بعد يوم.

ولقد توقفت بالأمس أمام عبارة جديدة من العبارات إياها.. هى «قادة التغيير».. والمقصود بها كما تقول وزارة التنمية الإدارية.. تغيير ثقافة الجهاز الإدارى للدولة بهدف خدمة المجتمع، ومواكبة التغيرات الإقليمية والعالمية بما يؤدى إلى تجويد نوعية الخدمة المقدمة من الحكومة للجماهير..!

السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:

هل يمكن إحداث تغيير إدارى حقيقى فى ظل قوانين مضى على إصدارها خمسون أو ستون سنة..؟

الإجابة المنطقية لا.. وألف لا..

أيضا.. كيف نطالب موظفا يحصل على مرتب مائتى جنيه شهريا بحسن معاملة الناس وبأن يبتعد عن غواية شيطان الرشوة تحت وطأة أى ظرف من الظروف..؟؟

طبعا.. مهما أطلقنا من شعارات.. ومهما بعثرنا من وعود.. فإن التطبيق العملى يصبح ضربا من ضروب المستحيلات..!!

* * *

لقد كنت أتصور.. قبل أن يقول د.أحمد درويش هذا «الكلام الكبير» حول قادة التغيير.. أن يبادر بإصلاح ما أفسده الزمن على مدى مايزيد على النصف قرن.

نعم نحن مقرون بأن التنفيذ ضرورى ولازم.. فى السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والإدارة.. لكن فى جميع هذه المجالات.. لابد من تهيئة المناخ بما يضمن تحقيق النتائج الإيجابية وليس العكس..!

لقد ذكر د.درويش ضمن ما ذكر أنه سيتم على مدى الثلاث سنوات القادمة تغيير مجموعة من الاتجاهات داخل الجهاز الإدارى للدولة.. من خلال منظومة حية قابلة للتعديل والتحديث طبقا لعملية التقييم المستمرة ورؤية المتعاملين مع المشروع داخل الجهاز الإدارى، والجمهور..!

يعنى إيه..؟؟

إنهم بذلك يذكروننا بأيام العصر الشمولى الذى كان يعتمد على ترديد عبارات، وألفاظ لا تعنى شيئا..!

* * *

على أى حال.. الجماهير تريد فى واقع الأمور أن يحقق التغيير عدة أهداف أساسية:

أولا: تسهيل إجراءات التعامل مع الأجهزة الحكومية.

ثانيا: حمايتهم من داء الرشوة الوبيل.

ثالثا: إعداد الموظف الكفء القادر على صنع الابتسامة دون تكلف.. وبغير أن يتقاضى مقابلها ثمنا.

* * *

فى النهاية تبقى كلمة:

إذا افترضنا.. وسلمنا بحسن نوايا الحكومة.. فدعونا ننتظر ماذا ستحققه قوى التغيير بعد ثلاث سنوات من الآن..!

المهم.. أى حكومة هى التى ستكون موجودة -وقتئذ..؟؟