" سيناريو " كل يوم فى مصــــر المحروسة :
( صمــــــــــت )
× هو : سمعت.. لكن من أين يجيئ الخير..؟
- أنت : يا أخى .. تفاءل .. يفتح الله عليك.!
× هو : أنا لم انم طوال الليل..فكيف أتفاءل؟ زوجتى تصرخ وتولول بسبب قلة المصروف والأولاد يبكون .. لأن العيد قادم .. ولا توجد مؤشرات لشراء كيلو لحم واحد ..
- أنت : هل فى استطاعتى مساعدتك فى شيئ ؟
× هو : المعين هو الله .. لكنى بصراحة مغتاظ
●●●
أناس يتجمعون أمام أبواب احدى المستشفيات
- هى : ابنى يتلوى من الألم .. أريد اسعافا عاجلا
×هو فى بطء وتثاقل .. اذهبى للعياده الخارجية :
- هى : وأين العياده الخارجية ..؟؟
( صمــــــــــت )
أصوات من هنا ... وهناك
- هى : يا ناس .. انقذوا ابنى ...!!
مجموعة من البشر تكاد تتشاجر مع بعضها البعض :
وهل ابنك أفضل من أبنائنا انتظرى حتى يأتى الموظف المختص بقطع التذاكر
يطول الانتظار .. حتى يموت الطفل الرضيع من الاعياء..!!!!!!
●●●
باب مدرسة مغلق بالضبة والمفتاح.. وأصوات أيضا تعــــــــلو :
المجموعة المتلاطمة : ألم تقل الوزارة ان أى زيادة فى المصروفات ممنوعة ..
صوت سيدة من وراء شباك حديدى تتخلله فتحات ضيقة :
- اذهبى للوزارة ..وادفعى مصروفات أبنك هناك ..!!!
×هى : لكنك تطلبين منى المستحيل ...!!!
- الصوت المستفز: اذن .. لا مجال أمامك سوى الدفع أو الطرد ..!!
- مجموعات عديدة من البشر تتجمع أمام احدى محطات الاتوبيس :
أنت ... وهو ...وهى ...فى نفس واحد:
× أمر غريب .. لا أحد فى هذا المجتمع بات يشعر بألام و أحزان ومشاكل الاخر..!!
تتناثر الاراء..
- الدنيا مشاكل .. الهموم واحدة .. وللأسف الجميع ينسون أنها سلسلة متصلة الحلقات ومع ذلك فالاَذان صماء .. والعيون مغلقة والشهامة أصبحت مجرد ذكريات..!!
.. وتنتهى مشاهد السيناريو التى تتكرر بنفس الحوار والكلمات والمشاهد فى اليوم التالى والذى بعده .....وبعده....وبعده...!!
قد يتصور البعض أن هذا السيناريو من نبت خيال كاتب أو من صنع فكر خاص قد يتسق أو يختلف مع فكر الاَخرين. لكنه فى حقيقة الأمر سيناريو من الواقع .. فمن منا لا يمر صباحا ومساء بكل هذه الأحداث ويتوقف أو لا يتوقف أمام تلك الوقائع الغريبة التى باتت سمة من سمات المجتمع المصرى ...؟!
●●●
انت الذى أقصده .. هو نحن جميعا .. فكم منا يصل صباحا الى عمله .. فيجد الوجوه مكفهرة وعلامات الغضب بادية على الجباه والشفاه.. وكأن كل واحد من هؤلاء الجالسين فوق مقاعدهم أو الواقفين لأنهم لا يجدون لهم مكانا.. قد ألمت به مصيبة ..أو وقعت له كارثة ..!!
وبديهى ..أن تتعجت وتضطر للصمت .. أو تندهش فتضطر الى سؤال الزميل أو حتى الصديق عما يختلج فى صدره ..وبدلا من ان يوجه لك كلمة شكر ولو عابرة ..اذا به ينهال عليك بعبارات قاسية وألفاظ لم تكن أسماعنا قد اعتادت عليها منذ زمن طويل ...!!!
●●●
يا أخ .... يا أستاذ ...يا عم ...... يا حاج...!!
ماذا بك..؟؟
ولأن هموم الدنيا كلها ملقاة فوق كتفيه .. فسرعان ما تجده يشكو لك احزانه وازماته ..
زوجتة تصرخ وتولول لأن مصاريف المنزل
لا تكفى رغم أنه يسلمها مرتبه كله أول كل شهر ورغم أنها تعمل هى الأخرى وتتقاضى بضعة جنيهات.. لكن ماذا تفيد تلك الدراهم الضئيله أمام متطلبات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن ومواصلات ونفقات أبناء وبنات ..؟؟
بصراحة .. الناس بحت أصواتها من الشكوى ولا حياة لمن تنادى ..!!
وايه يعنى .. اذا كان كيلو الليمون قد وصل الى ثلاثين جنيها ..!!
بلاه ليمون ..!!
أيضا .. ايه يعنى.. أن يقفز سعر كيلو الكوسة
وما أدراك ما الكوسة – الى عشرة جنيهات
بعد أن كان حتى الأمس القريب لا يتعدى الخمسة جنيهات فقط وما ينطبق على الليمون والكوسة ينطبق على باقى أنواع الخضروات والفواكه والسلع الأساسية وغير الأساسية ..!!
ولعل ما يثير الدهشة والعجب أننا منذ أكثر من أربعين عاما من الزمان ونحن نتكلم عن الدعم ورفع الدعم ووصول الدعم لمستحقيه.. وكل هذا الكلام لم يجد نفعا حتى الأن والدليل ما نعايشه فى حياتنا اليومية..
●●●
المهم نعود .. الى الرجل الغاضب الذى يرفض أن يرد على تحية الصباح ليستطرد قائلا :
هذه حكاية زوجتى .. أما الأولاد فانهم يبكون ليل نهار .. حيث يعلمون جيدا أن عيد الأضحى القادم سوف يأتى دون أن يتواجد فى بيتنا قطعة لحم واحدة ..!!
حتى أخى الأصغر الذى فتح الله عليه من قبل .. تعثرت أحواله وساءت ظروفه ولن يقدر على ذبح الأضحية هذا العام وبالتالى سنحرم من النفحة السنوية المقررة ..!!
وتتكرر الشكاوى داخل الغرفة الصغيرة المغلقة وبالتالى حينما يحاول أحد مد يد المساعدة فان محاولته تقابل بالرفض .. لأن الجميع يدركون أن الأمر كله فى النهاية لا يعدو أن يكون كلام× كلام
●●●
وفى هذا السيناريو .. تعمدت أن أنتقل بالصور والمشاهد من زاوية الى زوايا أخرى لأتوقف بذلك امام معاناة الناس الصحية.. فلا دواء .. ولا دماء
ولا حتى قطن ولا شاش ..ولا أطباء ولا ممرضات وهاهى الأم المصرية التى تحدثت عنها عناوين هذا السيناريو والتى لفظ ابنها أنفاسه الأخيره داخل المستشفى .. بسبب موظف غير متواجد فى مكان عمله ..حيث عجزت الأم عن الحصول على تذكره للكشف الطبى على وليدها وحتى لو كانت قد تمكنت من تحقيق الغاية الغالية ..لاصطدمت بعقبات أخرى عديدة ..!!
وأيضا .. لا حياة لمن تنادى ..!!
●●●
ثم أنتقل بالسيناريو الى قطاع التعليم الذى فقد الاهتمام وساده الاهمال فى جميع مراحله لدرجة أن شعار التعليم المجانى أصبح بلا معنى .. ورغم ذلك لا نحاول التفكير فى بدائل أخرى ..!!
هاهم الناس يصرخون .. من ارتفاع مصروفات المدارس رغم تأكيدات وزارة التعليم على العكس .. لكن ما من سميع وما من مجيب .. وها هى موظفة المدرسة تقول للأباء والأمهات ..اما أن تدفعوا المصروفات أضعافا مضاعفة ..واما أن يتم طرد أولادكم فى الشارع..!!
●●●
ثم .. ثم .. ينتهى السيناريو بالمشهد الأخير حيث يتجمع الناس أمام احدى محطات الأتوبيس.. والكل يشكو همه بعد عناء يوم طويل .. لم يقدموا فيه انتاجا يذكر .. بل ضاع الوقت فى الشكوى والولولة ولطم الخدود والغريب أن هناك خطا دراميا واحدا يربط بينهم ..لكنهم لا يريد أن يعرفوا أويفهموا أويدركوا بأن الحكاية بمثابة سلسلة متصلة الحلقات تقابلها اَذان صماء وعيون مغلقة وقلوب سوداء ..
لنسأل فى النهاية:
أين الشهامة المصرية يا جدعان ..؟؟
ويجيئنا الرد عبر ملفات التاريخ :
الشهامة راحت وراح زمانها ..
وأصبحت مجرد ذكريــــــــــــــات ..!!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾
صدق اللَّهُ العظيم
" سورة البلد "
" كبسولات "
- بالله عليكم : هل شريف اسماعيل رئيس الوزراء الجديد يستطيع أن يغير شيئا من هذا السيناريو..؟؟
●●●
- اذا كان محلب كثير التحركات ومتعدد الجولات ورغم ذلك تعددت المشاكل والأزمات فمابلنا برئيس وزراء يتشاءم من لقاء الناس .. اللهم الا واحد بعينه..؟؟
●●●
- لقد نصحت شريف اسماعيل بأن يعتذر عن رئاسة الوزراة.. وطبعا لم ولن يستجيب ..! بعد ذلك .. لن يلومن الا نفسه...!!
●●●
- أدعوا معى بالشفاء لممدوح البلتاجى أشطر وأفضل وزير سياحة تولى هذا المنصب..!!
●●●
- أنا شخصيا احيى وائل الابراشى على متابعته المتميزة وعلى حسه الاعلامى المتفرد وبرافو مليون برافو على فريق الاعداد الذى يعمل معه..!!
●●●
- وقلبى مع توفيق عكاشة الذى رفضوا قبول أوراق ترشيحه ..!! هذه المرة يا أخ توفيق .. أبدا .. لا ترجع فى كلامك فالواضح أنك شخص غير مرغوب فيك ..!!