مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 12 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*الصراع يحتد أكثر.. خلال فترة الريبة..!

*الأمريكان يفعلون في نفس الفترة.. ما كانوا يحذرون منه الآخرين..!

*أنا الفائز.. ولا أحد غيري..!

*سلاح بايدن.. المجمع الانتخابي.. وترامب يستند إلى الـ71 مليون صوت..!

*..ومصل كورونا.. يدخل سوق المزايدة..!

*شركات الأدوية.. لابد أن تكون هي الرابح أولا..!

*المكابرة لا تفيد.. واسألوا النمساويينوالإنجليز

*رؤية مصر واضحة.. وليس بها أسرار!

*الإجراءات الاحترازية تشكو فنانات الجونة

*إذا كان الحل صعبا.. فالاستقالة سهلة..!

هناك مصطلح متعارف عليه في عالم السياسة.. والاقتصاد.. والاجتماع والإدارة.. هذا المصطلح الذي أعنيه يسمى بفترة الريبة وهي الفترة التي تتحدد منذ توقف سلطات في سبيلها إلى أن تصبح ماضيا وسلطات أخرى تستعد لممارسة صلاحياتها كاملة..!

ودعونا نضرب الأمثلة الآتية:

أسفرت نتائج الانتخابات في بلد ما عن فوز رئيس جديد يحل محل رئيس في طريقه إلى أن يصبح ماضيا في سجلات التاريخ..!

من هنا يثور السؤال:

هل يستطيع هذا القادم أو ذلك الذاهب اتخاذ قرارات مصيرية تمسصميم مصالح الوطن والمواطنين..؟!

الإجابة بالنفي طبعا.. وذلك تلافيا لتداخل العوامل الذاتية التي تحكم تصرفات الفرد أي فرد- في مراحل معينة من حياته..!

*** 

أيضا.. في عالم الاقتصاد إذا افترضنا أن دولة معينة تعرضت لظروف اقتصادية صعبة.. أدت إلى حصولها على قروض كبيرة لم تستطع سدادها.. إلى أن صدر حكم دولي بإشهار إفلاسها..!

هذه الدولة هل تستطيع ممارسة نشاط سياحي أو تجاري أو تصديري بعد صدور هذا الحكم وقبل تسوية أوضاعها..؟!

الإجابة.. هي نفس الإجابة وذلك حتى لاتصدر الدولة قرارات تهدد مصالح الدائنين.. فتزداد المشاكل تعقيدا..!

*** 

أما فيما يتعلق بالمستويات الأدنى.. مثل المؤسسات أو الشركات فإن أي قرارات تصدر خلال فترة الريبة تتولى الجمعيات العمومية إلغاءها فورا.. حتى لا تجور مصالح فرد أو مجموعة أفراد على مصالح فئات أخرى..!

*** 

هذه المقدمة ضرورية قبل الحديث عما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمر بفترة الريبة تلك شأنها شأن ما عداها من مجتمعات أخرى أو مؤسسات أو شركات .. أو..أو.. 

الآن يحكم أمريكا رئيسان أحدهما يستند إلى ما حصل عليه من أصوات تفوق الحد المقرر بكثير في المجمع الانتخابي.. والثاني يستند إلى 71 مليون صوت حصل عليها وبالتالي لا يقتنع بهزيمته فاحتكم للقضاء..!

وما يثير الدهشة أن الاثنين ضربا بتقاليد وقواعد فترة الريبة عرض الحائط وأخذ كل منهما يتصرف على أنه الرئيس ولا أحد غيره وبالتالي صدرت قرارات من هذا.. وأخرى من ذاك "واللي عاجبه"..!

أما الأغرب.. والأغرب أن الأمريكان أو من كانوا يتصورون أنفسهم سادة العالم.. طالما بعثوا بتهديداتهم وتحذيراتهم لدول أخرى عديدة مرت بنفس الظروف لمنعهم من إصدار قرارات خلال فترة الريبة.. أما التي كانت تتجرأ وتتصرف وفقا لمشيئتها فطالما تعرضت للوم أو التجريس أو العقاب..!

وهكذا.. يتأكد بالفعل أن الأيام دول.. وصدق قول الحق سبحانه وتعالى:" وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين".

   "صدق الله العظيم".

*** 

على الجانب المقابل.. يدخل المصل المضاد لكورونا هو الآخر سوق المزايدة.. وكأن مخترعيه قد اختاروا الوقت المناسب تماما للإعلان عنه..

الشركة المنتجة للمصل قالت في البداية.. إنه يفيد بنسبة 90% في الوقاية من المرض.. 

لكن بقيت أسئلة عديدة:

من هم الذين يستفيدون..؟!

هل هم كبار السن.. أم صغاره .. هل هم السيدات أم الرجال.. ثم إن جرعة واحدة من المصل لا تكفي بل لابد من تناوله على جرعتين وبذلك يقل عدد المستفيدين إلى النصف؟!

ولعل ما لا يعرفه الكثيرون أن شركات صناعة الدواء متخصصة في تحقيق أكبر عائد من الإنتاج والتوزيع.. وكم من أصحاب هذه الشركات دخلوا عالم الأثرياء في غضون شهور قليلة.. وبالتالي فإنهم سوف يستغلون الظروف التي يعيشها العالم حاليا بحيث يمسكون بأطراف أصابعهم الخيوط كلها..!

وبالرغم من ذلك.. فإن الرئيس ترامب لا يضيع الفرصة ويقول إنه صاحب الفضل في هذا الاكتشاف حيث ظل شهورا طويلة يتفاوضمع شركات الدواء حتى حدث ما حدث عقب إعلان نتائج الانتخابات المزورة..!

أما بايدن فلا يكاد يختلف كثيرا بل يؤكد أن الشركة تعمدت عدم الإعلان عن اللقاح إلا بعد التأكد من فوزه في الانتخابات لمساعدته في تقديم صورة طيبة ومضيئة خلال الفترة التي يستعد فيها لممارسة سلطاته.. وبذلك يحقق شعبية جماهيرية تدعمه وتدعم حزبه..!

*** 

بصراحة أنا شخصيا لا أصدق.. أن ألاعيب السياسة تدخلت تدخلا مؤثرا وفعالا ومباشرا في إنتاج لقاح مضاد لأخطر وأشرس فيروس تعرض له العالم..!

هل معقول.. يتركونالناس ليصابوا بالملايين ويموتوا بالملايين أيضا..؟!

كل ذلك من أجل اختيار التوقيت الذي يتواءم مع هذا الحزب ومرشحه.. أولا يتواءم..مع ذلك الحزب المنافس ومرشحه..؟!

عموما إنهم الأمريكان أولا وأخيرا..!

*** 

والآن دعونا ننتقل إلى القضية الأساسية التي شغلت الدنيا بأسرها على مدى سنوات.. وسنوات وأقصد بها قضية الإرهاب لاسيما في ظل هوس ذلك الإرهابي الأكبر رجب طيب أردوغان وصديقه أو زميله.. أو ساعده الأيمن.. الأمير الصغير تميم بن حمد أمير دويلة قطر..!

وفي واقع الأمر أن رد الفعل من جانب كلاالاثنين اختلف اختلافا جوهريا بالنسبة لانتخابات الرئاسة في أمريكا..!

الوالي العثماني التائه أعلن أنه لن يعلن موقفه إلا بعد انتهاء كافة الإجراءات القانونية..!

أما بالنسبة للأمير الصغير.. فقد بادر بتحية "جو بايدن" وإبلاغه أسمى وأحر تمنياته وكأنه ينتظر بفارغ الصبر رحيل ترامب.. الذي ربطته به علاقة وثيقة والذي سبق أن أفرغ له خزينة بلاده مرات عديدة.. يبعث له بمليارات الدولارات مقابل توفير الحماية له.. وضمان الاحتفاظ بسلطانه.. وكأنه يدفعها وهو راضٍ وسعيد ومبتسم.. حتى جاء وقتالفصل.. فإذا بالأمير الصغير يبدو مهتزا مذعورا.. خائفا.. لا يعرف ماذا سيؤول إليه مصيره بعد سقوط ترامب وتولي بايدن قيادة السفينة الأمريكية..!

عموما.. ورغم تلك السلوكيات الدنيئة فإن مصر التي آلت على نفسها ضرورة اقتلاع جذور الإرهاب من أجل أن يعيش العالم في أمان وسلام.. تجيء وتؤكد على مواقفها من جديد.. وعلى رؤيتها التي لم تغيرها أبدا..!

منذ أيام ألقت السلطات النمساوية القبض على عصابة إرهابية تتكون من 70 شخصا.. معظمهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.. وقد اضطرت السلطات النمساوية إلى الاعتراف بأن أفراد العصابة كانوا يتحركون ويصولون ويجولون داخل الأراضي النمساوية دونما أدنى قيود.. لكن ما أن وضحت الدلائل والوقائع فلا مناص من اتخاذ كافة الإجراءات المشددة لمنعهم مستقبلا من السير في نفس طريق الضلال وهذا لن يتأتى إلا بتصنيفهم كجماعة إرهابية وهذا ما كانوا يتلكأون بصدده حتى أيام قليلة مضت.. وتقرر أن يخضع أفراد العصابة لمحاكمة سريعة حتى لا يفلتوا من العقاب.. 

منذ أيام قليلة.. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقي في القاهرة برئيس المخابرات البريطانية ويؤكد له على الحقيقة الأساسية التي ترتكز عليها الرؤية المصرية وهي ضرورةتكاتف شعوب العالم وتوحد حكوماته لمواجهة الإرهاب والإرهابيين فضلا عن عزل الفكر المتطرف وإعلاء قيم المواطنة والوسطية والحوار.. مع دعم جهود التنمية.

هذه هي رؤية مصر التي لا تبخل بها على أحد والتي لا تتضمن أسرارا أو بيانات غير مذاعة.. بل هي دائما تقدمها للقريبين والبعيدين.. للسير على نهجها..!

*** 

ثم..ثم.. دعونا نتوقف أمام شئوننا الداخلية وهي التي تهمنا قبل أن تهم غيرنا..!

أعتقد أن الإجراءات الاحترازية لمنع فيروس كورونا من الانتشار أكثر وأكثر ضرورية وواجبة ولازمة.. لكن دعونا نعترف كشعب وحكومة معا.. بـأننا تراخينا في تطبيق هذه الإجراءات والدليل ما نشهده بعيوننا داخل وسائل المواصلات وفي الكافيتريات والمطاعم وغيرها..!

ولقد رأت الحكومة ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة لفرض نوع من الانضباط في تطبيق هذه الإجراءات.. 

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلنرجع قليلا إلى عدة أيام مضت عندما شهد ما يسمى مهرجان الجونة.. كافة المخالفات الصارخة للعدوان على هذه الإجراءات.. وأولها وأبلغها استفزازا ملابسالفنانات العارية والتي ارتدينها "عيني عينك"بل في إصرار على تحدي كافة المشاعر الإنسانية.. وغير الإنسانية..!

من هنا.. فإن هذا الحبل الذي تركناه على الغارب في الجونة يعد من أهم الأسباب الأساسية التي ضربت الإجراءات الاحترازية في مقتل.. فقد تابعت الجماهير الفنانات بملابسهن المكشوفة والمكشوفة جدا دون أن يعترض عليهن أحد سواء من جانب الحكومة أو محافظة البحر الأحمر أو هيئة تنشيط السياحة فماذا كانت النتيجة..؟

لقد قرر الناس بينهم وبين أنفسهم عدم ارتداء الكمامة وليحدث ما يحدث.

واستمر الحال على ما هو عليه وسط ذلك الانتشار الضاري للفيروس.

المهم.. أريد أن أخلص من ذلك.. إلى أن فنانة الجونة لا تختلف عن تلميذة الابتدائي إذا تخلت هذه أو تلك عن ارتداء الكمامة.. بل ربما فنانة الجونة هي التي تستحق المساءلة والحساب قبل غيرها..!

تصوروا.. لو أن فنانة واحدة من فنانات مهرجان الجونة قامت بسداد ألف جنيه أو حتى 500 جنيه مقابل عدم ارتدائها الكمامة وهي تتمايل على المسرح لانضبطت الأمور فيما بعد..!

ومع ذلك مازالت أمامنا الفرصة .. راجعوا الفيديوهات وأبلغوا الفنانات إما الدفع وإما إبلاغ النقابة..!

ودعونا نرقب وننتظر..!

*** 

أخيرا.. فليكن ختامنا مع نادي الزمالك..!

هذا النادي الذي هو نادي المصريين جميعا وليس لطائفة منهم فقط..!

الآن حدثت تطورات وتطورات.. فقد نحيرئيسه عن موقعه ونفس هذا الرئيس سوف تسقط عنه الحصانة بعد أيام.. وبالتالي فالدخول في أي متاهات قانونية لن يكون سوى مضيعة للوقت.. الأمر الذي يؤثر على هذا الكيان العزيز.. تأثيرا مباشرا.. مما يطرح حلا واحدا.. ألا وهو تشكيل مجلس مؤقت لإدارته.

ويقولون إن القانون يمنع ذلك.. ونحن مع القانون ومع الذين يفسرونه على هذا النحو.

إذن هناك خيار الاستقالة.. ما الذي يمنع أعضاء مجلس الإدارة جميعا من تقديم استقالاتهم لإتاحة الفرصة لمن يتولون المسئولية مستقبلا ولمدة محدودة عسى أن تعود الأوضاع بعدها مستقرة وآمنة.. و..و..هادئة..!

*** 

و..و..وشكرا