مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 16 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*محمد صلاح.. فوق أكتاف أهل قريته

مانشيتات الصحف البريطانية!!

*سيناريوهات كثيرة.. منها ما هو موضوعيومنها ما لم يستطع أصحابه التحرر من الأغراض

* إلا "حكاية" ادعائه الإصابة للتهرب من اللعب مع المنتخب المصري..؟!

ربما كان مشهدا غير عادي بالنسبة للإنجليز.. أو غيرهم من شعوب أوروبا.. أن يكون الاحتفال بالزفاف..بحمل "العريس" فوق الأكتاف وبصحبته أعز المقربين إليه..!

لذا.. فقد تسابقت الصحف البريطانية على نشر صورة محمد صلاح نجم نادي ليفربول في الصفحات الأولى وعلى مساحة 3 عمود وأكثر مثلما فعلت صحيفة الديلي ميل الشهيرة..!

ثم..ثم.. عندما أعلن عن إصابة "مو" بفيروس كورونا أصبح التوسع في النشر بما يحمله من تأويلات أو تفسيرات.. أو تكهنات.. هدفا عزيزا بالنسبة لجميع الصحف ليس في بريطانيا فحسب بل في دول عديدة على مستوى العالم.

*** 

الأهم.. والأهم.. أن يصبح مصدر إصابة النجم المصري العالمي مثار تساؤلات عديدة حيث هناك من يرون أن الفيروس تمكن من صلاح قبل سفره من لندنللقاهرة مباشرة.. بينما آخرون يصرون على أنه التقط كورونا أثناء احتفاله بزفاف أخيه في قريتهما الصغيرة في دلتا مصر.. حيث يسهل تحرك الفيروس لينشب أظافره غير المرئية في ضحاياه دون تفرقة بين هذا وذاك..!

*** 

على الجانب المقابل تحركت على الفور قوى الشر ملقية التبعة على السلطات الصحية المصرية بزعم أنها وراء إصابة محمد صلاح بالفيروس..!

ولقد روجوا لذلك للأسف وسط تهاون المسئولين عن قطاع الرياضة الذين لم يحاولوا إصدار تصريح رسمي واحد ينفون فيه أو يؤكدون متى وأين كانت الإصابة..!

*** 

أما الفريق الثالث فهو الذي نشأ وتربى وترعرع على نظرية المؤامرة إذ يرى أعضاؤه أن محمد صلاح سليم بنسبة 100xالمائة والحديث عن إصابته بالفيروس ليس إلا محاولة لتلافي اللعب مع المنتخب المصري في تصفيات كأس الأمم الإفريقية..!

وحجة هؤلاء في ذلك.. أن هناك سوابق لمحمد صلاح مع المنتخب المصري.. واتحاد الكرة وإن كان الاتحاد يؤكد أن العلاقة الآن سمن على عسل..!

*** 

على أي حال إنها أولا وأخيرا لعنة كورونا التي تطارد البشر في حركاتهم وسكناتهم لدرجة حصار الفيروس لعشرين من ضحاياه يعالجون في أحد مستشفيات رومانيا اشتعلت النار في "العنبر" المخصص لهم..!

*** 

يبقى في النهاية علاقة المصريين بكورونا.

للأسف مازالت الغالبية العظمى منا تنظر إلى الحكاية وكأنها سحابة صيف سرعان ما تزول رغم أن عدد الإصابات يتزايد.. ومعها أعداد الموتى..!

الحكومة تنبه.. وتحذر.. بل وتلوح بعقوبات صارمة.. كل هذا بينما الناس مازالوا يرددون المقولات الاتكالية الشهيرة.. كل شيء قسمة ونصيب..!

نعم.. أيها السادة.. كل شيء قسمة ونصيب.. لكن الله سبحانه وتعالى يأمركم بألا تلقوا بأنفسكم في التهلكة وأن تتدبروا أحوالكم.. وأن تحددوا الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ.. حتى لا نفاجأ بتكرار تجربة محمد صلاح مع الآلاف أو الملايين..!

*** 

و..و..شكرا

***