*..وهكذا الدنيا..!
*أوباما الذي حرض على تأليب المجتمعات على بعضها البعض يشكو الآن.. من الانقسام الصارخ الذي يشق بلاده
*يقول: حصول كل مرشح على أكثر من 70 مليون صوت لا ينبئ أبدا.. بالخير.. بل يضر بالبلاد إضرارا بالغا
*استبدلوا هيلاري بـ"كامالا".. ولغة الاثنتين واحدة
*أخفوا مرشحة الرئاسة السابقة عن العيون.. ووعدوها بمنصب رفيع!
*ترامب يجوب الشوارع.. وبايدن يجتمع برجال الأعمال
سبحان الله العظيم.. الدنيا لا تسير على وتيرة واحدة.. بل بالعكس.. إنها تدير ظهرها لكل من يحاول تسيير شعوبها على هواه.. أو من يمارس سطوته ضد الآخرين لتغيير تركيبة المجتمعات وتأليب الناس على بعضهم البعض.!
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي شجع عندما كان في قمة السلطة على تقسيم الدول إلى كيانات صغيرة.. بحيث تفقد كل منها هويتها بل وقيمتها وبالتالي يسهل قيادتها والتحكم في إرادة شعوبها..!
في سبيل ذلك.. جند الشباب وأنفق الأموال ووضع نظريات من نبت خياله.. لتنفيذ خططه التي راهن عليها وكيف أنها ستكون الطريق إلى تغيير العالم.
وبالفعل.. نجحت هذه الخطط الخبيثة مع بعض المجتمعات بينما سقطت سقوطا فاحشافي مجتمعات أخرى..!
نعم.. لقد تمزقت دول.. وانهارت جيوش وتفرقت جماعات لكن على الجانب المقابل هناك من صمدواوقاوموا واتحدوا وقرروا أن يكونوا رجلا واحدا.. أمام هذه المؤامرات الرخيصة..!
***
المهم.. تمضي السنون وتدور الأيام ليقف نفس الداعي للخبائث موقف الشاكي الباكي على مصير بلده..!
لقد أعلن باراك أوباما مرارا وتكرارا أن المجتمع الأمريكي انقسم إلى شطرين وانتهى الأمر فماذا ينتظر الناس بعد أن حصل كل من المرشحين الاثنين على أكثر من 70 مليون صوت انتخابي..!
إن هذا يعني وجود من يناصر النظام الجديد –أي نظام جديد- في نفس الوقت الذي لن تستطيع نفس الأعداد الجماهيرية التخلي عن عدائهم أو على الأقل أن يركنوا إلى السلبية في شتى مجريات حياتهم..!
ويتساءل أوباما: أليس هذا الوضع الغريب كفيلا بأن يودي بالبلاد إلى أسوأ مصير..؟!
ونحن نسأله بدورنا:
هل أدركت الآن فقط.. أن شق الصف يحمل في طياته أبلغ المخاطر..؟
لماذا لا تضع ذلك في حسبانك يا رجل وأنت تبدد أموال بلادك وتجيش جيوشك وتشتري عملاءك وتكلفهم بمهام رخيصة لا تتلاءم أبدا مع عصور النهضة التي تعيشهاالإنسانية ليس منذ اليوم فقط بل من قرون مضت..؟!
***
عموما.. ها أنت تواجه ومعك قيادات وأعضاء حزبك منافسا عنيدا.. مصرا على أن يبقى لآخر لحظة متمسكا بموقفه ومؤكدا أن لديه قضايا كبرى سوف يفجرها يوما بعد يوم..!
وبالفعل يمارس ترامب حياته كرئيس جمهورية حتى آخر رمق.. مستعينا بأنصاره الذين يقفون لتحيته وهو داخل سيارته المصفحة رافعا يديه وقد علت الابتسامة وجهه.. وكأنه ليس لديه مشكلة ومشكلة أساسية وجوهرية.. وبالغة الحساسية..
***
على الجانب المقابل يريد الديمقراطيون أن يبدواوكأنهم الحكام الحقيقيون وأن ما يفعله ترامب وأنصاره.. ليس إلا مضيعة للوقت أو بالأحرى لهو ولعب.. وتسلية ليس هذا وقتها.. ولا مجالها..!
والواضح أنهم تعلموا من غباء مرشحتهم السابقة للرئاسة ثم وزيرة خارجيتهم فأقصوها جانبا لتحل محلها الوجه الجديد كامالا هاريس ذات الأصول الهندية والإفريقية والمهاجرة مع أبيها وأمها من قارة غير القارة..!
***
ولأن كامالا تسعى لإثبات وجودها منذ البداية فقد أخذت تتحدث بنفس لغة هيلاري كلينتون التي ترتكز على نفاق الرئيس الجديد.. وعلى "منظِّر" الحزب الديمقراطي وزعيمه في الظل.. باراك أوباما..!
لذا.. فهم رغم إبعادهم لهيلاري فقد وعدوها بتعيينها مندوبا دائما لأمريكا في الأمم المتحدة.. ولعل هذا مقابل صمتها حتى يتمكن الرئيس الجديد ونائبته من السلطة وبعد ذلك فالأبواب مفتوحة ليدخل من يدخل إلى الساحات الواسعة ويخرج من يخرج .. وهكذا دواليك..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق فإن السؤال الذي يثور: هل يظل الأمريكان على نفس هذا العداء مع بعضهم البعض..؟
الإجابة بالنفي طبعا.. فما أن تبدأ الجمهورية الجديدة حتى تدور العجلة تلقائيا وعيونهم جميعا على المجتمعات والشعوب التي ينحت أفرادها في الصخر ليجدوا لهم مكانا ملائما تحت الشمس بينما هم يبحثون عن حيل جديدة مثل حيلة أوباما وهيلاري عام 2011 عسى أن يعوضوا ما منوا به من فشل..!
لكن إرادة الله تبقى فوق كل شيء..
***
و..و..وشكرا
***