مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 21 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*"المتطرفون" تسرق أغلى كنوز ألمانيا.. فماذا تنتظرون..؟

*لم يكتفوا بالإرهاب.. فدخلوا مجالات جديدة 

*محاكمات عاجلة وخاصة.. والجزاء الرادع..

*ترامب.. ومطاردة إيران.. حتى آخر نفس!

*رئيس جهاز القاهرة الجديدة.. هموم..وطموحات

*"كورونا".. ينتشر.. لكن بدون شقاوة!

*د.عوض تاج الدين.. طمأنني:الفيروس تحت السيطرة

*قالت لي حفيدتي: أحب أغنياتي "العظم الأحمر" ولم أفهم

*وأنا ترسناوي وأفتخر! 

استيقظ الألمان منذ أيام على نبأ كسر صمت نومهم العميق.. خصوصا وأنهم لم يتعودوا على الحوادث الدراماتيكية التي تعاني منها مجتمعات عديدة سواء في أوروبا أو أمريكا.. أو منطقة الشرق الأوسط.. 

لقد سرقت عصابة العشائر العربية.. متحفدرسدن الشهير المليء بأغلى الكنوز.. من ذهب وماس.. وزمرد.. ولآلئ ومرجان.. بما يقدر بأكثر من مليار يورو..!

ومدينة درسدن كانت في يوم ما تابعة لحكومة ألمانيا الشرقية حيث إنها تقع في ولاية سكسونيا.. وقد زرتها عدة مرات قبل توحيد ألمانيا ووجدتهم هناك حريصين على أن يحكوا كيف أنها تعرضت لقصف القوات الجوية البريطانية ومعها الأمريكية.. وهو القصف الذي خلف آثارا مدمرة ودامية.

ومع ذلك فقد نجا المتحف الأثري الشهير من أعمال القصف ليظل الألمان محافظين عليه طوال فترة الحكم الشيوعي.. ثم ما بعد الوحدة وبالتالي عندما يجيء لصوص ليسرقوا كل مقتنيات المتحف فإن المصيبة تبقى عظيمة في نفوس الألمان..!

*** 

من هنا.. جابت قوات الانتشار السريع كافة أرجاء المدينة وضواحيها.. ليكتشفوا أن وراء عملية السرقة عصابة اسمها "العشائر العربية".. وهي تتكون من مجموعة من الصبية العرب جاءوا مهاجرين مع ذويهم منذ سنوات عدة.. لكنهم لم يستطيعوا الانخراط في المجتمع الألماني وما يحز في قلوب الألمان أنهم لم يستطيعوا حماية المتحف من السرقة وهم الذين حافظوا عليه في أحلك اللحظات أيام الحرب العالمية الثانية.. حيث كان يضم 3000 قطعة من الياقوت والزمرد والذهب والماس والفضة.. لم يختف منها سوى النذر اليسير لكن هجمة هؤلاء العرب الصغار.. أدت إلى فقدان الكثير والكثير جدا..!

*** 

وهكذا.. فإن العرب للأسف هم الذين يغرسون بذور العداء مع الآخرين.. الذين لابد وأن يبادلوهم نفس المشاعر.. أي عداء.. بعداء.. وكراهية بكراهية..!

وبذلك لم يكتف العرب المتطرفون أو الإسلاميون التكفيريون بعمليات الإرهاب فدخلوا في مجالات السرقة والسطو.. والاقتناص.. ليمزقوا آخر خيط كان يمكن أن يربطهم ليس بالألمان فحسب.. بل بالأجانببصفة عامة..!

يعني ببساطة.. "القبو الأخضر" وهو الاسم الذي يطلق على المتحف الشهير.. أصبح سبباالآن في إيجاد أضخم وأسرع محاكمات يمكن أن تجرى في ألمانيا.. لتوقيع أقصى ألوان العقاب على أفراد العصابة.. 

و..و..ودعونا نرقب وننتظر.

*** 

ومن ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت الآن حديث العالم أكثر من أي وقت مضى.. وذلك بسبب الصراع الحاد بين الرئيس ترامب وقادة وأعضاء الحزب الديمقراطي بل وبعض أعضاء حزبه الجمهوريأنفسهم.

الرئيس ترامب يصر على التمسك بسلطاته حتى آخر نفس فقد قام أمس على سبيل المثال.. بتوقيع عقوبات جديدة على الحكومة الإيرانية بهدف منعها من الاستمرار في أعمالها العدوانية أو الإرهابية..!

بديهي.. هناك من يتساءل:

*وإنت مالك.. لاسيما وأن مدة بقائك في البيت الأبيض أصبحت لا تتعدى الشهرين..؟

ويجيء الرد من الرئيس نفسه:

*ومن قال لكم.. إنني سأغادر الحكم.. أنا يستحيل أن أغادره في ظل عمليات التزوير الصارخة التي شابت الانتخابات الرئاسية.

على الجانب المقابل.. يقول مؤيدو الرئيس إنه مطالب بحماية المصالح الأمريكية حتى آخر دقيقةفي حكمه.

..و..و.. ولنكرر نفس العبارة:

دعونا نرقب وننتظر..!

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد وافقت سلطات الطيران المدني في أمريكا فجأة ودون سابق إنذار على إعادة تشغيل الطائرات البيونج"737ماكس".. بعد إيقافها لمدة تقترب من الـ18 شهرا نتيجة سقوطها مرتين متتاليتين بسبب خطأ في التصميم.!

ها هي الطائرة تعود للحياة مرة أخرى ليثور السؤال:

هل العودة لدعم الرئيس ترامب في نهاية أيام حكمه.. أم أنها صدفة بحتة.؟!

أنا شخصيا أرى.. أنها تنطوي على مجاملة للرئيس الذي حصل على 71 مليون صوت انتخابي وهو عدد بكل المقاييس ليس هينا..!

*** 

ثم..ثم.. فلنتوقف أمام أوضاعنا الداخلية عندنا هنا في مصر.. مصر التي يعاد بناؤها الآن.. بقدرة واقتدار وكفاءة وعلم وعمل.. 

يوم الخميس الماضي "أول أمس".. التقيت بالمهندس أمين غنيم رئيس جهاز القاهرة الجديدة.. وأنا لم ألتق به جزافا.. أو لمجرد تبادل أحاديث المجاملة.. بل لأن هذه المدينة تعرضت مرارا لأحداث ومفاجآت وأمطار وسيول حولتها إلى نظيرتها السابقة "القديمة".. والتي تسابق الزمن حاليا لمغادرتها والانتقال إلى الأحدث.. والأكثر تطويرا.. 

سرد الرجل.. مشاكل المدينة..وأولاها قلة عدد موظفي الجهاز مما أدى إلى تعقد العلاقات مع الجماهير..!

سألته:

xلماذا لا تقومون بزيادة العدد..؟

أجاب وقد بدت علامات الرضا بالأمر الواقع على وجهه:

*للأسف التعييناتالجديدة ممنوعة بقرار من مجلس الوزراء..!

xاستعينوا بمن تريدون الاستعانة به من خلال نظام المكافأة..!

رد المهندس أمين:

*وأيضا المكافآت ممنوعة..!

بصراحة.. هنا أدركت.. لماذا لا تتواءم تصريحات الحكومة مع النتائج والأفعال..؟

القرارات تصدر على العين والراس.. لكن واضح أن التنفيذ صعب وصعب جدا.. وليس هناك مجال للإصلاح إلا باتساق التصريحات مع ما هو قائم بالفعل.. أو مع ما ينبغي أن يكون.!

*** 

*وبما أن فيروس كورونا هو دائما الشغل الشاغل للبشر في شتى أرجاء العالم.. فنحن المصريين يحسب لنا أننا تعاملنا معه أفضل معاملة..!

ها هو يعود في موجته الثانية ليصيب ملايين  البشر.. ونحن هنا –والحمد لله – قد أتانا في هذه الجولة وهو على حياء.. وبلا ممارسة شقاوته المعتادة..!

ولا أخفيكم سرا أن د. محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الصحية طمأنني ويطمئنكم على أن الفيروس هذه المرة تحت السيطرة .. لكن مطلوب منا جميعا رغم ذلك أن نستمر في اتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى تمر الموجة الثانية على خير.. وإن شاء الله سوف تمر.

*** 

على الجانب المقابل فلا ينكر أحد أن إجراءات التباعد الاجتماعي لها تداعياتها.. وسلبياتها بالضبط كما أن لها إيجابياتها.!

لقد تباعد أفراد الأسرة داخل المنزل الواحد وابتعد الأبناء عن الآباء والأمهات وتنافس البنات مع الأولاد على سماع الأغاني.. ومشاهدة الأفلام والمسرحيات وممارسة الألعاب.. الغريبة والشاذة عبر شاشات النت..!

وبالمناسبة.. سألت حفيدتي "كرز" التي أتابعها وهي تستمع ليل نهار إلى أغان غربية.. لم تتعود مسامعي عليها:

ما هي الأغنية المفضلة لديك:

أجابت:

Red bone يعني "العظم الأحمر"..! 

وطبعا.. لم أفهم شيئا..!

ويبدو أن كرز أرادت أن تعاملني ندا لند.. فسألتني بدورها عن هويتي الكروية وما إذا كنت أهلاوي أم زملكاوي..!

رددت:

لا هذا.. ولا ذاك.. أنا ترسناوي وأفتخر..!

وطبعا.. لم تفهم هي أيضا.. وواحدة بواحدة..!

*** 

      مواجهات

*من لا يتعلم جديدا مع طلعة شمس كل صباح.. فسوف يظل طوال عمره في عداد الجاهلين..!

*** 

*نعم.. وألف نعم.. ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك.

مقولة يثت كل يوم صحتها وعمقها.. وحلاوة معانيها.

*** 

*بالمناسبة.. طلبت من صديقي.. أو من كان صديقي أن ينوب عني في إنهاء بعض الإجراءات الروتينية جدا..!

للأسف اكتشفت أن سيادته تفرغ لتحقيق مصالحه الذاتية البحتة.. متجاهلا إياي تماما وكأنه لا يعرفني..!

وأنا بالتالي أقول له.. لا يسعدني أبدا أن أعرفك.. اذهب إلى الجحيم..!

*** 

*العبارات التي أدلت بها الأميرة السعودية ريما بنت بندر بنت سلطان سفيرة بلادها في أمريكا.. هل هي تعبير عن علاقات مودة مع الرئيس دونالد ترامب.. أم أنها بمثابة كلمات وداع لزعيم أوشك أن يغادر منصبه..؟!

*** 

*زمان كان هناك بلد اسمه لبنان.. هل يعرف أحد منكم أين هو الآن على خريطة العالم.. وأين أبناؤه؟

*** 

*بالمناسبة.. لماذا  حسن نصر الله هو الوحيد من اللبنانيين الذي يعلو صوته بمناسبة وبدونمناسبة..؟!

الجواب.. لأنه ليس لبنانيا بمعنى الكلمة.. ولكنه إيراني قلبا وقالبا..!

*** 

*طالما ظلت الروتينية تعشش في القلوب والعقول.. أصبح إصلاح الجهاز الإداري ليس من السهولة بمكان..!

*** 

*حكمة أعجبتني:

من باع الثمين بلا ثمن.. اشترى الرخيص بأغلى ثمن..!

*** 

*وهذه أيضا:

المرأة التي تتوضأ خمس مرات يوميا.. ليست في حاجة إلى"ماكياج"..!

*** 

*أخيرا.. ادعُ معي أيها الصديق والعزيز:

اللهم لست قويا بغيرك..

ولا قادرا إلا بك.. ولا منصورا إلا بقدرتك .. فكن بجانبي حيث لا عزة إلا بك ولا مكان لقلبي إلا بنور رحمتك.

*** 

*ثم..ثم.. نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعرة البحرينية نبيلة زبارى:

لأول مرة أعيش في هذا العالم

بلا أمي

لأول مرة أعرف أن المسافة

ليست هي الكرة الأرضية

وليست هي الجهات الأصلية

وليست هي الخطوط الاستوائية

ولا المجرات 

وليست هي البحار ولا السحاب

ولكن هي مساحة صغيرة من التراب

*** 

و..و..وشكرا