مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 29 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*نعم.. شاءقدرهم أن يمارسوا أعمالا هامشية.. ولكن: فليطمئنوا على مستقبلهم.. ومستقبل أبنائهم بعد أن دخلوا دائرة اهتمام الرئيس الإنسانية 

*النقاشون.. والقهوجية.. والحمالون.. وغيرهم سوف يتمتعونبمعاشات ثابتة شأنهم شأن فئات كثيرة..!

*حقا.. ما ذنب طالب جامعي يمارس" النقاشة".. التي توفر له دخلا معقولا..؟

*حتى الآن.. مازال باعة العرقسوس يجوبون الشوارع وطوال العقود الماضية.. لم يتذكرهم أحد

مرة كنت في زيارة "بيت العائلة" الكبير وتصادفوقتها أن أحد الأقرباء قد قرر إعادة تجديده بعد أن أكل الدهر منه وشرب..!

استوقفني وأنا جالس مع الأهل.. شاب يقوم بدهان إحدى الغرف الواسعة..!

الشاب يبدو أنيقا.. نظيفا في ملابسه التي لم تلطخها زيوت وألوان البوية.. بل الأكثر والأكثر أنه أثناء فترة الراحة التي تستغرق نحو نصف الساعة.. عكف على قراءة كتاب كان قد أحضره معه..!

*** 

بعد أن فرغ من القراءة.. وتأهب لممارسة عمله "المهني".. سألته عما إذا كانت "النقاشة" تمثل بالنسبة له مصدر الرزق الوحيد.. أم أن لديه مصادر أخرى..!

يبدو أنه وجد فرصة للحديث عن نفسه فقال "منير": لقد حصلت على بكالوريوس التجارة العام قبل الماضي.. طرقت أبواب العمل فلم أجد ما يمكن أن يتمشى مع ميولي واستعداداتي في نفس الوقت الذي لا يوفر لي فيه حياة عادية لاسيما وأني أنفق على أبي المريض.. وأمي القعيدة في الفراش.. فخطر على بالي أن أجرب مهنة النقاشة والحمد لله لقد نجحت فيها وأحقق مكسبا لا يقل عن أربعة آلاف جنيه شهريا.. تكفيني وتغطي التزاماتي الفعلية والحمد لله.

اتجه أحمد ببصره إلى سقف الغرفة ثم استطرد:

لكن المشكلة.. وماذا بعد فأنا لو توقفت يوما واحداعن العمل لا أجد قوت يومي فما بالك لو تقدم بي العمر.. من عندئذ سيتولى أمري وأمر جميع الذين أعولهم..؟

*** 

بالفعل أدركت أن سؤال منير بديهي ومنطقي ومع ذلك فقد شددت على يديه مشجعا.. ومقدرا وانصرفت بينما ذهني يدور حول حياة هؤلاء المواطنين الذين يعيشون حياة هامشية لا تحقق لهم تأمينا أو معاشا أو معونة ثابتة.. أو غير ثابتة..!

وإنصافا للحق فإنهم كثر حيث لا يقتصر نشاطهم على النقاشة فقط بل هناك على سبيل المثال لا الحصر " القهوجية".. والساعاتية وبائعو علب الكلينكس أمام إشارات المرور وصناع السجاد والحصير.. وبائعو العرقسوس في المناطق الشعبية والذين يتولون إصلاح الأحذية والحمالون وغيرهم وغيرهم .. 

أيضا.. هناك رجال أعمال كانوا في يوم ما يرفلون في ثياب الغنى.. فإذا يجيء عليهم يوم يفقدون كل شيء

ولم يعد لديهم ما يقيم أودأبنائهم لمدة يوم واحد..!

*** 

أقول لكل هؤلاء اطمئنوا.. فقد دخلتم في دائرة اهتمامات الرئيس الإنسانية حيث أصدر توجيهاته منذ أيام بتأمين حياة هؤلاء "الأهل" حتى لا يروحوا ضحية غدر السنين والشهور..!

ومعنى تأمين الحياة أن يكون لهم معاشات ثابتة شأنهم شأن موظفى الحكومة وقطاع الأعمال العام والقطاع الخاص " الملتزم" فضلا عن إعانات المرض والحوادث والوفاة..!

*** 

على الجانب المقابل يشكو أصحاب هذه المهن الهامشية من تعطلهم عن العمل منذ أن غزا ميكروب كورونا شتى مجالات الحياة ليس في مصر فحسب.. بل في العالم كله..!

نعم.. لقد أمر الرئيس بصرف 500 جنيه إعانة شهرية لنظرائهم أو لهم بصفة مباشرة لكنهميعلقون آمالا على سواعدهم الفتية التي تجد في العمل بهجة وسعادة وثقة في النفس ما بعدها ثقة..!

*** 

إن شاء الله سوف تتفتح أبواب الأمل قريبا أكثر وأكثر وتتعدد فرص العمل وتتنوع بعد اندحار الفيروس مع الأخذ في الاعتبار أن الدولة في مصر بذلت أقصى جهدها في سبيل المحافظة على أمرين أساسيين.. دوران عجلةالاقتصاد وصحة المواطنين .. وحرصها على عدم تعريضهم للخطر..!

يعني باختصار شديد.. سوف يعم الخير قريبا بإذن الله والمهم الآن أن يتخلى من شاء قدرهم ممارسة مهن هامشية عن  أحاسيس القلق والتوتر والخشية من المستقبل والذي سيكون مستقبلا آمنا.. هانئا.. مستقرا.. مادام يقود سفينته بجدية واجتهاد وصبر وعلم .. القائد عبد الفتاح السيسي.

*** 

و..و..وشكرا

***