مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 30 نوفمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*صاروخ ترامب الذي اغتال حسن زادة.. هل موجه إلى أعدائه الإيرانيين فقط..؟!

*فكر الرئيس المهزوم قد يمتد إلى ما هو أبعد

*وتهديدات إيران.. بالانتقام.. لا تعدو أن تكون بيانات عنترية

*ملأوا الدنيا صياحا بعد عملية قاسم سليماني وحتى الآن.. مازالوا في مرحلة لطم الخدود!

في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا بالغ السرية مع فريق حملته الانتخابية حضره بصفة استثنائية بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.

خلال هذا الاجتماع طلب ترامب من أعضاء الفريق ضرورة القيام بضربةمفاجئة تدوي لدى جماهير الناخبينالأمريكيين..ومعهم شعوب وحكومات كثيرة في مناطق شتى من العالم.

*** 

بعد مناقشات استمرت نحو أربع أو خمس ساعات وتفنيد كافة الاحتمالات والتأويلات استقر الرأي على اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني والرجل الثاني كما يصفونه بعد المرشد الأعلى على خامنئي.

*** 

بالفعل.. استهدف صاروخ أو صاروخان سليماني أثناء خروجه من مطار بغداد..فتناثرت أشلاء جسده هنا وهناك مما جعل الإيرانيين يستشيطون غضبا وغيظافوق غضبهم وغيظهم مهددين بضرورة الانتقام لدم "رجلهم" الذي لا يعوض..!

وكما توقع معاونو ترامب ومعهم بنيامين نتنياهو أكد ترامب من خلال هذه الضربة أنه لن يتهاون مع حكم الأئمة وأن إلغاء الاتفاق النووي الذي سبق أن عقدوه مع سلفه باراك أوباما لا رجعة فيه.. تاركا إياهم يهددون ويصيحونويتوعدون..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن واقعة اغتيال سليماني رفعت وقتئذ شعبية ترامب بنسبة 15% مقارنة بمنافسه اللدود جو بايدن.

*** 

والآن وبعد أن تراجعت كافة فرص البقاء في منصبه بعد أن خسر معظم أو كل القضايا التي رفعها ضد القائمين على العملية الانتخابية.. رأى ترامب أن يفعل مثل ما فعل يوم 3 يناير الماضي أي يوم اغتيال أقوى رجل في إيران.. فجاءت الضربة الجديدة لتطيح برأس العقل المدبر لتطوير السلاح النووي والصاروخي الإيراني محسن فخري زادة والذي يشغل منصب رئيس مركز التطوير والأبحاث في وزارة الدفاع الإيرانية..!

*** 

بكل المقاييس أفقدت هذه العملية الجريئة التي دارت وقائعها بالقرب من العاصمة طهران صواب أركان النظام من أول المرشد الأعلى حتى أصغر جندي في الحرس الثوري..

وكالعادة أقسم الجميع على ضرورة الأخذ بالثأر ولكن حينما تصبح الظروف سانحة..!

طبعا.. كلها تهديدات عنترية سوف ينتهيمصيرها لتنضم إلى سابقاتها التي أعقبت اغتيال سليماني وحتى الآن لم يحدث شيء وأحسب أنه لن يحدث على المدى القريب..!

*** 

على الجانب المقابل.. ليس هناك ما يمنع الرئيس الأمريكي من تصعيد الموقف مع إيران إلى أقصى مدى لاسيما في ظل ما يقوله الرئيس القادم حول العودة إلى اتفاق لوزان النووي الذي وقعته كل من أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في إبريل عام 2015.

لقد أعلن الرئيس ترامبأن من يمس شعرة لدى أي جندي أمريكي في العراق سوف يلقى عقابا مدمرا يعني ليس مستبعدا أن يشعل الرئيس ترامب نار الحرب قبل انصرافه من البيت الأبيض مرددا المقولة الشهيرة التي أطلقها يوما شمشون الجبار "عليا وعلى أعدائي" مع الأخذ في الاعتبار أن أعداء ترامب ليسوا الإيرانيين فقط.. بل أيضا حكام أمريكا الجدد من الديمقراطيين الذين لا يطيقهم ترامب ولا هم يطيقونه.

*** 

و..و..وشكرا

***