مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 09 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حينما يفقد الحاكم.. مواصفات القيادة وحينما يختار طريق الضلال.. من يدفع الثمن في النهاية.. سوى شعبه..؟!

*أردوغان.. خسر كل معاركه.. ومازال يعاند..!

*الاتحاد الأوروبي.. أول من وقف ضد تصرفاته الحمقاء..!

*مصر تنتصر.. بالمبادئ.. وبالحكمة..واحترام إرادة الآخرين

الحاكم-أي حاكم- لابد له من مواصفات خاصة.. وملكات واستعدادات لا تتوفر لدى غيره.. وإلا فيظل حكمه.. مهترئامخلخلا.. وإن كان مواطنوه للأسف هم الذين يدفعون الثمن في نهاية الأمر..!

والحاكم الذي يرتبط بعصابات العنف والتطرف إنما ينتقل من مقعد الشرعية إلى دهاليز الظلام والبهتان.

أيضا الحاكم الذي يعيش على أوهام وخيالات الماضي التي انتهت بانتهاء عصور التخلف والرجعية فإنه ولا شك يحصر نفسه في دائرة ضيقة تودي به في النهاية إلى أسفل سافلين..!

*** 

والرئيس التركي رجب طيب أردوغان افتقر إلى مقومات الحكم الرشيد.. وبالتالي يجلب لشعبه المصائب بينما هو مصر على السير في الطريق الخاطئ.. 

بالله عليه.. هذه الهزائم المتتالية التي تنزل به من جراء تدخله في ليبيا ألا تعد عارا في جبينهسيظل ملازما له حتى يوم الدين لاسيما أن أي مبررات يسوقها في هذا الصدد فهي مبررات واهية ما أنزل الله بها من سلطان حيث يغفل حقيقة واضحة تقول إن أي شعب في العالم  يرفض التدخل في شئونه أو فرض سيطرة الآخرين على مقدراته والتحكم في طموحاته وتطلعاته .. وبديهي الشعب الليبي لا يختلف عن غيره من الشعوب..!

*** 

لذا ما دخل أردوغان في أن يقوم وزير الداخلية في حكومة الوفاق بزيارة فرنسا.. ومصر حتى يكلف سفيره بإبلاغ المسئولين في الحكومة.. عدم ارتياح "سيادته".. لتلك الزيارة"..!

ليس هذا فحسب.. بل يدفعه غروره الزائف إلى الاعتراض على ما أسماه بالتقارب بين المجلس الأعلى للرئاسة في ليبيا.. ومجلس النواب..!

بالذمة.. هل هناك "تنطع" أكثر من ذلك..؟!

وقد شاءت الظروف أنه في نفس التوقيت الذي يتصرف فيه أردوغان مثل تلك التصرفات.. تقع في قبضة الجيش الليبي سفينة تحمل علم جامايكا بعد أن دخلت المياه الإقليمية وبتفتيشها تبين أنها تحمل أسلحة وأدوية لتوزيعها على ميليشيات الإرهاب ومرتزقة أردوغان..!

*** 

أما حكاية سلطان تركيا الحائر مع الاتحاد الأوروبي فإنها تنم عن ضيق أفق وانعدام القدرة على تقييم الموقف تقييما صحيحا..!

العالم كله يعرف كيف أن تركيا حاولت بشتى السبل والوسائل الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي طالبها بدوره بالالتزام.. بقواعد وضوابط وشروط الاتحاد وكلها ضرب بها أردوغان عرض الحائط.. فما كان من الأوروبيين.. إلا أنهم رفضوا انضمام تركيا ..

وها هم وزراء خارجيتهم يعودون ليؤكدوا موقفهم من جديد..ويصدرون بيانا شديد اللهجة يعددون فيه أخطاء وتجاوزات أردوغان الذي كان قد وصف الاتحاد بالغباء الإستراتيجي..!

أي غباء يقصد..؟!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

لقد اختار رجب طيب أردوغان طريق معاداة مصر لا لشيء إلا لأنه ارتمى في أحضان جماعة الإخوان الإرهابية وخضع في مهانة وذل لإمرة تميم بن حمد الأمير الصغير.. للدويلة الصغيرة.. فماذا كانت نتيجة هذا الاختيار الشارد..؟!

طبعا.. النتيجة واضحة وضوح الشمس.. فها هو العالم كله يؤيد سياسة مصر إزاء شرق البحر المتوسط وأول المؤيدين الاتحاد الأوروبي الذي  لن تمر سوى أيام قليلة.. إلا يكون قد أخذ بعدها إجراءات حاسمة تحول بينه وبين أي عمليات تصعيد لا تستند إلى حق.. أو منطق.!

وعفوا أيها السلطان العثماني الزائف..

لقد خسرت معاركك السياسية والعسكرية مع مصر وبديهي كان لابد أن تخسرها.. فالبون شاسع بين من يحترمون إرادة الآخرين ويلتزمون بقواعد الأمن والسلم الدوليين ولا يطمعون في ثروات غيرهم.. وبين من ينام الليل ويستيقظ على أصوات سلاطين "الندامة"..!

*** 

و..و..وشكرا

***