*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*رايات الحق..لا تنتكس أبدا.. مادام هو رافعها
*السيسي جذب انتباه العالم من باريس بكلماته الواضحة والصريحة.. والشجاعة
*حطم دعاوى الباطل جهارا نهارا
*كان طبيعيا أن يقول ماكرون:
مصر حصن منيع ضد التطرف
*الرئيس الفرنسي ونظرة إمعان وتأمل .. بينما الرئيس السيسي يضرب الأمثلة بدول تمزقت وتفرقت شعوبها
*حصار أوروبي لأردوغان لكي يلتزم الأدب
*أول مؤتمر للإصلاح الضريبي يصدر توصيات واضحة
*أفراح العجائز في بريطانيا!
*زواج الأطفال.. ظاهرة لم تعد تليق بنا!
*شركة قطاع أعمال تستغيث.. أرجوكم تدخلوا
البشرية كلها في موقف لا تحسد عليه.. حيث لم تعد الصراعات والنزاعات هي فقط التي تؤرق حياة الشعوب.. بل جاء هذا الفيروس اللعين كورونا ليزيد حدة التوتر ويرفع سخونة العلاقات بين الإنسان والإنسان إلى درجة الغليان.
وفي جميع الأحوال الحياة لابد أن تستمر.. وما كان رهن القيد منذ شهور مضت أصبح الآن رغما عنه يتحرك يمينا ويسارا بصرف النظر عن التداعيات التي يمكن أن تنجم عن عناد الفيروس ونشاطه بعد دخوله مرحلة الموجة الثانية.
***
المهم.. وسط تلك الظروف الشائكة قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لفرنسا التي كانت محط أنظار الشرق والغرب بعد أعمال العنف التي جرت بها مؤخرا وبعد مظاهرات الاحتجاجات التي تجوب الشوارع بسبب مشاكل داخلية فيما بينهم.
والمهم.. المهم بعد "اللغط" الذي سببه تصريح للرئيس إيمانويل ماكرون حول الرسوم المسيئة للرسول الكريم.. وهي تصريحات أثارت العالم العربي والإسلامي..!
أقول يجيء الرئيس السيسي ليزور فرنساوسط هذه الظروف التي إذا أردنا أن نضيف إليهاتلك الادعاءات من بعض قوى الشر في الداخل والخارج بشأن ما أسموه انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.. والتي بعثوا بها إلى بعض المنظمات الدولية وبعض الرؤساء ومن بينهم الرئيس إيمانويل ماكرون.
***
ودقت ساعة البرهان واليقين.. عندما وقف الرئيس السيسي يتحدث أمام العالم كله من باريس رافعا رايات الحق.. ومدافعا عن مبادئه ومبادئ وطنه التي آل على نفسه ألا يغيرها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
لم يتردد الرئيس لحظة واحدة وهو يعلق مؤكدا أن مصر تواجه إرهابا يهدد أمنها وأمن أوروبا كلها.. أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل شعبها في ظروف قاسية.. ولأن الكلام مقنع والتجارب واقعية فكان من الطبيعي أن يعلن الرئيس ماكرون رفضه لربط بيع الأسلحة لمصر بحقوق الإنسان.. لأن هذا سيضعف قدرتها على محاربة التطرف.
وقد شاءت الظروف أنه بعد ساعات مما قال ماكرون.. كانت القوات المسلحة المصرية تهاجم عددا من البؤر الإرهابية مما أسفر عن تدمير 437 وكرا وملجأ ومخازن للأسلحة وبنادق آلية وعبوات ناسفة ودراجات بخارية.. والقبض على 12 تكفيريا فضلا عن 1448 شخصا حاولوا التسلل كهجرة غير شرعية..!
***
أيضا وقف الرئيس ماكرون ممعنا التأمل والرئيس السيسي يضرب المثل تلو المثل بالدول التي تمزقت أوصالها وتفرقت شعوبها.. كسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان والسودان.
يعني ببساطة شديدة مثلما رفع الرئيس رايات الحق.. فقد حطم أيضا دعاوى الباطل جهارا نهارا..
على الجانب المقابل.. فقد تعرض الرئيس السيسي لموضوع الإساءة للقيم الدينية فلم يتردد في توضيح موقفه قائلا إنه لا يمكن انتهاك قيم دينية على حساب قيم إنسانية.. فكانت النتيجة أن ماكرون –لأول مرة- منذ اشتعال أزمة الصور المسيئة للرسول الكريميعتذر بشجاعة أيضا.. ويعرب عن أسفه للمسلمين مشيرا إلى أن الصور المسيئة لم تصدر عن مؤسسات الدولة.
***
على الجانب المقابل كيف هو حال رئيس دولة ألقى بنفسه في مستنقعات الإرهاب وفي ارتكاب عمليات القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات ..و..و.. أقصد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحاصره حاليا جميع دول أوروبا وعلى رأسها فرنسا التي أعلنت صراحة أنها لابد من تحجيم نشاطه في منطقة شرق المتوسط والحيلولة بينه وبين التدخل السافر في ليبيا.
إذن هذا هو الفرق بين قائد حكيم.. ملتزم بالشرعية الدولية.. ومصمم على دحر الإرهاب في أي مكان يكون.. وبين قائد يتعامل مع أرواح البشر كأنها لا تساوي شيئا..!
لكن أبدا.. أبدا.. يستحيل للظلام أن ينتصر على النور مهما كانت المبررات والذرائع.. وأساليب الغدر والغش والخداع.
***
والآن تعالوا ننتقل من باريس إلى القاهرة العاصمة المحببة إلى قلوبنا وعقولنا جميعا..
هذا الأسبوع شاركت في مؤتمر يبحث إصلاح النظام الضريبي في ظل متطلبات السياسات المالية والنقدية بناء على دعوة وجهها لي د. رابح رتيب عميد كلية الحقوق ونائب رئيس جامعة بني سويف الأسبق بمشاركة د.ناصر القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية.
أصارحكم القول إنني قد استفدت أبلغ استفادة من المناقشات التي دارت لاسيما وأن أصحابها متخصصون وعلماء في مجال الضرائب.
وحينما حل علي الدور لكي أتحدث تساءلت بيني وبين نفسي:
ماذا سأقول أمام هؤلاء الخبراء..؟!
وفجأة طرأت على ذهني فكرة عنوانها الثقافة الضريبية.. وسردت وشرحت أهمية الثقافة الضريبية في إقامة جسور المودة بين الممولين ومصلحة الضرائب وكيف أنها ستؤدي تلقائيا إلى خفض معدلات التهرب الضريبي.
استقبل المشاركون هذاالاقتراح بحماس وتأييد بالغين ليتصدر هذا الاقتراح جميع توصيات المؤتمر الأخرى.
على أي حال.. أي مؤتمر.. أو أي ندوة.. أو أي لجنة لابد أن تؤتي بثمارها إذا كان المشاركون جادين.. وفاهمين وواعين.. وأحسب أن السمعة التي التصقت بطول بال اللجان وانتهاء اجتماعاتها بلا شيء قد ولى زمانها.
وهكذا.. فالتحية واجبة.. لكل من قطبي الضرائب في مصر والسعودية ومعهما أناس يتمتعون بنفس القدر من العلم والخبرة والتجربة أمثال د.عادل عبد العزيز السنود. عرفان فوزي الأمين العام للجنة العلمية للتشريع الضريبي.. وغيرهم وغيرهم..
***
على الجانب المقابل فإني أحسب أن من أهم ميزات هذا التقرير.. تلك الجولة التي نقوم بها من خلاله متوقفين في محطات عدة بصرف النظر عن التقارب المكاني.
وبالتالي أرجوك ألا تندهش إذا قلت لك إن محطتنا هذه المرة مكانها العاصمة البريطانية لندن التي تقام فيها الأفراح وليالي الملاح ابتهاجا بتوزيع مصل كورونا..!
بالفعل الناس هناك تغمرهم كافة أحاسيس السعادة بعد أن أبلغتهم الحكومة بتوفير المصل على مراحل أولها المرحلة التي تنتهى آخر ديسمبر الحالي ويتم خلالها استخدام 800 ألف جرعة تزيد مع شهر يناير القادم.. بحيث تكون الحصيلة النهائية مليون جرعة مع نهاية عام 2024.
وقد غيرت الحكومة البريطانية سياستها التي كانت قد أعلنتها منذ بداية ظهور الفيروس عندما رأت عدم تضييع الوقت مع كبار السن.. والتركيز في الأساس على من هم في مرحلتي الشباب والرجولة.. لكن مع بداية حملات التطعيم الرسمية.. منحوا الأولوية لمن هم فوق الثمانين بعدهم من أقل سنا.. وهكذا حتى يمكن الاطمئنان إلى أن الغالبية العظمى من المجتمع قد تحصنت ضد كورونا وبذلك يكون الإنجليز لهم فضل السبق..!
برافو..!
***
وعودة ثانية إلى مصر المحروسة التي مازالت تعاني للأسف من بقايا عادات وتقاليد قديمة منها ما ظهرت خلال الأيام الماضية بعد أن ألقت العروس الطفلة بنفسها من النافذة.. ثم لحقها العريس الطفل ليلقى حتفه بنفس الطريقة..!
بالله عليكم.. هل هذا كلام..؟!
وهل نحن الذين نعيد بناء الوطن على أساس العلم.. والتفوق والتميز.. نسمح بارتكاب تلك السلوكيات الرديئة التي لا تضر شخصا فحسب بل تؤدي من بين ما تؤدي إلى خلخلة اجتماعية تعقبها –ولا شك- مختلف العواريات النفسية والجسدية التي لا تليق بنا كشعب..!
***
أخيرا.. هذه صيحة استغاثة من شركة قطاع أعمال اسمها شركة الدلتا للأسمدة التي تضم كما يقولون خمسة آلاف عامل والذين يتضررون جميعا من قرار مرتقب بنقل مقر شركتهم من محافظة الدقهلية إلى محافظة السويس.. تحت ستار الشماعة إياها شماعة التطوير مما يدعو للتساؤل:
ولماذا لا يتم التطوير في نفس المكان على الأقل توفيرا للنفقات وحماية لمصالح العمال الذين إذا ما ذهبوا للسويس.. فسوف يعانون من مشكلة إسكان.. ومن أزمة اغتراب عائلي و..و..و..!
عموما.. كل ما أرجوه وأنا لا أعرف واحدا من هذه الشركة معرفة شخصية.. أن يتولى وزير قطاع الأعمال بنفسه دراسة المشكلة وإني واثق أنه سيتخذ القرار الأصوب .
و..و..ونحن في الانتظار..!
***
و..و..وشكر