هل الحكومة جادة -بحق- فى منح معاشات لمن لا معاشات لهم..!
أتمنى - طبعا- أن يحدث ذلك.. حيث توجد طائفة فى المجتمع لا تملك من الحياة شرو نقير.. فلا «دخل» ثابت لأى من زفرادها.. ولا حتى غير ثابت..
يعنى يعيشون على «باب الله».. علما بأن منهم من كان يمارس أعمالا طالما حققوا من ورائها أرباحا طائلة.. لكن هكذا شاءت ظروفهم..!
المشكلة أن الحكومة تعدوت على أن طرح قضية معينة وتتعهد بالغوص فى أعماقها من أجل الوصول إلى الحل الواقعى والعملى..
لكن سرعان ما تمر الأيام والشهور بل و«السنون» ليفاجأ أصحاب القضية بأن جميع النوافذ والأبواب قد سدت أمامهم..!
والآن تدور بين كواليس الحكومة.. حكايات، واقتراحات، ووجهات نظر ترتكز كلها حول إنقاذ هؤلاء الناس الذين بحت أصواتهم.. مستنجدين بمن يقدم لهم كسرة خبز.. والواضح أن الفكرة قد اختمرت بالفعل.. ولم تعد تتطلب سوى وضع آليات التنفيذ، وتلك هى الأخرى العقبة الأكبر..!
بداية.. أود أن تجيب الحكومة بصراحة على السؤال المنطقى والبديهى:
هل النية خالصة بالفعل لتقرير تلك المعاشات.. وإذا أحسنا الظن مستبعدين أية ظلالات تعكس شبهات الريبة والشك.. فهل الاعتمادات المالية متوفرة..؟؟
ثم.. ثم.. هل وضعوا فى اعتبارهم ضرورة تحديد جدول زمنى لإجراءات التنفيذ.. أم سوف تصدر القرارات -كالعادة- لتتوه فى الدهاليز فتنطفىء الأضواء.. قبل أن تضىء..؟؟
فى نفس الوقت.. فإن حجم المعاش ذاته لابد وأن يمثل أهمية كبرى لدى أصحاب القرار.. الذين لابد وأن يدركوا أن الدنيا تتغير.. وأن معدلات التضخم ترتفع.. والأسعار تزيد.. وبالتالى فمبلغ الـ«100» أو الـ«200» جنيه لا يفى بمتطلبات الإنسان الأساسية..!
* * *
على الجانب المقابل يقولون إنه سيتم زيادة معاشات بعض الموظفين بصفة استثنائية.. وهذا -بكل المقاييس- طيب وجميل.. لكن لمهم توخى العدالة بمعنى ألا تكون الزيادة قد استندت إلى عوامل شخصية بحتة وبغير مراعاة الظروف الاجتماعية لكل حالة على حدة..!!
أيضا ما دور وزارة التضامن الاجتماعى فى هذا الصدد..؟؟
هل قامت بتشكيل «لجان عادلة» مهمتها الدراسة، والبحث، والاستقصاء.. أم لعب عنصر المجاملة -وما أدراك ما المجاملة- دورا مؤثرا وفعالا..؟؟
.. و.. وماذا عن وزارة المالية..؟
هل ستدلى بدلوها هى الأخرى فيما يتعلق بعملية الاختيار.. أم مهمتها التمويل فقط.. مع ملاحظة أن يوسف بطرس يهوى «دس أنفه» فيما كبر من الأمور، وما صغر..؟؟!!
* * *
على أى حال.. إنها خطوة شجاعة وجيدة من حكومة د.نظيف.. التى أرجو أن نلمس آثارها ونتائجها فورا.. وإلا تحولت شأنها شأن مثيلاتها.. إلى وعود لا وعود.. أو إلى سراب خادع يظنه أصحاب الحاجة طعاما، أو شرابا.. فإذا ما اقتربوا منه.. لا يجدون سوى ألسنة تتدلى من الأفواه..!