مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 16 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*السودانيون.. تحرروا من

السمعة السيئة!!

*ترامب رفعبلادهم من قائمة الإرهاب ليفتح أمامهم أبواب الخير.. والعيش في أمان واطمئنان

*.. والمغاربة.. رحبوا بالسلام مع إسرائيل ولكن أصوات الكتل اليهودية.. راحت للمنافس اللدود!!

حقق السودانيون هدفا عزيزا غاليا عليهم.. ألا وهو رفع بلادهم من قائمة الإرهاب وفقا للقرار الذي أعلنته أمس الولايات المتحدة الأمريكية.. وهذا يعني أن يعود السودان للمجتمع الدولي متمتعا بثرواته وبمياه نيله.. وبأرضه الخصبة التي تصلح لزراعة مئات الألوف من الأفدنة.. زراعة طيبة تدر دخلا عاليا لهذا البلد الذي طالما عانى ومازال يعاني من سوء الحالة الاقتصادية.. ومن تدهور العلاقات الإنسانية ومن ارتفاع أسعار الطعام فضلا عن الانخفاض الحاد للجنيه الذي هو عملتهم الرسمية.. 

*** 

وبصرف النظر عما إذا كان هذا القرار الذي سوف يغير وجه الحياة في السودان مقابل تطبيع العلاقات بينهم وبين الإسرائيليين أم لا.. فالمهم في الأساس.. أنهم تخلصوا من عبء ثقيل ظل يجثم على صدور أبنائهم وبناتهم على مدى ثلاثين عاما من الزمان..!

نعم.. الحكومة السودانية المؤقتة تؤكد عدم وجود أدنى رابط بين الرفع من قائمة الإرهاب وبين التطبيع مع إسرائيل.. وهي في ذلك لديها الحق حتى لا تفقد التأييد الشعبي للقرار الجديد.. وضمانا لسير الأمور في أجواء هادئة.. وآمنة في نفس الوقت وذلك عكس أيام زمان عندما كانت القنابل تدوي في أماكن شتى من البلاد.. ومدافعالهاون تحصد المدنيين من الرجال والنساء والأطفال.. والدبابات تدهس الأجساد الواهنةفي الطرقات بينما الطائرات تحصد البقية الباقية من الأحياء..!!

*** 

أقول سيعيش السودانيون آمنين مطمئنين إلى حاضرهم ومستقبلهم لا سيما إذا التزم الجنوب بالاتفاقات التي عقدها مسبقا والتي تقضي بالعيش في سلام مع إخوة الشمال.. والتعاون معا من أجل حياة أفضل.. للفريقين..!

*** 

لكن هناك ثمة ملاحظات أود الإشارة إليها في هذا الصدد.. 

أولى هذه الملاحظات أن الرئيس دونالد ترامب صاحب الفضل في هذا التطبيع السوداني-الإسرائيلي فقد كثيرا من أصوات الناخبين بينما كان يتوقع العكس هو ومؤيدوه بل وكثير من الأمريكان حيث تشير الدلائل إلى أن اليهود الذين هم أصحاب الثقل الانتخابي في أمريكا.. لم يحاولوا رد الجميل لترامب..بل كعادتهم فازوا بالغنيمة.. وتركوا الرجل يصارع الزمن.. فكانت النتيجة تأكيد فوز منافسه اللدود جو بايدن بعد فرز الأصوات النهائي والرسمي والذي حصل بمقتضاه على 302 من أصوات المجمع الانتخابي متخطيا العدد المطلوب بأكثر من 30 صوتا..!

*** 

ثم..ثم.. أين اليهود المغاربة وأقاربهم وأصدقاؤهم الذين يعيشون في أمريكا وهم كثر أيضا فقد كان ترامب يأمل في الحصول على أصواتهم أيضا بعد الإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل الأمر الذي ظل المغاربة يرفضونه طوال سنوات عديدة باعتبار ملكهم رئيس ما تسمى باللجنة العليا للقدس ليس هذا فحسب بل أصدر الرئيس ترامب قرارا غير متوقع يقضي بسيادة إقليم الصحراء وهو ما كان مثار نزاع طويل .. طويل بين الجانبين ومع ذلك.. كعادتهم دائما فقد منح اللوبي اليهودي أصواتهللمنافس اللدود.. جو بايدن تاركين ترامب حائرا متعجبا.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

في هذه الحياة يستحيل أن تظل منتصرا طوال الوقت وكذلك صعب وصعب للغاية أن تعيش عمرك كله وأنت تجر أذيال الهزيمة لكن يفترض في رجل السياسة أو الزعيم الأكبر أن يحسبها جيدا وبكل أسف فقد الرئيس ترامب خيوطا كثيرة من بين يديه .

ولعل آخر دليل أنه لم يتحمل النتائج الرسمية للمجمع الانتخابيفأصدر على الفور قراره بتنحية وليم بار وزير العدل لأن أداءه لم يعجبه أو بالأحرى لم يؤيد موقفه في الادعاء بتزوير الانتخابات.

*** 

و..و..وشكرا

***