مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 17 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*نصائح عام 2020 للبشرية.. قبل الرحيل!

*تكاتفوا.. تعاونوا .. اتحدوا.. وإلا انتصر عليكم فيروس خفي

*اعكفوا على التعلم.. وعلى البحث.. وعلى الدراسة.. فهذا أفيد لكم

*لا تخشوا الإرهاب والإرهابيين.. بل حاربوهم في أي مكان يكونون

*الفقراء.. مسئولية الأغنياء.. فأعينوهم!

*الأمريكان.. وكأنهم في عيد.. وهم يتعاطون المصل!!

*أعضاء الجيش الأبيض يقدمون التضحيات يوميا.. كل ما يرجونه رعاية أطفالهم الصغار..!

*ليلة الكريسماس براءة في فرنسا.. ورأس السنة "لا"

*أردوغان يتحدى أمريكا.. ويهدد بالمعاملة بالمثل!

*جلال حمام يكشف حقيقة الغنوشي وعلاقته بإخوان مصر الإرهابيين

ها هو عام 2020 يلملم في أوراقه.. ويستعد للرحيل لكنه قبل أن يصبح ذكرى.. فقد تطوع للإدلاء بنصائحه للبشرية جمعاء.. حيث إنه على يقين بالغ بأن الإنسان هو الإنسان في أي مكان يكون.. اللهم إلا بعض التغييرات التي تطرأ على سلوكياته نتيجة ظروف قاهرة.. أو غير قاهرة.. 

وفي الحالتين مطالب بحماية نفسه والذود عن وطنه والدفاع عن القيم والمعاني التي يتحلى بها منذ أن خرج للحياة وحيدا.. يتلمس طريقا لم يعهده من قبل.

من هنا.. فإن عام 2020 يطالب الشعوب في شتى أرجاء الأرض بالتعاون فيما بينهم والتلاحم.. وتوحيد صفوفهم فتلك كلها "دروع" تحميهم من غدر الكارهين أو حقد الحاسدين أو المتآمرين الذين تعودوا على تأليب الناس على بعضهم البعض.

والأمثلة عديدة.. والأحداث كثيرة منها ما وقع في نفس هذا العام.. ومنها ما جرى قبله..

طبعا عام 2020 لا يتحدث عن عالم خيالي.. أو شعوب كلها فاضلة.. بل هو يعرف تماما أن الصراعات والنزاعات تمثل جزءا كبيرا من نشاط الإنسان .. كل ما يرجوه التخفيف من وطأة هذه الصراعات.. ومحاولة منعها من أن تتحول إلى حمامات دماء.. يلفظ أنفاسهم عندها أو بداخلها أبرياء من الرجال والنساء والأطفال..!

وقد يسأل من يسأل:

ماذا نفعل إذا فرض علينا أن نواجه بعضنا البعض السيف بالسيف والبندقية بالبندقية والعين بالعين..؟!

يرد 2020 عن السؤال بسؤال أهم:

هل رأيتم ما حدث في كل من العراق وسوريا وليبيا والصومال وفنزويلا والصين ورواندا.. وغيرها وغيرها..؟!

لقد تمزقت أوصال تلك الدول وتبددت مصالحها وهجرها أبناؤها وبناتها بل وأصبحت أسيرة لقوى أخرى أقوى وأبلغ تماسكا..!

ثم تأتي الإجابة:

لا.. طبعا.. فمن هؤلاء الذين يريدون لأوطانهم أن تعيش ممزقة.. مهترئة.. ضعيفة البنيان..مسلوبة الإرادة..؟!

إذن.. اتبعوا النصائح وحاولوا تنفيذها عسى أن يجعل الله سبحانه وتعالى من عام 2021 أفضل وأحسن.. وتأكدوا أن عام 2020 لن يغضب منكم ولن يعتب عليكم وإلا ما انبرى ليقدم كل نصائحه التي يريد منها أن تقطعوا خطوات وخطوات على طريق الاستقرار والأمن والأمان والخير الوفير بإذن الله.

أما إذا كان لديكم إصرار أو عناد لكي تشتتوا صفوفكم فسوف ينتصر عليكم فيروس خفي مثل هذا الذي عانينا منه على مدى شهور طويلة .. حتى ألهم الله سبحانه وتعالى الإنسان مؤخرا لكي يتوصل إلى السلاح الذي يشهره في وجهه مطاردا إياه حتى لا يعود للظهور من جديد..!

*** 

ثم..ثم.. يستمر عام 2020 في سرد نصائحه:

العلم أيها البشر أهم سلاح في الكون إنه أفضل كثيرا من الصاروخ والطائرة والدبابة.. وخذوا أمثلة واقعية من كل منأرسطو وسقراط وفيثا غورث وابن سينا وابن رشد وغيرهم وغيرهم..!

فهل ينكر أحد أن فيثا غورث هو الذي أثبت النظرية التي تقول: في المثلث القائم الزاوية.. مساحة المربع المنشأ على الضلع المقابل للزاوية القائمة تساوي مجموع مساحة المربعين المنشأين على الضلعين الآخرين.. 

ولقد حققت هذه النظرية للبشرية إنجازات هائلة تمثلت في فوائد جمة في أعمال البناء والتعمير واستصلاح الأراضي.

أيضا ابن سينا الذي انشغل بفلسفة أرسطو وثقافته وعندما بلغ السادسة من العمر اتجه لدراسة الطب ليبتكر بعد ذلك طب النفس الذي لم يكن يعرفه أحد من قبل.

وهكذا ينصحك عام 2020 بألا تتوقف عن التعلم أبدا حتى ولو تقدم بك العمر ولا تنصرف عن البحث العلمي بحال من الأحوال.. فالعلم.. هو أساس التقدم.. والبحث العلمي مفتاح الانتصار على المشاكل والأزمات ولولاه لظل فيروس كورونا يتحكم فينا ويفترس ضحاياه بضراوة وخسة لكن وقد توصل الباحثون إلى اللقاح المعتاد فسوف يتوارى تلقائيا رويدا.. رويدا..!

*** 

وبما أن الإرهاب والإرهابيين قد أضروا البشرية إضرارا بالغا.. فإن عام 2020 يقول لكم لا تخشوهم.. ولا تخضعوا لتطرفهم وهوسهم بل حاربوهم في كل مكان وجيشوا الجيوش من أجل قطع دابرهم واستخدموا كافة أنواع الأسلحة وسوف يكون لكم النصر بإذن الله إن آجلا أو عاجلا.

*** 

و..و.. وينتقل عام 2020 إلى مجال الرعاية الاجتماعية فيطالب الأغنياء بضرورة مساعدة الفقراء الذين هم منهم ولولاهم ما وصل الكبار إلى ما وصلوا إليه..

تنبهوا أيها السادة أنلفقرائكم حقا عليكم.. فلا تهملوهم أو تبعدوهم أو تعايروهم .. بل واجبكم الأخذ بأياديهم وتوفير كل متطلبات الحياة لهم ولذويهم.. 

يعني من يحتاج للتعلم من أبنائهم قدموا له المال.. والدعم النفسي والمعنوي فسوف يجيء يوم يصل فيه هؤلاء الصغار إلى أرفع مكانة وأميز موقع..!

هل وصلتكم الرسالة..؟!

*** 

وهنا.. يعود 2020 ليقدم الإحصائيات والمقارنات حتى يكون كل شيء واضحا ومحددا ومتاحا للجميع.

..و..ولنتركه يستطرد:

ألا تشعروا بالخجل وهناك 80 مليونا لا يجدون المأوى ولا الطعام ولا الشراب ولا الملبس.. 

وتذكروا أن هؤلاء كانوا يوما ما مثلكم تماما يعيشون داخل جدران وتضمهم أحضان دافئة ثم فجأة وجدوا أنفسهم يروعون ويهرعون بحثا عن طوق نجاة.. ولما لم يجدوا ذهبوا إلى المجهول وها هم يعيشون مع هذا المجهول حتى الآن.

إذن.. واجبكم أيها البشر أن تبحثوا عن السبل الواقية والفعالة لإنقاذ هؤلاء الـ80 مليونا في نفس الوقت الذي تعملون فيه وتجاهدون للحد من تدفق هؤلاء اللاجئين فيما بعد.. وذلك لا يكون إلا عن طريق إشاعة السلام وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.. 

فإذا ما تحققت تلك المبادئ فسيتوارى بدوره ملف اللاجئين أو من كانوا  يسمون بذلك..!

*** 

والآن..دعونا نتوقف مليا أمام قضية اليوم وكل يوم بل وربما لمدة عام أو عامين أو أكثر.. وأعني بها قضية أو مشكلة أو أزمة فيروس كورونا.. إلى مرحلة حاسمة وحساسة ..و..و.. خطرة حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية في آخر بياناتها أن عدد المصابين قد بلغ 72 مليونا في شتى أنحاء العالم وعدد من غادروا الحياة بسبب كورونا مليون و700 ألف ولعل أكثر الدول تضررا هي الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغ مصابوها وحدهم 17 مليونا.

لذا.. فالأمريكان يعيشون اعتبارا من يوم الاثنين الماضي وكأنهم في عيد حيث بدأت حملة التلقيح في ولاية فلوريدا ليتعاطى الجرعة الأولى طبيب من مركز الرعاية الحرجة في مستشفى ميموريال.

وبمناسبة الأطباء أو من أطلق عليهم الجيش الأبيض والحالات الحرجة فإن هؤلاء الشجعان يبذلون جهدا خارقا سواء في أمريكا أو غيرها .

وها هم في مصر يقدمون أرواحهم في بسالة وشجاعة منقطعتي النظير لكن إذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنهم يرجون ويلحون في الرجاء وضع نظام خاص يضمن لأبنائهم وبناتهم حياة كريمة بعد انتقالهم إلى رحاب الله.. مع الأخذ في الاعتبار أنهم يرحلون عن عمر قصير تاركين ذويهم يصارعون أحداثالقدر ومفاجآته..!

بديهي.. وبديهي أن توفير الرعاية لأفراد الجيش الأبيض وعائلاتهم مسألة ضرورية وحتميةولا أعتقد أن الحكومة سوف تتوانى عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك.

بالمناسبة تحت يدي رسالة مؤثرة من أحد أطباء الحالات الحرجة يحكي فيها عن مشاعره تجاه زميل له راح ضحية كورونا أثناء إنقاذه لمئات المرضى.

تقول الرسالة:

انتقل إلى رحمة الله الزميل والأخ العزيز الدكتور ناصر عبد الله المدرس بالوحدة الثالثة قسم طب الحالات الحرجة وأحسبه كان إنسانا على درجة من التدين والقرب من الله والصبر على الابتلاء بما يشفع له إن شاء الله.. ولكنه رحل وتركنا لنحاسب أنفسنا فقد كان ضحية للضغط العصبي الشديد منذ بداية مرضه لم يكن يتمنى إلا أن يكون طبيبا متميزا هكذا ولكنه لم يستطع تحمل ضغوط الحياة ولا ضغوط الدراسة.. كان وحيدا ومات وحيدا وللأسف لم يساعده المجتمع الذي ينتمي إليه وهو مجتمع الأطباء والإنسانية بأي شيء.. لم نفعل له أي شيء.. لم يوفر أي منا ولو خمس دقائق يوميا ليتصل به هاتفيا للاطمئنان عليه وكل تفكيرنا انحصر في محاولة مساعدته ماديا في بداية مرضه والتي رفضها بشدة لأنه لم يكن بحاجة إلى المال.. كان بحاجة للمساعدة المعنوية كان بحاجة فقط للكلمة الطيبة والمشاركة الوجدانية.. كان بحاجة لقليل من وقت كل واحد فينا للسؤال عنه ولكن للأسف لم نفعل.. أو قد يكون فعل ذلك القليل منا ولكن كالعادة كل منا انشغل بنفسه وبدنياه التي تلهيه عن كل ما هو واجب.. رحل هذا المسكين ليتركنا في هذه الدوامة التي سوف تنتهي في لحظة لنعرف وقتها فقط أننا ضيعنا عمرنا كله واللي عايز فلوس عمل فلوس  واللي عايز منصب وصل للمنصب واللي عايز أي حاجة في الدنيا ممكن يعملها بس الشاطر بقا ياخدها معهوهو ماشي.. جميعنا قصر في حق هذا الزميل وأنا عن نفسي لا أعتقد أني سوف أسامح نفسي بسهولة عن تقصيري في حقه.. الإسلام دين مجتمع واحنا مش فاهمين يعني إيه مجتمع أصلا.. لا ألوم أحدا ولا أستطيع أو أملك أن ألوم أحدا ولكن فقط أحدث نفسي وإن كنا لم نجبر خاطره حيا فقد ذهب إلى الجبار والرحمن الرحيم.. رجاء مني أن يستطيع أي من زملائنا في السعودية عمل عمرة وأن يهب ثوابها لهذا الزميل.. أما أنا فلا أملك إلا الدعاء له.. الله يرحمه ويغفر له ويجعل كل لحظة تألم فيها ولم يغفل عن ذكره شفاعة له عنده.

اللهم يا من تجير المستجير ومنجي الغريق والمكروب ومنقذ البائس من الضيق والهموم نسألك إجارته ونجدته في قبره ورحمته وتسلية أهله وسلوانهم.

يا الله أنت المحيي وأنت كذلك المميت.. اللهم إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعله نورا وضياء على ميتنا ومن يسكنون قبره من قبله.. 

اللهم أره منزله بجنتك وأكرمه بحسن الصحبة والعمل الصالح الذي ارتضيته منه في حياته وسره وعلنه.. اللهم ارحمه وارحمنا فإنك رحمن رحيم..!

*** 

على الجانب المقابل فإن الحكومات والشعوب تحاول قدر الإمكان التكيف مع كورونا خلال فترة الأعياد القادمة..!

فرنسا على سبيل المثال قررت فتح جميع الأبواب ليلة الكرسماس.. من مطاعم وكافيتريات ومسارح ودور سينما.

ثم جاءت لتغلق نفس الأبواب في ليلة رأس السنة .. فالحكومة هناك تقول إنها لا تحتمل تداعيات أكثر من يوم واحد..

بريطانيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا سارت على نفس النهج.

سلِّم يا رب..

*** 

ووسط كل هذا الزخم السياسي والاقتصاديوالصحي يظهر علينا الأخ رجب طيب أردوغان رئيس تركيا ليهاجم أمريكا مهددا إياها بمعاملتها بالمثل.. يعني  يفرض عقوبات عليها مثلما فرضت هي عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية في الجمهورية التركية وذلك تنفيذا لماينص عليه قانون أعداء أمريكا..!

أردوغان يهدد.. مادمنا قد أصبحنا أعداء فليتحملوا ما سببوه لأنفسهم بأنفسهم عندما نرد لهم الصاع صاعين..!

بركاتك يا أخ أردوغان..!

*** 

اخترت أن تكون هذه الفقرة في نهاية التقرير باعتبارها حسن الختام:

الزميل جلال حمام صحفي من الطراز الأول .. خبر كل فنون الصحافة من تحرير وإخراج وتأليف..و..و.. ومنذ أيام أصدر جلال مؤلفه الجديد بعنوان "الغنوشي والإخوان صفقة الشيطان" ومن خلاله يكشف حقيقة الغنوشي بالأدلة والمستندات وكيف أنه رجل متنطع بلا مبادئ.. حيث استهل حياته مرتديا ثياب الناصرية ثم تحول إلى العلمانية ثم السلفية حتى انتهى به المطاف ليصبح أكثر شخصية لا يثق فيها التونسيون.

ويوضح جلال حمام كيف أن الغنوشي وإخوان مصر الإرهابيين وجهان لعملة واحدة حيث عمليات الاغتيال وسفك الدماء والهدم والتدمير واغتصاب الحرمات.

باختصار شديد.. لقد أثبت جلال حمام في هذا الكتاب أنه أيضا كاتب سياسي محنك.. 

وكم.. كم أتمنى أن يوزع هذا الكتاب أضعاف أضعاف ما وزعه كتاب باراك أوباما وهو رقم لم يتوقعه هو نفسه سواء أكان داخل السلطة أو بعد أن أصبح رئيسا هائما على وجهه حاله كحال جميع نظرائه السابقين..!

*** 

و..و..وشكرا