مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 20 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*ابتزاز أردوغان الذي لم يتغير منذ أن كان لاعب كرة حتى وصل سدة الحكم!

*الاتحاد الأوروبي رفض ضغوطه ومع ذلك.. مستمر في أسلوبه الرديء!

*صديقه الصدوق في الدوحة أقام عرضا عسكريا باهتا وعيناه على "أبيه" خشية الانقضاض على الحكم!

*أي إمبراطورية تلك.. وهي التي توزعت أراضيها وممتلكاتها على ثلاث قارات مجتمعة؟!

اختار رجب طيب أردوغان طريقا واحدا أو بالأحرى وحيدا يسعى من خلاله إلى الأهداف التي رسمها لنفسه منذ أن كان لاعب كرة قدم في نادي قاسم باشا وحتى وصوله إلى منصب رئيس الدولة.

هذا الطريق الذي اختاره أردوغان هو طريق الابتزاز وتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة.. وللأسف استطاع أردوغان الفوز برئاسة بلدية إسطنبول وبعدها برئاسة البلاد كلها..!

حتى عندما حاول معارضه الأشهر فتح الله جول أن يعقد اتفاقا معه يقضي بتداول السلطة إذا بأردوغان يتبع معه كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة مما اضطر الرجل في النهاية إلى أن يهرب بجلده ليمارس معارضته من الخارج ورغم ذلك لم يسلم من ذراع أردوغان الطولى.

*** 

أما حكاية أردوغان معالابتزاز الأخطر والأخطر هو ما اتبعه مع الاتحاد الأوروبي  عندما تقدم بطلب لانضمام بلاده إلى الاتحاد.

طبعا مثل هذ الطلبات تستلزم دراسة متأنية قد تستغرق سنوات الأمر الذي لم يعجب أردوغان وأيضا لم يعجب الاتحاد الذي جمد طلب الانضمام عام 2013 .

على مدى هذهواستفزازات أردوغان لا تتوقف.. وقد وجد أمامه ورقة اللاجئين وسيلةللضغط على الأوربيين فأخذ يهددهم إما قبول طلب انضمامه إلى عضوية اتحادهم أو أن يطلق عليهم أربعة ملايين لاجئ يحتفظ بهم فوق أرض تركيا..!

وكانت المفاجأة أن الأوروبيين رفضوا هذا الربط الذي اعتبروه غير إنساني وبالتالي ظل طلبه مجمدا..!

الأغرب.. والأغرب.. أنه عاد ليلح ويلح فما كان من الاتحاد الأوروبي إلا أن وافق على أن يصرف له سبعة مليارات دولار كمعونة عسى أن يكف عن ابتزازه وسلوكه الشائن..!

وقبض أردوغان المبلغ منذ أيام لكن بما أن أسلوب الابتزاز رافقه منذ صباه فليس من السهولة بمكان التفريط فيه.

*** 

الأهم.. والأهم أن عشق أردوغان لجماعة الإخوانالتي تدعو إلى الدولة الإسلامية الواحدة جعله يوثق علاقاته بقياداتها وأعضائها أملا في إحياء الدولة العثمانية من جديد التي يمكن أن تحقق له هذا الغرض المريب..!

الدولة العثمانية لمن يعرف ولا يعرف هي التي سميت في آخر عصورها برجل أوروبا المريض وذلك بسبب الهزائم التي منيت بها والتي أدت إلى فقدان معظم أراضيها مما شجع الأوربيين على الانقضاض على ما تبقىمن أملاكها وهيبتها فتناثرت أرضها السليبة على ثلاث قارات.

من هنا يثور السؤال: 

كيف يمكن لأردوغان استعادة هذا المجد الزائل وسط قوى عديدة تملك من التأثير والجبروت والمال ما لا يملكه سعادته..؟!

ثم.. ثم.. كيف يسترجع سمعتها التي سقطت فيالوحل منذ زمن طويل..!

بالله عليه أليست تلك هي "الخيابة" بكل معانيها وأشكالها ومظاهرها..؟

*** 

أما الصديق الصدوق لأرودغان وتلميذه غير النجيب فقد حاول أن يفعل مثل الكبار وأقام استعراضا عسكريا منذ أيام بمناسبة العيد الوطني لدويلة قطر..!

جلس الأمير القزم يتابع الاستعراض الذي كان بمثابة تشكيلات برية وجوية وشرطية وهو لا يدري من أمر نفسه شيئا.. حيث كان كل ما يشغل باله هذا الرجل المغلوب على أمره والجالس بجواره ذرا للمراد في العيون وأعني أباه حمد الذي سبق أن تنازل له عن الحكم ليكرر نفس المشهد الذي حدث مع أبيه (أي جد الأمير الحالي).

لقد كانت عينا تميم زائغتين تتجهان يمينا وشمالا وكأنه يخشى حدوث هجوم مفاجئ يخلعه من مقعد الحكم.

لذا.. سرعان ما تنفس الصعداء عقب انتهاء العرض "الساذج" وهرع إلى قصره الذي تحرسه حتى الآن قوات المارينز الأمريكية..!

..و..ويقولون سيادة واستقلالية بينما الواقع يؤكد لا سيادة ولا استقلالية بل تبعية وخضوع واستكانة.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

بالله عليكم أي مجتمع ذاك الذي يقام على عيدان الضلال والبهتان..؟

وأي دولة تلك التي لا يعرف حاكمها أين يذهب.. ومن أين يجيء ومتى يتحرر من كابوس"الأب" الثقيل.. ومن سيرتمي في أحضانهبعد رحيل الرئيس الأمريكي ترامب الذي ترك له خزائن بلده خاوية..؟!

***