مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 26 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*علماؤنا في الخارج بين الموهبة الفطرية والعبقرية المكتسبة

*خارطة طريق واضحة.. تقرب المسافات وتحقق الأهداف

*نعم المؤتمرات مفيدة.. ولكن: ماذا بعد..؟!

*طبعا نحن نريد "مبدعين".. "للعلم" التكاليف باهظة

*لا سامحك الله .. يا "كورونا"..!

*سلالتك الثالثة.. أخطر.. وأقسى!

*احذروا "بابا نويل".. إنه ناقل للفيروس 

*الصيادون المصريون.. وقسوة البحث عن الرزق!

*لاجئو سوريا يستغيثون.. وما من مجيب

*وفاة المستشار البكري.. عظة وعبرة!

*اتهام ترامب لمصر قبل أيام من الرحيل.. لا يليق!

علماؤنا في الخارج.. أكبر رصيد لنا.. لأنهم عناصر والحمد لله.. متفوقة.. ومتميزة.. ومبدعة ومبتكرة..

نعم.. لقد غادر بعضهم البلاد تحت ضغوط نفسية وتعليمية صعبة وعديدة.. لكنهم أبدا لم ينسوا فضل من ربت.. ومن علمت.. ومن غرست في القلوب أحلى بذور الحب والإيثار والتضحيات.

من هنا.. عندما يأتي الحديث عن استثمار هؤلاء العلماء في إقامة تلك النهضة الحضارية التي يصنع حاليا صروحها المصريون في مختلف مجالاتهم وتخصصاتهم.. فالجميع يرحبون ويشجعون بل ويسعون سعيا حثيثالتحويل الأفكار والنظريات إلى واقع عملي.

لكن السؤال الذي يثور دوما:

وما هو السبيل..؟

منذ أيام انعقد في مصر ما سمي بالمؤتمر الـ47 لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا.. مما يعني أن هناك 46 مؤتمرا مماثلا قد سبق عقدها.. فماذا أسفرت عن نتائج..؟

ليس خافيا على أحد أن مثل هذه المؤتمرات تشهد أحاديث تعكس أمنيات وتطلعات لكن فور نهاية المؤتمر يعود كل شيء إلى أصله..!

وفي هذا المؤتمر الأخير قال د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي كلاما طيبا استقبله علماؤنا بتقدير ومودة.. لكن المشكلة بالنسبة لهم مازالت قائمة .. وهي كيفية المشاركة.

لقد ذكر الوزير ضمن ما ذكر أن ثمة اهتماما مصريا بربط علماء الخارج في دعم خطط الدولة المستقبلية في نفس الوقت الذي يتوفر لديهم الاستعداد للمشاركة في تحقيق إنجازات وطنهم.. 

ونعود ونكرر النوايا والحمد لله طيبة والرغبة الصادقة في دعم الجسور قائمة .. لكن مرة أخرى كيف..؟

حتى نكون صرحاء مع أنفسنا يجب أن نعترف بأن هؤلاء المصريين لم يناموا ويستيقظوا وقد صاروا علماء.. 

أبدا.. إن هذه التركيبة التي يتمتعون بها بدأت دعائمها في مصر.. ثم كبرت وترعرعت في بلد المهجر.

بتوضيح أكثر وأكثر.. ليس غريبا أبدا أن يكون لدينا جيل أو أجيال من الموهوبين.. فالموهبة تصنعها الفطرة التي لا دخل فيها لطرف ثالث..

ثم.. ثم.. عندما ينتقل صاحب الموهبة إلى مكان آخر يتم تزويده فيه بكافة وسائل التكنولوجيا الحديثة وفتح جميع أبواب المعرفة أمامه عندئذ يصبح من السهل أن يتقدم وأن يتفوق وأن يتميز.. حتى يكون مهيألدخول دائرة العباقرة وما أكثر هذه الدوائر في الخارج.

*** 

استنادا إلى تلك الحقائق.. يصبح من الضروري وضع خارطة طريق واضحة المعالم محددة البنود بحيث يعرف كل طرف ماذا سيفعل وماذا سيجني.. ويأتي ذلك بعد تصنيف العلماء تصنيفا جيدا.. كل حسب تخصصه ومجال عمله.. وما يستطيع أن يفعله في مصر.

بكل المقاييس.. أي واحد من هؤلاء عندما يأتي إلى مصر فلن يجلس مكبل اليدين والرجلين..بل لابد أن يبحث ويدرس ويتأمل ويعقد المقارنات مع الأخذ في الاعتبار أن البحث العلمي في حد ذاته يحتاج إلى تكاليف وتكاليف باهظة.. 

عندئذ لابد من مشاركة رجال الأعمال.. الذينمازال العديد منهم يحجم عن المشاركة  أما وأن جاءته الفرصة فقد لا يتردد.. بل وعندئذ لن يقدم رجلا ويؤخر أخرى مثلما يحدث الآن.. 

*** 

وهكذا.. تكون المؤتمرات ضرورية ومع انعقادها أو بعده توضع خريطة الطريق.

صدقوني الإبداع شرفعظيم للعقل والقلب..والابتكار أساس نهوض المجتمعات والتكلفة كما أشرت سابقا يمكن تدبيرها من خلال المجتمع المترابط الذي يجمع بين أفراده وبعضهم البعض وشائج المشاركة الوجدانية.. وتلك مشاعر وأحاسيس مهمتنا أن نرسخ معانيها أكثر وأكثر.. وألا نتركها نهبا للمؤثرات الخارجية في أي قارة من القارات.

*** 

والآن ها هو كورونايطاردنا لكي نتوقف عنده.. ونتأمل تطوراته ونشاطاته ونحن بالتالي نرد قائلين:

لا سامحك الله يا كورونا لقد أطفأت الأنوار في أوقات كانت تسطع طوال الليل والنهار.. وغيرت عادات الشعوب بعد قرون من التمسك بأغلى الخيوط وأدق الجسور..

ها هي ليلة الكريسماس.. مرت في هدوء وجمود وأيضا في حزن وأسى بعد أن فرقت بين الأحباء وعملت على تشتيت حبال المودة بين الأبناء.. والآباء والأمهات.. 

ويكفيك أن يشهد على تجاوزاتك برج إيفل فيفرنسا وشارع اكسفورد في لندن والميدان الأحمر في موسكو والهرم الأكبر وأبو الهول في جيزة مصر..و..و..!

للأسف.. وضعت الناس في حيرة ما بعدها حيرة.. هل يضربون بك عرض الحائط أم يضعون صحتهم في الاعتبار الأول ..وتغلب الاعتبار الثاني ليظهر العالم كما ظهر وكما سيظهر ليلة رأس السنة .

وبالمناسبة .. الأطباء والخبراء ينصحون بعدم التعامل مع بابا نويل.. بل والابتعاد عنه وعدم لمسه.. لأن أيادي كثيرة تتداوله..وكل يد قد تكون مليئة بمئات الفيروسات التي هي من نسلك ومن تداعياتك .

وقد أعلنت بريطانيا أن سلالتك الثالثة أخطر وأقسى على البشر من سلالتيك الأولى والثانية.

قل لنا إذن ماذا عسانا فاعلين فيك..؟!

عموما.. الله سبحانه وتعالى منح الإنسان العقل وأسبغ عليه الصبر.. وأوحى له بالجد والاجتهاد.

لذا..فإن عليك لمنتصرون بفضل الله ودعمه.

*** 

ثم..ثم.. يبدو أن الفيروس اللعين يأبى أن يعيش الناس في أمان وسلام فيتحالف مع خبثاء مثله لإثارة الزوابع والعكننة.

أقول ذلك بمناسبة ما يتعرض له الصيادون المصريون من جور.. وعسف وسوء معاملة وهم يجوبون البحار والمحيطات بحثا عن الرزق الحلال.

بين كل يوم وآخر.. يقبض على مجموعة من هؤلاء الصيادين بحجة أنهم دخلوا مياها غير مياههم.

ولعل آخر تلك الوقائع هؤلاء الـ17 صيادا الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم لنفس السبب وقد احتجزتهم لتجري معهم تحقيقات وأسئلة وأجوبة.. لكن على الجانب المقابل تدخلت وزارة الخارجية ومعها سفيرنا في تونس ليتم اتخاذ إجراءاتالإفراج عنهم..!

هؤلاء الصيادون وأمثالهم يتساءلون:

من يتحمل فترة عطل قد تستمر إلى أسبوعين أو ثلاثة أو شهرا.. ومن يعيش آلام أسرهم وقلقهم عليهم .. وخوفهم من أن تكون المياه قد ابتلعتهم؟!

صدقوني أنا لا أعرف الإجابة.. بل لو أمعنا التفكير فلابد أن نصل إلى حلول تحمي هذه الفئة التي تعيش على الهامش.

*** 

ومع ذلك.. فليحمد الصيادون الله سبحانه وتعالى مقارنة بغيرهم مثل لاجئي سوريا الذين يعيشون حاليا أسوأ أيام وليالي حياتهم.

هؤلاء الملايين من اللاجئين يئنون من البرد والعرى والجوع والعطش.. وما من مغيث..!

أين الحكومة السورية وأين المجتمع الدولي وأين اللجنة الأممية التي تزعم أنها تساند الحل السلمي.. وأين وأين الأخ أردوغان الذي هو السبب في كل تلك المصائب..؟!

*** 

عموما.. الله سبحانه وتعالى حكيم.. عليم.. بيده  وحده تدبير الأمور..

ليس هذا فحسب.. بل إنه يبعث بين كل لحظة وأخرى لعباده رسائل تحمل الموعظة.. وتحملالعبرة.. عسى أن يتخيروا طريق الصواب..

أقول ذلك بمناسبة الوفاة المفاجئة للمستشار أحمد البكري رئيس اللجنة التي أسند لها إدارة نادي الزمالك..!

لقد دخل الرجل من بوابة النادي.. وهو في كامل صحته.. وعنفوانه.. معه فريق من المعاونين وأنصاف المعاونين.. ثم.. ثم.. رحل إلى عالم غير العالم.. 

سبحان الله العظيم.. 

لذا.. أرجوك.. أرجوك.. أن تستمع إلى قول الله سبحانه وتعالى:" لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور".

*** 

أخيرا.. لا ينبغي من وجهة نظري أن أنهي هذا المقال دون الوقوف أمام هذا التصريح الغريب الذي أدلى به الرئيس الأمريكي ترامب متهما فيه مصر.. بشراء أسلحة من روسيا من مخصصات المعونة الأمريكية.

سيادة الرئيس.. بنود الاتفاق الخاص بهذه المعونة معروفة ومحددة ومعلنة.. أي ليست سرية والتي تمنع منعا باتا اتخاذ مثل هذا الإجراء.. 

وكم كنت أتمنى أن تغادر موقعك وبيننا وبينك ذكريات طيبة وليس العكس..!

ومع ذلك.. رأينا ضرورة التصويب.

*** 

          مواجهات

*رغم أنف كورونا.. وتداعياته.. وسلالاته سأقول لك:

عام جديد سعيد بإذن الله.. تخفق فيه على بلدنا.. أعلام الأمن.. والأمان.. والاستقرار.. والخير.

وتأكد.. وتأكد.. أن نصر الله قريب.

*** 

*التهكم الزائد عن حدهينقلب إلى ضده.. أو بمعنى آخر اختشي يا من تتخذ من الكوارث وسيلة للهزار والتهريج والهيافة..!

*** 

*أتعجب أن هذا المتلون الذي يجيد النفاق ثم ينتقل إلى الرياء ثم إلى الكذب والفبركة.. وأخيرايبحث عن مكان في طابور المتسولين فلا يجد عندئذ يسقط غير مأسوف عليه.

*** 

*مستعد أن أدفع من جنيه حتى عشرة جنيهات إذا عرف 5 في المائة من هذا الشعب الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في أمريكا..!

*** 

* كثير من الناس الذين تعيش معهم العمر كله فلا تذكر من هذا العمر لحظة.. وهناك وهناك قليل من الناس تعيش معهم لحظة فتذكرها طول العمر.. لأن الذي يحتل القلوب العواطف وليس الزمن..!

*** 

*قالت له: الشمعة تحترق مرة واحدة لكي ترى الناس.. أما أنا فأحترق ألف مرة ومرة لكي أراك أنت وحدك..!

نظر إليها.. ثم تركها ومضى..!

*** 

*تصيحتي اترك أمرك لله .. فسوف يعطيك أكثر مما تتمناه..

*** 

*قال ابن القيم رحمه الله:

أشد عقوبة في الدنيا أن يمسك الله لسانك عن ذكره..!

*** 

*ثم نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من شعر مصطفى لطفي المنفلوطي:

جرى الدمع حتى ليس في الجفن مدمع

وقاسيت حتى ليس في الصبر مطمع

وما أنا منيبكي ولكنه الهوى

يريد سن الأسد الخضوع فتخضع

فلله قلبي ما أقل احتماله

إذا ما نأى عنه الحبيب المودع

إذا لاح لي سيف من الخطب رعته

وإن لاح لي سيف من اللحظ أجزع

وأقتاد ليث الغاب والليث مخدر

ويقتادني الظبي الغرير فأتبع

*** 

و..و..وشكرا