مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 27 ديسمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مصريو هذا العصر.. يتعاملون مع كورونا بالعلم.. والتجربة.. و..والصبر

*تمكنوا من احتوائه في مرحلته الأولى.. والآن يتحملون المسئولية أكثر وأكثر

*نعم.. العامل النفسي له اعتباره ولكن:

تحية تقدير للراحلين بسبب الفيروس  وإشادة واجبة بالأطباء الشجعان

مرت على المصريين أحيانا.. وخلال فترات معينة من تاريخهم أحاسيس بأنهم غرباء في بلادهم..!

لماذا..؟

ربما بسبب وجود نوع من التفرقة بين أناس وأناس.. أو بين شريحة في المجتمع وشرائح أخرى لكنهم رغم ذلك لم يستسلموا.. ولم يخضعوا لأمر واقع يعرف الجميع ثغراته.. ونواقصه.

*** 

الآن.. يفتخر المصريون بأنهم يعيشون عصرا لا يعرف التحيز أو العنصرية أو تغليب مصلحة خاصة على مصالح المجموع.

لذا.. فالجميع يشارك في إعادة بناء الوطن وهم موقنون بأن النتائج تعود عليهم بالنفع.. والثمار يجنيها الكبير والصغير وأيضا المؤيد والمعارض.

*** 

من هنا.. فقد أبلى المصريون بلاء حسنا منذ ظهور هذا الفيروس اللعين.. حيث تعاملوا معه بالعلم والاجتهاد و..و..والصبر.. فاستطاعوا والحمد لله احتواءه وبالتالي التقليل من آثاره السلبية عكس كثيرين غيرهم تركوا الحبل على الغارب حتى تمكن الفيروس منهم فسقط بسببه مئات الألوف إما مصابين .. أو موتى.!

الأهم.. والأهم أن المصريين وهم يسلكون هذا المسلك لم يغلقوا على أنفسهم الأبواب ولم يوقفوا أنشطتهم بل رفعوا شعار الصحة والاقتصاد في آن واحد.. فوهبهم الله الرزق في نفس الوقت الذي كبح فيه جماح كورونا بحيث لم يستطع ممارسة سطوته وجبروته كما كان يفعل مع شعوب كثيرة..!

*** 

والآن.. يعود الفيروس متحديا .. شقيا عازما على الانتقام فماذا عسانا فاعلين..؟!

بديهي.. أن نستفيد من تجربة المرحلة الأولى وبالفعل لم يعد أحد يتردد في دخول المستشفى أو العرض على الأطباء المتخصصين فور شعوره بأية أعراض غريبة..!

وتلك ولا شك ميزة طيبة سوف تزيد من نسبة المتعافين أولا بأول كما تخفض أعداد الضحايا إلى أن يتم الانتصار نهائيا على هذا الزائر الثقيل..

*** 

ثم.. ثم.. فإن الأجهزة الصحية توسعت في وسائل المواجهة بإنشاء العديد من مستشفيات العزل وتوفير أكبر قدر من أجهزة التنفس الصناعي مع توعية الناس بما يفعلون وما لا يفعلون.

كما أن الإجراءات الاحترازية أصبحت تطبق الآن بجدية وبصورة أشمل وأوسع عن ذي قبل.. ومع ذلك فهناك إصرار لدى البعض على مقاطعة الكمامات وعلى عدم احترام "البعد الاجتماعي" مما اضطر رئيس الوزراء إلى التهديد باتباع سياسة الإغلاق الكامل وإن كنت أنا شخصيا أحسست بأن تهديد رئيس الوزراء قد أتى ببعض النتائج ومازلنا في انتظار البعض الآخر.

*** 

الأهم والأهم أن العامل النفسي أصبح يحتل جزءا كبيرا من اهتمامات الناس.. فما أن قالوا إن أعراض الموجة الثانية تختلف عن أعراض الموجة الأولى حتى زادت الشكاوى من المغص والإسهال والقيء على اعتبار أن مساعد وزيرة الصحة ظهر على شاشة التليفزيون ليحدد مواصفات وسمات "الباشا" كورونا في مرحلتيه الثانية والثالثة..

*** 

أما الحديث عن "المصل" فقد شغل البال وفتح باب المقارنات لكن حتى الآن لا نعرف من الذي تعاطاه ومن مازال في الانتظار وكيف يكون السبيل..؟

أعتقد أن الإبطاء في استخدام المصل ليس له ما يبرره.. مع الأخذ في الاعتبار أنه مع كل ساعة تمر يزداد حجم الخطر الذي نسعى إلى تحجيمهبعقولنا وإصرارنا وصبرنا..

*** 

أخيرا.. عزاؤنا لأسر كل الذين انتقلوا إلى رحاب الله .. ومنهم القاضيان الجليلان أحمد البكري ولاشين إبراهيم ومعهما وقبلهما أعضاء الجيش الأبيض من الأطباء والممرضين والممرضات.. مثل د. صلاح عبد ربه ود.حسن جمال الدين ود. محمود الهنداوي ود. هشام الساكت ود.أشرف عدلي ود.أحمد اللواح.. وكلها أسماء شهيرة ذائعة الصيت في الداخل والخارج.. فضلا عن شخصيات لها قدرها مثل العالم البحري شوقي يونس والفنانة رجاء الجداوي وكثيرين آخرين.

*** 

رحم الله كل من ضحى بروحه لكي ينقذ آلافا أو ملايين ومن ألقى بنفسه في آتون النيران وهو يدرك مسبقا أنها ستكون بردا وسلاما عليه في الدنيا والآخرة ولله الأمر من قبل ومن بعد.

*** 

و..و..وشكرا

***