مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 02 يناير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 *الإيرانيون والنصر الأخير على ترامب.. في عدن!!

*أصحاب العباءات السوداء يصولون ويجولون..و..ويتحدون!

*"للعلم"..الحوثيون ليسوا وحدهم الذين دبروا جريمة المطار

*الجنوبيون يصرون على الانفصال مهما كان الثمن

*الجمعة.. أول أيام العام الجديد.. فلنتفاءل 

* بسام عبد السميع و11 كتابا في 6 شهور.. 

ابن "الجمهورية"وخير سفير في الإمارات 

*كلام فاروق جويدة مس شغاف قلبي.. ولكن مازالت هناك بقايا خير في الحياة!

*الحماسيون.. يؤكدون إرهابهم يوما بعد يوم

جمات زمان سعيدات بالإقصاءالكوروني

الحرب بين أمريكا  وإيران.. لا تهدأ.. لكنها في الأساس باردة فبين كل يوم وآخر.. يفرض الرئيس ترامب عقوبات على حكم الأئمة الذينعلى الجانب المقابل.. يوجهون صواريخهم ضد الجنود الأمريكان في العراق.. أو يشنون عقوبات ضد السفن أي سفن- العابرة في مياه الخليج.. ثم سرعان ما تصدر واشنطن من جديد تهديدا تلو تهديد بإنزال أقسى أنواع العقاب وطبعا لا يحدث شيء..!

والواضح أن إيران أخذت تتحين الفرصة للانتقام من الرئيس ترامب شخصيا.. حتى كان لها ما أرادت.

يوم الأربعاء الماضي عندما  عهدت إلى الحوثيين الإرهابيين بتفجير الطائرة التي تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة لكن شاء القدرأن تنجو الطائرة وركابها ليشتعل مطار عدن نارا بسبب الصواريخ التي طالت منشآته وطائراته وركابه..!

والصواريخ الباليستية كما هو معروف للقاصي والداني صناعة إيرانية مائة xالمائة..!

وقد وضعت إيران في اعتبارها أن الرئيس ترامب سوف يصعب عليه الرد على العملية نظرا لانشغاله بإعادة ترتيب أوراقه وحقائبه وملابسه تمهيدا لنقلها من البيت الأبيض إلى مقر إقامته الدائم في نيويورك.. في نفس الوقت الذي سوف يتعذر فيه على ترامب الحصول على موافقة الكونجرس لتوجيه ضربة لإيران ليس حبا فيها.. ولكن كراهية في الرئيسالذي خسر الانتخابات..

على الجانب المقابل تعرضت العملية الإرهابية في مطار عدن إلى استنكار وتنديد وهجوم الغالبية العظمى من دول العالم.. لكن السؤال: 

*ومنذ متى وإيران تقيم وزنا لتلك الاستنكارات أو التنديدات..؟

لذا.. ليس مستبعدا أن تقوم إيران بعمليات أخرى بحجة الانتقام من قتلة قاسم سليماني الذي لقي حتفه بالقرب من مطار بغداد.. ومعروف طبعا من وراء اغتياله بهذه الدقة المتناهية والمحسوبة حسابا دقيقا تماما..!

لكن سواء أقدمت إيران على ذلك أو لم تقدم فيكفيها أنها نالت من الرئيس الراحل عن السلطة بالقدر الذي يشفي غليل حكامها والذين يجدون في ترامب عدوا لدودا استحال التفاهم معه على مدى الأربع سنوات التي حكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية.. 

*** 

المهم.. رغم كل هذه الزوابع المثارة ضد إيران وتلك الضجة العالمية تجاهها ورغم .. ورغم إلاأن حكامها يبدون وكأنهم لا يعيرون اهتماما بأحد وكانت النتيجة أن أذرع طهران الطويلة أخذت تعيث فسادا في كل من العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والصومال وغيرها وغيرها.. دون وجود ردود فعل قوية.. وصارمة ضد سياستها الإرهابية مما يشجع هؤلاء الحكام على السير في طريق الضلال والبهتان والعنف حتى نهايته وليحدث ما يحدث..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فبديهي أن الأطراف المعنية وغير المعنية لابد أنها تعلم جيدا.. أن الحوثيين ليسوا وحدهم الذين ضد الحكم الشرعي في اليمن.. بل هناك طائفة أخرى أهم وأكثر ثقلا.. غير راضين عن الانضواء تحت إمرةهذا الحكم وأعني بها طائفة أهل الجنوب الذين يصرون على أن تكون لهم دولتهم المستقلة معبرين عن رفضهم للاتفاقات التي سبق توقيعها مع الشطر الشمالي بشأن الاتحاد بينهما أو الاندماج سواء أكان ذلك في عهد عبد الله صالح أو من بعده ولقد كانت آخر تلك الاتفاقات ما سبق توقيعه مع ما يسمى بالمجلس الانتقالي وبين الحكومة وينص هذا الاتفاق على إسناد بعض الوزارات إلى المجلس أو بالتحديد نصف عدد الوزارات .. لكن سرعان ما ظهرت قوى معارضة ترفض رفضا باتا أية صلة بين الشمال والجنوب.. اللهم إلا إذا اقتصرت تلك الصلة على العلاقات الرسمية المتعارف عليها بين أي دولتين.. 

استنادا إلى كل تلك الحقائق فليس مستبعدا أن تكون جبهة الجنوب هي التي نفذت عملية مطار عدن من خلال قواتها منفردة.. أو من خلال تعاون مشترك بين الجبهة وبين الحوثيين..!

إذن الحكاية باختصار تتضمن أبعادا وخلفيات وأسرارا وخبايا وصراعات مرت عليها عشرات السنين وبالتالي إذا لم يتم عرض كل هذه الحقائق على مائدة مفاوضات مشتركة مع كل الأطراف فلن تحل أزمة اليمن بحال من الأحوال.. وستظل الأمم المتحدة عن طريق ممثلها هناك تصدر بيانات مائعة ومناشدات ما أنزل الله بها من سلطان.

*** 

والآن دعونا نقف أمام أبواب الأمل والتفاؤل لعل وعسى تنتصر النوايا الحسنة على الوجوهالبائسة والشفاه التي ضاعت البسمة من فوقها على مدى عقود طويلة..!

لقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يكون يوم الجمعة هو أول أيام السنة الجديدة وهذا شيء في حد ذاته يبعث الراحة والاطمئنان في القلوب المؤمنة الصادقة المحبة للخير والجمال والسلام.

وبالفعل عندما توجهنا للصلاة بالأمس رأيت المصلين في مظاهر مختلفة عن الأسابيع الماضية.

حقا هم متباعدون جسديا لكن واضح أن القلوب دافئة والمشاعر رائقة نقية.

قبل أن يصعد إلى المنبر سألت جاري المعتاد عن توقعاته بالنسبة للعام الجديد فوجدته يقول كلاما قمت على إثره لأشد على يديه بكل مشاعر المودة والثقة.

قال الرجل:

لا يعلم الغيب إلا الله لكن تعال نتفق سويا على ألا نفعل إلا ما نحن مقتنعون به ولا تجرفنا إشائعات الزيف والخداع ولنستيقظ في الصباح ونحن موقنون بأن الله معنا..ولن يخيب رجاءنا أبدا.. 

حقا إن مالك الملك.. المهيمن.. العزيز الجبار يستحيل أن يترك عباده هائمين.. حائرين.. أياديهم مرتعشة لا تقدرعلى اتخاذ القرار الصائب عند اللزوم بل سيبعث في أعماقهم روح الثقة والشجاعة واليقين.. لكي يستمروا في إقامة صروح التنمية والازدهار في شتى ربوع الوطن..!

*** 

وأنا شخصيا أرى أن من أهم شعاعات الضوء في السنة الجديدة زميل صحفي فاهم وواعٍ .. ومؤلف يشار إليه بالبنان ومدير تحرير يجيد فن إصدار الجريدة الورقية وأيضا كيف يمزج بين المادة التي تحتويها ونظيرتها الإلكترونية.. 

إنه الزميل بسام عبد السميع الذي قفز اسمهإلى خريطة الأحداث قبل ساعات قليلة من بزوغ فجر العام الجديد..بمناسبة إصدار 11 كتابا في 6 شهور.. 

بكل المقاييس سوف تعتري الدهشة البعض.. وسوف يتسلل الحقد والحسد إلى قلوب المتواكلين.. أو العاجزين.. لكنها الحقيقة الدامغة.

وها هي الكتب بين يدي وتحمل عناوين تشد الأنظار من الوهلة الأولى لأنها تجمع بين السيرة الذاتية والرواية والرصدوالمجموعة القصصية.

لقد أسعدني بسام بهذا الإنتاج الفريد والمتميز والهائل لاسيما أنه ابن هذه الصحيفة الغراء .. "الجمهورية" والتي انضم إليها فور تخرجه في كلية الإعلام.. ثم سافر إلى دولة الإمارات العربية ليكون هناك خير سفير لخير وطن..

مبروك النجل العزيز بسام.. ومزيد من الإنتاج والتفوق بإذن الله..

*** 

وبمناسبة الأدب والأدباء والصحافة والصحفيين فقد توقفت طويلا أمام مقال الأستاذ فاروق جويدة في الأهرام والذي بدا فيه متشائما من أفعال الناس سواء أكانوا قريبين أو بعيدين.

يقول جويدة في هذا الصدد : آخر ما بقي عندي في آخر ليلة من العام الراحل بعض الصمت.. وكثير من الخوف واليأس.. لم يعد لدي إحساس بانتظار شيء ما لأنني لم أعد أملك حلما أو أجد ما يسعدني من الآخرين.

بصراحة.. إنها كلمات مست شغاف قلبي لاسيما أنها نابعة من فكر شاعر وكاتب في آن واحد..

لكني أقول للأستاذ فاروق: هون على نفسك يا أخي.. إنها طبائع البشر .. بالفعل لم يعودوا بشرا والذين سلكوا طريق النذالة بخسة وجدارة في آن واحد..

نصيحتي: لا تشغل بالك بهم ولا تفكر فيما منحته لهم .. فهم قوم مثل نشالي الأتوبيسات الذين يسرقون الكحل من العين ثم يمضون في طريقهم غير مبالين بضمائرهم التي ماتت وأحاسيسهم التي تبلدت منذ أن كانوا يجلسون القرفصاء تحت قدميك.

لكنك للأسف لم تكتشف زيفهم وخداعهم إلا بعد فوات الأوان..!

ومع ذلك.. أقول إن ثمة بقايا خير مازالت موجودة.. وإلا أصبح على الدنيا السلام..

*** 

وتأكيدا لتلك الحقائق فإن الجماعات مثل الأفراد الذين يرتمون في أحضان الغل والحقد.. تاركين التسامح والمحبة والوفاء .

مثلا حماسيو غزة يقيمون ليالي عزاء بمناسبة مرور عام على اغتيال قاسم سليماني قائد ما يسمى بفيلق القدس في إيران.. ويقف إسماعيل هنية زعيم حركة حماس ليخطب في الجماهير وقد تحجرت الدموع في عينيه.. ولم يتبق له سوى لطم الخدود .. حزنا وأسى على صديقه وزميله متعهدا بالأخذ بثأره..!

..و..و.. وأسألوا أنفسكم إذن لماذا الإرهاب ينمو ويترعرع..؟!

*** 

أخيرا.. عبور سريع على فنانات زمان اللاتي فاتهن قطار العمر..!

الفنانات  يتباكين الآن على أيام مضت كن خلالها ملء السمع والبصر.

الآن.. لم يعد أحد يتذكرهن.. بل لا يقول لهن الكلمة التقليدية.. كل سنة وأنت طيبة.

وقد تغلبن على ذلك بإيهام أنفسهن بأن فيروس كورونا هو الذي فرق الأحباب.. وشتت الأصدقاء وبالتالي ليس ما يمنع من التمسح بهوإلقاء تبعة الجفاء وعدم الوفاء عليه وعلى سلالاته..

دنيا..!!

*** 

             مواجهات 

*ضع عينك في عينه مع أول أيام العام الجديد.

وأقسم لك أنه لن يجرؤ على النظر إليك ولو ثانية واحدة.. لسبب بسيط أن المريب يكاد يقول :خذوني.. وهو ليس مريدا فقط بل إنه صانع كل أساليب الكذب والخداع والتضليل وخلع الملابس في الطريق.

*** 

*زمان كانت تهرع إليه قبل حلول العام الجديد بأكثر من شهر.. مستمتعة بالحديث معه  ولو بالساعات ليحتفلا معا بهذه المناسبة..!

وأمس عندما طلبته ويظهر رقم تليفونها على شاشة تليفونه فارتعشت شفتاه وابيض وجهه ولاحت أطياف السعادة تحوطه من كل جانب.

وعندما قال الكلمة التقليدية "ألو"..!

سمع صوتها على الطرف الآخر.. وهي تقول: من أنت .. حذارِ.. حذارِ الاتصال بي ثانية..!

المفاجأة ألجمت لسان الرجل .. فليس هو المتصل وأخذ يسترجع أيام زمان.. عندما كانت تتوسل إليه لكي يمنحها قبلة الحياة من العام للعام..!

السؤال: هل نذالة المرأة تختلف عن نذالة الرجل..؟!

*** 

*قالت له بالأمس: دمعة تسيل وشمعة تنطفئ والعمر بدونك يختفيوبغير عطفك.. قلبي ينتهي.

نظر إليها وهو يدعو من أعماق قلبه.. أن يلحق بها كورونا قبل فوات الأوان..!

*** 

*نصيحة: لا تصدق المرأة التي تقول لك أنت حبي الأول والأخير.. لأنها كررت نفس العبارة على أسماع ما لا يقل عن ثلاثين رجلا غيرك..!

ولكنهم للأسف بلعوا الطعم..!

*** 

*على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارهاوتصغر في عين العظيم العظائم.

              "أبو الطيب المتنبي"

*** 

*ثم نأتي إلى مسك الختام.

لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم على أحمد باكثير:

يا حبيبي برد العقد ولم يبرد على الرشف صداي

وانقضى أو أوشك الليل ولما أقض من فيك مناي

آه ما أحلاك في قلبي وعيني وذراعي ولساني 

ليتني أفني بعينيك فأحيا في نعيم غير فان

لو عبرنا الدهر ضما واعتناقا لا أرى يشفى غليلي

يا حياتي ساعة تعدل منك الدهر ليست بالقليل 

أنت دنياي وديني ومعادي وهداي

*** 

و..و..وشكرا